تسلمت الثلاثاء الماضي عائلة جثة ابنها (ب.ف، 25 سنة)، المهاجر السري الذي لقي حتفه على يد القوات المساعدة رمياً بالرصاص بأحد شواطئ إقليم الناضور يوم الاثنين الماضي، وحسب رواية بعض الناجين، فإن أطوار هذه الفاجعة ابتدأت منذ أسبوع قبل يوم الحادث، حين اتفقوا مع أحد الحراكة أن يعبر بهم مقابل 9000 درهم للواحد حسب بعض أفراد مجموعة بني ملال المكونة من 17 شخصاً، من بينهم أربعة قاصرين وسيدة في الأربعين من عمرها. وفي يوم الأحد 31 يوليوز الماضي في الساعة الواحدة والنصف صباحاً أُمرت المجموعة بإنزال القارب المطاطي و16 برميلا صغيرا من البنزين من أعلى الجبل إلى الشاطئ لمسافة 5 كيلومترات تقريباً في هذا المكان الذي يسمى تمسمان في إقليمالناظور، وعند وصول المجموعة إلى الشاطئ، يقول أحد الناجين في ال25 من عمره ل لتجديد: هممنا بإدخال القارب إلى الماء وما كاد يلج نصفه حتى سلط علينا أحد رجال القوات المساعدة الضوء فألقيناه وفررنا لمسافة قصيرة جداً ثم نادانا الحراك وقال إن الأمر يتعلق فقط بأحد الشماكريا يريد سلبنا حاجياتنا فعدنا إلى القارب.... ويضيف المتحدث ذاته بعد أن ركب عدد مهم منا القارب سمعنا صوت أحد المخازنية يأمرنا بالاستسلام والعودة وإلا سيطلق النار فسلطت الأضواء الكاشفة علينا، ووضع أحدهم ضوءه أرضاً وهيأ سلاحه (بندقية)، ثم أطلق ثلاث طلقات أظن في السماء وطلقات أخرى وجهت إلى القارب، فذعرنا وهرولنا كالمجانين إلى مخبإ حيث حاولنا الاتصال بكل الأرقام لما انتبهنا أن مجموعة منا (4 أو 5 أشخاص) ما تزال عالقة بالقارب طالبة النجدة لكن دون جدوى، إلى أن مرت سيارة رباعية الدفع فطلبنا من صاحبها إبلاغ الدرك وبعدما سمعنا صوت مروحية تحوم فوق مكان الحادث لم ندر ما وقع، إلا أننا رجحنا أنها جاءت لنقل المصابين. وصبيحة يوم الاثنين وبعد مفاوضات مع الحراك لم يتوصل المرشحون للهجرة معه إلى حل بخصوص إرجاع أموالهم فوعدهم بإعادة الكرة فيما بعد، ولكنه طلب تأجيل الأمر إلى أن تهدأ الأجواء، ومنذ ذلك الوقت لم يظهر له أثر. وأضاف الشاب الناجي أنه لم تبلغه أخبار وفاة (ب.ف) إلا بواسطة الهاتف من بني ملال، إذ اتصلت به إحدى قريباته وأعلمته أن درك بني ملال نقل لها خبر الوفاة، وعما كتبته إحدى الصحف الوطنية حول اشتباك بالسيوف والسلاح الأبيض مع القوات المساعدة، أكدت كل تصريحات العائدين أن المهاجر السري ليس من حقه أن يحمل معه ولو مقصاً لقطع الأظافر فبالأحرى سيوفاً وأسلحة بيضاء.