كثرت في السنوات الأخيرة شكوى الأسر القاطنة بقرية كهف النسور الواقعة في تراب جماعة سيدي لامين (إقليمخنيفرة) حول الظروف التي يدرس فيها أطفالهم وكذلك المدرسين، فالكل أصبح مهددا بالإصابة بأمراض وأوبئة بسبب تلوث الأرض والهواء على حد سواء، والناتج عن محيط المزبلة الذي هو عبارة عن مزبلة شاسعة المساحة من جهة، ومذبحة للأغنام والأبقار من جهة ثانية، وسوق أسبوعي من جهة أخرى، وهي معطيات تجعل ظروف الدراسة شبه مستحيلة بداية كل أسبوع، وعلى الرغم من توالي شكايات المدرسين وأولياء التلاميذ حول هذه الوضعية إلى السلطات المحلية، إلا أنه ليس هناك مجيب. فالسوق الأسبوعي (يوم الإثنين) يجعل بداية الأسبوع يوم عطلة إضافي، نظرا لأن ساحة المدرسة تتحول إلى مرأب للشاحنات وإسطبل للحمير والأحصنة، وتصير جنباتها مراحيض للتبول والتغوط، وتناول المخدرات أمام مرأى المدرسين والمدرسات والتلاميذ... وعلمت التجديد من بعض آباء وأولياء تلاميذ المدرسة والمدرسين أن المؤسسة حصلت ابتداء من السنة الفارطة على مواد غذائية، لكن المشكل هو عدم وجود مكان مخصص لتناولها، مما يدفع التلاميذ إلى تناول الوجبات أمام النفايات والأزبال. ومن جهة أخرى تنتشر في المنطقة خلال الدورة الدراسية الثالثة، وخصوصا خلال شهري ماي ويونيو حشرات كالعقارب وحشرات ضارة أخرى، فيصبح التلاميذ والمدرسون عرضة للخطر بسبب ذلك، كما أن غياب حارس المدرسة يجعل الإدارة مضطرة بداية كل موسم دراسي لإصلاح مرافق المدرسة بسبب ما يلحقها أثناء فصل الصيف من تخريب، بل أحيانا حتى في العطل التي تتخلل الموسم الدراسي. كل التفاصيل المذكورة تثير أسئلة حول مدى توفر الظروف الكافية لكي يؤدي المدرسون رسالتهم التربوية ويساعدوا التلاميذ على رفع مستواهم ومردوديتهم، وتثير أسئلة حول تحدي إصلاح منظومة التربية والتكوين في العشرية الأولى من القرن الحالي وموقع التلميذ والمدرس فيها. هشام أحناش