أكد العديد من المتحدثين خلال ندوة علمية نظمت بمقر البرلمان الأوروبي في بروكسل أن الحوار وتجنب المواجهة هما السبيل الوحيد لتكريس تعاون مثمر بين الإسلام والغرب، بوصف الدين الإسلامي والمعتنقين له بات حقيقة واقعة داخل أوروبا الموحدة وأحد مكوناتها الدينية والروحية والثقافية. وحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الخميس الماضي، فقد حضر أعمال الندوة رئيس البرلمان الأوروبي "بات كوكس" ورئيسة المجموعة الليبرالية فى البرلمان "غراهام واتسون" ومقررة شؤون العراق داخل المجلس النيابى الأوروبى "إيما نيكولسون"، وأستاذ علم الاجتماع الإسلامى فى إيطاليا "فؤاد علام"، وعدد من الخبراء وأساتذة الجامعات والإعلاميين من المجالين الإسلامي والمسيحي. وتركزت أعمال الندوة على محاور محددة مثل إعادة التقارب بين الإسلام والغرب، وتخطي إشكالية العلاقات المستقبلية بين المسلمين والمسيحيين، ومسألة دمج المسلمين المقيمين فى أوروبا، وعنصري الهوية والمواطنة في التعامل بين الطرفين، وتكريس الثقل الإسلامي فى أوروبا. وأوضحت "غراهام واستون" أن "التطرف" و"العنف" داخل العالم المسيحي أو الإسلامي له المسببات والجذور نفسها والمتمثلة فى جهل كل طرف بهوية وواقع الطرف الآخر. ودعا رئيس البرلمان الأوروبي "بات كوكس" فى مداخلته أمام ندوة "الحوار الإسلامي المسيحي"، إلى ضرورة تحويل أزمة الثقة الحالية المترتبة عما يعرف ب"إدارة أزمة الإرهاب" وتداعيات الملف العراقي إلى فرصة لتوحيد مواقف الأطراف الرافضة للصدمة الحضارية والمراهنة على الحوار والتفاهم. وقال إن أية مواجهة وأي عمل عسكري مهما كان نوعه فى هذه المرحلة سيغذي "التطرف" ولن يسهم بأي حال من الأحوال فى إحداث تقارب بين الشرق المسلم والغرب المسيحى. غير أن "جاك سترو" وزير الخارجية البريطانية يدعو إلى عكس هذا، فقد قال في تصرح صحفي، مخاطبا منظمة نهضة العلماء، أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا، إن الانقسام الذي يشهده العالم الحديث ليس بين الحضارات، بل بين ما وصفه بالحضارة والفوضى. ويسعى "سترو" الذي يقوم بزيارة إلى إندونيسيا، لإقناع الشعب الإندونيسي بجدوى اتخاذ إجراء عسكري ضد العراق، ولكنه على ما يبدو سيواجه صعوبات عديدة في مهمته لأن غالبية الشعب الإندونيسي تعارض شن حرب على بغداد. ومن جهة أخرى قال مدير الجمعية الإسلامية في ولاية كاليفورنيا، وأستاذ الدراسات الإسلامية ومقارنة الأديان، الدكتور "مزمل صديقي" في لقاء مع مجلة (الدعوة) : إن الحوار ليس كما يفهم البعض - تنازل عن الثوابت - ولكي ينجح أي حوار لا بد أن يتفهم كل طرف الثوابت الموجودة لدى الطرف الآخر، أي قيَمَه ودينه وعقيدته، مبينا أن في تاريخ الإسلام حوارات، حيث حاور الرسول الكريم الكفار ومشركي مكة، إضافة إلى علاقة الإسلام بالحضارات الأخرى. خليل بن الشهبة