عدد خبراء أكاديميون وأساتذة باحثون في المجال الاقتصادي مساوئ الاقتصاد الربوي وتداعياته السلبية على الحياة الإنسانية، وأبرزوا الروابط العلائقية بين هذا الأخير وبين الأزمات المالية التي يتخبط فيها العالم اليوم، وذلك خلال الجلسة الثالثة من أشغال المؤتمر الدولي للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، المنعقد يومي الجمعة السبت 29 – 30 أبريل بمدينة تطوان. وفي هذا الصدد، قال الخبير المصري أشرف دوابة، إن العوامل التي أدت إلى الأزمة المالية في العالم هي المعاملات التي حرمها الله تعالى في القرآن الكريم، مثل الربا والاحتكار والجشع. من جانب آخر، أبرز دوابة المزايا الاقتصادية والاجتماعية للزكاة، مشيرا إلى أن عبادة الزكاة بالإضافة إلى ثوابها العظيم في الآخرة فإن لها فوائد كثيرة في الدنيا منها، تحقيق التكافل الاجتماعي، وترشيد إنفاق الموارد المالية. بالإضافة إلى ذلك يضيف أشرف دوابة، أن الزكاة لها القدرة على استهلاك وتوزيع النمو الاقتصادي، كما أنها تمثل عنصرا رئيسيا لدفع عجلة الإنتاج وتزيد الميل الحدي للاستهلاك لدى مستحقيه، وتؤدي إلى زيادة الطلب الفعال على الإنتاج، وتدعو صاحب المال للاستثمار الربحي. من جانبه عاب الدكتور فارس حمزة، عميد كلية المتعددة التخصصات بجامعة عبد المالك السعدي، بمارتيل، قصور فهم المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ومؤاخذتها حول أحكام التشريع الجنائي في الإسلام وعلى الخصوص عقوبة قطع يد السارق، موضحا أن هذه العقوبة الزجرية تتعلق بمناخ يسود فيه العدالة الاجتماعية ويستفيد المواطنون من حقوقهم الأساسية. واستقى الدكتور فارس حمزة، موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رفض تطبيق حد السرقة على أحد سارق لم يجد ما يأكل، مضيفا "أن تطبيق حكم حد السرقة المقصود بها لصوص المال العام وليس المواطن الفقير الذي لم يكن ليقدم على هذه الخطوة لو ضمن حقه، ولو كانت الدولة تقوم بتوزيع المال توزيعا عادلا". وخلص المتحدث إلى أن حد السرقة يهدف إلى حماية المال العام من النصب، وليس إلى التنكيل بالمواطنين بسبب خطيئة صغيرة، وهو ما تجلى من خلال تصرف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. بدوره، عدد الدكتور محمد قيراط، أستاذ فقه المعاملات بكلية الشريعة بفاس، الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في الاقتصاد الإسلامي، وقدم مثال للفرق بين الزمن في القرض الربوي وبين الزمن في القرض الإسلامي، إذ يعتبر في هذا الأخير ربحا بينما يعتبر في القرض الربوي حساب الفوائد، وبين الاعجاز التشريعي في منهيات المعاملات المالية. وتخللت الجلسة الصباحية شهادة طبيب فرنسي، متخصص في الجغرافية الاقتصادية، أوليفير غوديشي، صاحب كتب "مبادئ أصيلة عن النظم السوسيو اقتصادية وفق المصادر الإسلامية" (المالية الاسلامية نظرية القيم ومبادئ الاقتصاد)، قال إنه وجد مجموعة من الإجابات على أسئلة كان يطرحها حول علاقة الأخلاق والجانب الروحي بالعلوم الاقتصادية، ووجدها في التشريع الإسلامي من خلال مبدأ التوازن بين العقيدة والعمل وبين المادة والروح. وأضاف أنه "في عالمنا الصعب لدينا ما يكفي من المفكرين ولدينا ما يكفي من المحللين ولكن ليس لدينا ما يكفي من يملك القدرة على استيعاب المشكلة الحقيقة"، مشيرا إلى أنه ألف كتابا يجيب عن سؤال كيف نؤسس لمنظومة سوسيواقتصادية متوازنة، منطلقا من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.