انتشرت بصورة واسعة في منطقة عمان الغربية الراقية الملاهي الليلية التي تقدم الخمور للأردنيين والسياح العرب، بحيث بلغ عددها في العاصمة وحدها، التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة، أكثر من 350 ملهى؛ وهو ما دفع أحد النواب الإسلاميين في البرلمان الأردني إلى التقدم بسؤال للحكومة حول هذه الظاهرة. وقال النائب محمد أبو فارس من حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية للإخوان المسلمين) لإسلام أون لاين الإثنين 2003-8-11 بأنه سيسعى لإعادة إحياء قانون منع الخمور الذي تقدم به الإسلاميون في مجلس النواب عام ,93 كما سيسائل الحكومة حول التدهور الأخلاقي في الأردن ومسؤولية الحكومة عن ذلك. وأصبح لافتا لكل زائر للعاصمة الأردنية أن عمان مدينة التلال السبعة حين تغرق في ظلامها الدامس يبقى الجزء الغربي منها مشعا وساهرا حتى خيوط الصباح الأولى، بعد أن امتلأت أحياؤه الغنية بالعديد من النوادي الليلية والبارات التي تقدم فقرات الرقص وما يرافقها من تجاوزات أخلاقية، كما تصدر عنها الموسيقى الصاخبة المزعجة للسكان. وتعتمد السياحة الأردنية بشكل عام على مثل هذه النوادي في حركتها خاصة في ما يتعلق بالسياحة الخليجية، غير أن الأمر أصبح مزعجا ومثيرا لاستياء الأردنيين المحافظين بطبعهم. وفي هذا الشأن تقول السيدة أم خالد التي تقطن بجانب أحد الملاهي الليلية في منطقة الشميساني غرب عمان: ننزعج كثيرًا من صخب الموسيقى وفوضى الساهرين، وتضيف: تقدمنا بشكاوى كثيرة دون جدوى. وتقول سعاد إحدى المقيمات في منطقة عبدون الراقية، غرب العاصمة أيضا: مسلسل الإزعاج يبدأ الخميس من كل أسبوع ولا ينتهي إلا بحلول نهار السبت، وتضيف: السكارى يخرجون من الملاهي ويقومون بالصراخ والانتشار في أرجاء الشارع. ويرصد محمد السيد القاطن بجانب ملهى ماد كاو بمنطقة شارع الثقافة في العاصمة عدة مظاهر مزعجة من قبيل صخب الموسيقى الليلية وعراكات السكارى التي تمتد أحيانا لمنازل المواطنين. وبالفعل فإن الفتاة الأردنية أصبحت تزاحم الفتيات اللبنانيات والمغربيات اللاتي يملأن البارات والنوادي الليلية في الأردن؛ الأمر الذي يدل على تحول خفي في طبيعة المجتمع الأردني المحافظ، حيث أصبحت الفتاة الأردنية تخترق مجالات عمل لم تكن معهودة في السابق مثل البيع في المحلات التجارية والسوبر ماركت والرقص والفنادق وقطاع التسلية والترفيه والبارات والملاهي الليلية. ويؤكد مالك أحد الفنادق الأردنية لإسلام أون لاين وجود طبقة من فتيات الليل الأردنيات ولو بشكل محدود جدا، إثر موجة من الانفتاح بدأت تتشكل بعد معاهدة وادي عربة (معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية 1994)، واجتاحت المجتمع الأردني تماما بعد 11 شتنبر 2001 بحيث أصبح المجتمع الأردني غارقا أكثر في تقليد الثقافة الغربية، وهو أمر لم يكن موجودا في السابق. وفي هذا الصدد تشير إحصائية صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة الأردنية في 2003-1-1 إلى أن عدد الملاهي الليلية والبارات والنوادي المرخصة في العاصمة عمان تجاوز 350 وهو رقم يعد كبيرا ولافتا بالنظر إلى عدد السكان وطبيعة الأردنيين المحافظين، خاصة أن عدد هذه الملاهي في التسعينيات من القرن الماضي لم يكن قد بلغ نصف هذا الرقم.