دعا 32 من العلماء والدعاة المسلمين السعوديين إلى تأمين الجبهة الداخلية للدول العربية والإسلامية، وخاصة المملكة العربية السعودية، في مواجهة الأخطار الخارجية، محذرين من أن الأمة تواجه تحالفا عدوانيا، يحتاج من المسلمين إلى التوحد والتآزر، وإقامة تحالف مضاد، لمواجهة التحالف الأمريكي الصليبي اليهودي، محرما على الحكومات والأشخاص التعاون مع العدوان الأمريكي على العراق. وقال العلماء والدعاة السعوديون في بيان مطول، أرسلت نسخة منه إلى وكالة "قدس برس" إن الأمة العربية والإسلامية تواجه "تحالفاً على العدوان والبغي، تقوده حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويظاهرها فيه أشد الناس عداوة من اليهود والصليبين". وأضاف البيان أن أمريكا "تمارس عدوانها الظالم بمعايير انتقائية، وحجج داحضة، كمكافحة الإرهاب، ونزع أسلحة الدمار الشامل". وقال البيان، الذي وقعه علماء من أمثال إبراهيم بن عبد الله الدويش، وسعيد بن ناصر الغامدي، وسفر بن عبد الرحمن الحوالي وسلمان بن فهد العودة "إن هذا البغي الذي تقوده قوى متكبرة، طاغية بقوتها، باغية بعدوانها، يوجب على المسلمين جميعاً التحالف ضد هذا العدوان، والاستنفار لمواجهته. وأن يتنادى أهل العلم والرأي والبصيرة لتوجيه الناس، وتحريضهم على أقوم السبل للمدافعة، التي تأتلف عليها الآراء، وتجتمع بها الكلمة". وشدد البيان، الذي يبدو أنه موجه إلى الداخل السعودي بدرجة أساسية، على أن "الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، وأنه ماضٍ إلى قيام الساعة (...) وأن إقامته واجبة على الأمة، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً". لكنه أكد على ضرورة استيفاء أسباب الجهاد، "وتحقيق شروطه، وأن يتم النظر فيه، من قبل أهل الرسوخ في العلم، بعيداً عن الاجتهادات الخاصة، التي قد تمهد للعدو عدوانه، وتعطيه الذريعة لتحقيق مآربه". ورأى الموقعون على البيان أن "كل ما يزعزع المجتمع، ويحدث الخلل في الصف، هو هدية ثمينة تقدم إلى عدو لا يرقب في المسلمين إلاً ولا ذمة". ودعا البيان "الحكومات بعامة، وحكومات المنطقة بخاصة، إلى رفض التدخل الأمريكي الغاشم، تحت أي غطاء كان، وبكل قوة". وشدد البيان "التأكيد على أن من أكبر الكبائر على الأفراد والحكومات التعاون مع الحكومة الأمريكية في عدوانها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأنه لا بد من موقف موحد متماسك حتى لا تتاح للإدارة الأمريكية الفرصة للعب على التناقضات والمنازعات". ودعا البيان المسلمين إلى "لزوم التواصي بالبر والتقوى، والتمسك بحبل الله، والبعد عن التفرق والاختلاف، الذي يقع به تمكين المتربصين بالأمة، وتسليطهم على شعوبها وخيراتها"، محذرا المسلمين من الوقوع في الفتنة، داعيا الشباب إلى الحذر من الوقوع في التكفير، واستحلال دماء الناس وأموالهم، من دون وجه حق، وداعيا العلماء إلى تبصير الشباب، والتواضع لهم، وتبصيرهم بالحكمة والموعظة الحسنة. وفي ما يبدو أنه موجه لتحذير الشباب السعودي خاصة والخليجي عامة من الإقدام على أعمال مسلحة ضد بعض المصالح الغربية في المنطقة، قال البيان "إن أي قتال للكفار لا يتحقق به نكاية بالعدو، فإنه يجب تركه؛ لأن المخاطرة بالنفوس إنما جازت لما فيها من مصلحة إعزاز الدين، والنكاية بالمشركين، فإذا لم يحصل ذلك وجب ترك القتال، لما فيه من فوات النفوس، وشفاء صدور الكفار، وإرغام أهل الإسلام، وبذا صار مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة". ورأى البيان أن فرض الجهاد، أو ما أطلق عليه اسم "القيام العام، لا يحق إلا لمن اجتمعت فيه الأحكام الشرعية المسوغة لذلك، من العلم، والإمامة في الدين، والاجتهاد، والقدرة، وتعيّن المصلحة واقتضائها". وشدد البيان على حرمة سفك دماء "كافة المسلمين من أهل هذا البلد، أو من دخله". وجذر من "نشر الفتنة، وسفك الدم بالتأويل، وأن يعلم أن من الجناية على المسلمين جرهم إلى مواجهات ليسوا مؤهلين لتحملها، وتوسيع رقعة الحرب، بحيث تصبح بلاد المسلمين الآمنة ميداناً لها". وقال إن "هذا ربما كان هدفاً تستدرج إليه أمريكا وحلفاؤها البعض، حتى يصبح ذريعة لتدخل أكبر، وتقسيم للمنطقة"، داعيا الشباب إلى "تدبر عواقب الأمور، ونتائج الأعمال وآثارها، والموازنة بين المصالح والمفاسد"، منوها إلى الحاجة الملحة إلى الحفاظ على الأمن، باعتباره "من أخص مقاصد المرسلين"، كما قال البيان. وذكّر البيان "الحكومات وخاصة دول المنطقة بحرمة أبناء الإسلام، وخاصة من جادوا بدمائهم وأرواحهم في مدافعة العدوان على الأمة، في يوم من الأيام"، في إشارة إلى المتطوعين العرب للجهاد في أفغانستان. وقال إنه "لا يصح أن يكونوا مستهدفين بالسجن والمطاردة أو التعذيب والإيذاء، وأعظم من ذلك تمكين أعداء الله من أن يطالوهم بأي نوع من أنواع الأذى". وحذر الحكومات من أن تكون "سبباً في تكوين المناخ المناسب" لنمو الأفكار المتطرفة "وذلك بإعلان المنكرات، وحماية المحرمات، وإشاعة أسباب الانحراف، فإن إشاعة المنكر تطرف يدفع إلى تطرف مضاد، والمجتمع بحاجة إلى حمايته من مظاهر الغلو، ومن مظاهر التسيب والانحلال". (...) جدة (السعودية) - خدمة قدس برس