سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
a href="http://www.jadidpresse.com/83086/" title=""خريطة سياحية"للاحتلال "تُصهين" القدس بصمت وتجعل الإسلامي"يهوديا"""خريطة سياحية"للاحتلال "تُصهين" القدس بصمت وتجعل الإسلامي"يهوديا"
أخفت خريطة «رسمية»، بشكل متعمد، وزعتها وزارة تابعة لحكومة الاحتلال الصهيوني على السياح الأجانب الذين يصلون إلى القدسالمحتلة، المواقع التاريخية، الإسلامية والمسيحية، ولا يظهر منها إلا موقع إسلامي واحد وخمسة مواقع مسيحية فقط، مما أثار حفيظة السلطة الفلسطينية التي سارعت إلى التنديد بأشد العبارات خطوة الوزارة الصهيونية وخريطتها الاحتلالية، واصفة إياها بأنها «امتداد لمحاولات حكومة الاحتلال طمس المعالم الدينية والأثرية الفلسطينية في القدس وتتجاهلها»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية. وذكر موقع «الخليج أونلاين»، في تقرير له، الثلاثاء 5 أبريل 2016، نقلا عن صحيفة «هآرتس» العبرية التي نشرت "الخريطة" الصهيونية، أن وزارة السياحة توزّع عن طريق خدماتها المنتشرة في البلدة القديمة بالقدسالمحتلة خرائط ودلائل سياحية محرّفة للسياح الأجانب، غيّرت فيها أسماء مساجد وكنائس ومناطق في القدس مستبدلة جزءاً منها بأسماء استيطانية كما كتبت أسماء أماكن أخرى بشكل خاطئ. وليست المشكلة فقط في أن الخريطة تحرّف أسماء المعالم، لكنها أيضاً تتجاهل بقصد ذكر وجود معالم إسلامية ومسيحية تستحق لفت نظر السائح لها. ويعتبر تحريف أسماء الشوارع والمعالم والأحياء في مدينة القدسالمحتلة أحد أساليب الاحتلال الصهيوني لتهويد المدينة، في محاولة ل«خلق» صورة ذهنية محرّفة حول هوية القدس، مستهدفين بذلك كل مارّ أو مقيم جديد فيها، وتحديداً السياح الأجانب الذين يتجولون في الشوارع معتمدين على خرائط رسمية توزعها مجاناً وزارة السياحة التابعة لحكومة الاحتلال. وأضاف التقرير أنه باستراتيجية يمكن تسميتها ب«التهويد الصامت»، ترمي وزارة السياحة في كيان الاحتلال على المدى البعيد إلى محو هوية المدينةالفلسطينية من ذهن العالم، وذلك عن طريق توزيع خرائط ودلائل سياحية وتوظيف مرشدين سياحيين يسردون رواية الاحتلال الصهيوني المغلوطة حول المدينة، وفي المقابل التضييق على عمل الإرشاد السياحي من الجانب الفلسطيني بطرق عدة، ومحاسبة كل مرشد سياحي معتمد إذا ثبت أنه استخدم الرواية الفلسطينية أثناء جولته. ففي الخريطة المعتمدة يوجد اقتراحات لزيارة 57 معلماً سياحياً في المدينة، من بينها معلم إسلامي واحد فقط، و5 معالم مسيحية، مقابل عشرات البيوت اليهودية والمدارس الدينية والكنس المشار إليها في الخريطة بوضوح. وتغيب المواقع الاسلامية كلها تقريبا عن الخارطة، فعلى الرغم من وجود الكثير من المواقع الاسلامية التي يزورها السياح في البلدة القديمة، والتي تعتبر نقاطا تاريخية هامة في المدينة، إلا أنه لا يظهر إلا قبة الصخرة، تحت اسم آخر. وبحسب الخريطة المعتمدة، وفق ما ذكرت «الخليج أونلاين»، تمت الإشارة إلى منطقة المسجد الأقصى على أنها «جبل الهيكل»، إلى جانب تجاهل الإشارة إلى وجود المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى، وكتابة «إسطبل سليمان» بدلاً من المسجد المرواني. هذا إلى جانب الإشارة إلى البيوت الفلسطينية التي استولى عليها المستوطنون اليهود عن طريق جمعية «عتاروت كهانيم» الاستيطانية، في الحي الإسلامي من البلدة القديمة، مما يعطي انطباعاً لدى السائح غير المطّلع على أن هذا الحي يهودي. وخارج أسوار البلدة القديمة، تجاهلت الخريطة حتى رسماً لأحياء مثل «راس العمود» و«الطور» واستبدلتها برسمة غابة ومناطق خضراء. إلى جانب ذلك، وكما هو مألوف لدى المقدسيين وفلسطينيي الداخل، في حال ذكرت الخريطة أسماء الأماكن العربية الفلسطينية كما هي، فقد كتبت مع أخطاء إملائية أصبحت كثرتها تشكك في كونها مقصودة، فعلى سبيل المثال، بدلاً من كتابة اسم حي «سلوان» بهذا الشكل، فقد كتب «سليان» (Silean)، ومنطقة وادي حلوة كتبت كأنها «وادي حيلفا» (Wadi Hilva)، واسم الحي الإسلامي كتب خطأ أيضاً، فبدلاً من «Muslim Quarter»، كتب «Moslem Quarter»، وهو ما يعني أن متحدث الإنجليزية قد لا يفهم أن هذه الكلمة تشير إلى أن المكان تابع للمسلمين. "خريطة" تضليلية وقالت «هآرتس» الصهيونية، إنه تم بذل جهود كبيرة من قبل من أعدوا الخارطة، من أجل شطب الأسماء العربية للمواقع في القدس، وفق ما نقلت عنها صحيفة "فلسطين" التي تصدر في غزة. ومما يدل على أن الخريطة والدليل السياحي المعتمد من وزارة السياحة لا يهدف لإرشاد السياح بل لتضليلهم وخلق انطباع يرسخ شرعية الاستيطان وطبيعته، هو أن من بين ال57 معلماً المشار إليها، هناك أكثر من 25 بيتاً استولى عليها مستوطنون أو مدارس دينية، وهو ما لا يعد على الإطلاق محط اهتمام السياح بل هو محاولة لتثبيت رواية الاستيطان. «التهويد الصامت» بحسب "الخليج أون لاين" لا يتم عبر المنشورات الرسمية مثل الخرائط والصور والوثائق التي يصدرها الاحتلال فقط، بل أيضاً عبر لافتات تنظيم المرور، فكل من تجوّل في شوارع المدينة لاحظ في السنوات الأخيرة أن الحرب ضد الهوية الفلسطينية للقدس لم تعد تشمل هدم البيوت وتسريبها والاستيطان فيها، ولا فرض سياسات ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال للتضييق على المقدسيين، خاصة الشباب، ودفعهم للهجرة ومن ثم تفريغ المدينة، بل توسعت لتشمل لافتات الشوارع أيضاً بعدة طرق. فبعد قرار الاحتلال بإضافة اللغة العربية للافتات الشوارع بالمدينة شوهد في الكثير من الأماكن لافتات تحرف أسماء الأحياء بعدة طرق، منها كتابة اسم الحي باللفظ العبري، لكن بأحرف عربية، فكما هو موضح بالصورة أدناه، بدلاً من الإشارة لاسم حيّ «التلة الفرنسية» الواقع شمالي القدس باسمه باللغة العربية، كتب بأحرف عربية توضح اللفظ العبري للكلمة، فأصبحت «هاجيفعاه هاتسرفتيت»، بدلاً من التلة الفرنسية. ومع بدء تشغيل القطار الخفيف التهويدي أيضاً (إذ إن جزءاً منه يمر في أحياء شرقي المدينة، وهو ما يعيق تطبيق حلّ الدولتين ويفرض سيادة الاحتلال على المدينة) ظهر أسلوب آخر للتحريف عن طريق إطلاق أسماء عبرية على الأحياء الفلسطينية، التي يمر بها القطار، فكما هو موضح بالصورة أدناه، أطلق اسم «شمعون هتساديق» أي «الصدّيق شمعون» على المحطة القريبة من حيّ الشيخ جرّاح المعروف بتعرضه لهجمة تهويد واستيطان شرسة منذ أعوام عديدة. هذه الأمثلة البسيطة تعتبر مجرد عيّنة لما تمر به المدينة من تهويد صامت، وجزء من الحرب الدائرة على كل متر وشبر من القدس. ومع اعتماد وزارة السياحة في حكومة الاحتلال خرائط محرفة، والاهتمام بتوزيعها على كل مارّ جديد على المدينة، فهذا يحمل معه رسالة أن الحرب ليست فقط ضد أذهان الفلسطينيين، بل هي أوسع وأشمل، إذ تهدف لتعميم رواية الاحتلال الصهيوني على العالم كله، لكن بشكل فردي وبهدوء وبطء. «السلطة» تندد وفي أول رد فعل السلطة الفلسطينية على التزييف والتحريف الصهيوني، اتهمت وزارة الخارجية، الثلاثاء 5 أبريل 2016، كيان الاحتلال بتزوير مواقع إسلامية ومسيحية فلسطينية وتسميتها بأسماء عبرية، وتجاهل المواقع التاريخية وتسليط الضوء على الكنس، في محاولة لطمس المعالم التاريخية لمدينة القدس. ونقلت «وكالة الأناضول للأنباء» عن بيان صحفي لخارجية السلطة قوله: «إن وزارة السياحة الإسرائيلية وزعت خريطة رسمية صادرة عنها على السياح الأجانب القادمين إلى القدس، شملت على مواقع إسلامية تم ترجمتها لأسماء أخرى لا صلة لهاب الواقع». وأضافت الخارجية: «في القدس 57 موقعا تاريخيًا اسلاميًا ومسيحيًا شملت الخارطة الإسرائيلية على ستة منها فقط، بينما غالبية المواقع تشير إلى كنس يهودية». وسمّت الخريطة، بحسب البيان، المسجد الأقصى المبارك ب(جبل الهيكل)، وفي الترجمة للإنجليزية تم تغيير الأسماء العربية للمواقع في البلدة القديمة مثل: (سليان) بدل سلوان، و(وادي هلفا) بدل وادي حلوة وغيرهما، كما أشارت الخريطة إلى منازل تم الاستيلاء عليها بالقوة من قبل المستوطنين من اصحابها المسلمين رغم عدم وجود أي قيمة سياحية لها. وأدانت الخارجية بأشد العبارات «موقف وزارة السياحة الإسرائيلية وخريطتها الاحتلالية، فإنها تعتبر تلك الخريطة امتدادا لمحاولات حكومة الاحتلال طمس المعالم الدينية والأثرية الفلسطينية في القدس وتتجاهلها، في حين أنها تروج لمعالم اخترعت اختراعا ضمن ادعاءات وأكاذيب إسرائيلية رسمية غير موجودة في القدس». وتابع البيان: «ما يجري محاولة لمنع المطالبات الفلسطينيةبالقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وشطب الوجود التاريخي الديني العربي الإسلامي المسيحي في المدينة».