أكدت مصادر فلسطينية متعددة في القدس شروع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتهويد أسماء الشوارع والطرق والأماكن الأثرية بالمدينة ضمن مخطط شامل لتهويد المدينة المقدسة. وفي ذلك الاتجاه شَرَعت أطقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس منذ أيام، بوضع لافتات بارزة وبلغات ثلاث تحمل اسم شارع الصديق «الياهو» بدلا من شارع السلطان سليمان، ومغارة الصديق «الياهو» بدلا من مغارة سليمان وهي المنطقة التي تقع بين بابي العامود والساهرة، من بوابات البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة. وذكرت مصادر فلسطينية، أن عمالاً من بلدية الاحتلال أدخلوا قبل أيام حفارة صغيرة داخل مغارة سليمان دون معرفة أهدافها الحقيقية. وبينت المصادر، أن طواقم البلدية وبحراسات عسكرية وأمنية قامت بحركة نشطة لترتيب الأوضاع ووضع الأعلام الإسرائيلية استعدادا لاحتفال خاص بافتتاح الشارع والمغارة باسميهما الجديدين، مشيرة إلى أن مصادر إسرائيلية ذكرت أن رئيس البلدية الإسرائيلي اليميني نير بركات سيحضر وعدد من قيادات الاحتلال الاحتفال. وكانت بلدية الاحتلال ضربت سياجاً حديدياً حول المنطقة المشار إليها منذ عدة أسابيع تمت خلالها إزالة العديد من معالم المنطقة بهدف إنشاء حدائق تلمودية ملاصقة لسور القدس بالإضافة إلى تغيير اسم المنطقة من تسميات عربية إسلامية إلى أسماء تلمودية في إطار تهويد المدينة المقدسة. هذا وأكدت مصادر محلية في المدينة أن آليات بلدية الاحتلال وشركات إسرائيلية متعددة تواصل العمل قرب باب الساهرة وإزالة الأشجار وتمهيد الأرض لإقامة حدائق تلمودية إضافية حول سور القدس العتيقة التاريخي. ومن جهته أكد بيان لمركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن حملة «عبرنة» وتهويد أسماء الأحياء والمواقع العربية في البلدة القديمة ومحيطها هي حملة قائمة ومستمرة، ولم تتوقف على مدى سنوات الاحتلال الماضية. وفي تعليق له على قيام أطقم من بلدية الاحتلال باستبدال اسم شارع «السلطان سليمان» المحاذي للبلدة القديمة من ناحية باب العمود باسم «الصديق الياهو» أشار مركز القدس إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد أطلقت في السابق أسماء يهودية عبرية على عديد من الأحياء والمواقع في القدس، من ذلك: «هار هزيتيم» بدلا من جبل الزيتون، «شيلواح» بدلا من سلوان، هار هبايت (جبل البيت) بدلا من المسجد الأقصى، «هار هتسوفيم» بدلا من جبل المشارف، «ناحل هجوز» بدلا من واد الجوز»، مردخاي غور بدلا من باب الأسباط، «شعار أبراخيم» بدلا من باب الساهرة، «مورانيت» بدلا من المصرارة، «الحشمونائيم» بدلا من عقبة الخالدية، «ناحل كدرون» بدلا من وادي قدرون، «ديرخ حباي» بدلا من طريق الواد، «مسغاف لداخ» بدلا من سوق الباشورة، «نيئوت دافيد» بدلا من دير مار يوحنا، «بيت ديسكن» بدلا من بيت الزرو، «بيت حنان»بدلا من بيت الترهي، و»كليل كلاينا» بدلا من حارة الصبرة. وقال زياد الحموري مدير المركز أن الإجراء الاسرائيلي الجديد يأتي بعد أيام فقط من مشروع قانون قدم إلى الكنيست الإسرائيلي يقترح مقدموه تغيير أسماء الأحياء والمواقع العربية في المدينة بأسماء عبرية، وهو ما تم تطبيقه فعلا قبل طرح هذا المشروع، معتبرا طرحه كقانون، نقلة جديدة ونوعية في عملية التهويد الإسرائيلية للمدينة. ومن ناحية اخرى أكدت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» أنّ سلطات الإحتلال تسارع الزمن لإنهاء تهويد منطقة قصور الخلافة الأموية الواقعة ملاصقة جنوبي المسجد الأقصى، وتحويلها الى «مطاهر للهيكل» اليهودي المزعوم ومساراً توراتياً ضمن مخطط تحويل محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس الى حدائق توراتية. وذكرت «مؤسسة الأقصى» أن هذه الأعمال تتم وسط طمس وتدمير للمعالم الإسلامية الأثرية التاريخية والسيطرة على أوقاف إسلامية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك ، الأمر الذي يدعو الى تحرك فوري لمنع مواصلة هذه المشاريع التهويدية الإحتلالية الخطيرة، والإعتداء المتواصل على المسجد الأقصى ومدينة القدس . وأكدت «مؤسسة الأقصى» في بيان صحفي أنه ومن خلال زيارات ميدانية في الأيام الأخيرة لمنطقة قصور الخلافة الأموية فقد رصدت أعمال واسعة ومتتابعة يقوم بها عشرات العمال، تبدأ من ساعات الصباح الباكرة وتتواصل إلى ساعات الليل المتأخرة، بمرافقة مهندسين ومختصيين ومراقبين، حيث تمّ خلال اليومين الأخيرين فقط تركيب عشرات الدُرُج الحديدية في جميع أنحاء منطقة القصور الأموية، ما بين الزاوية الشرقية الجنوبية للمسجد الأقصى/المنطقة الواقعة خلف المصلى المرواني، والمنطقة التي تقع خلف محراب ومنبر المسجد الأقصى من الخلف ? أو ما يعرف بالزاوية الخنثنية/الختنية - ، كما يتم بناء عدد من المنصات الحديدية متوزعة ما بين الدرج المذكورة، في نفس الوقت تتواصل أعمال الحفريات وتنفيذ إنشائيات حديثة على شكل رصف وسبل ضيقة توصل بين الدرج والمنصات. وقالت «مؤسسة الأقصى» :» إن تنفيذ هذه الأعمال بهذه السرعة، وبهذه الأعداد من العمال والمهندسين، وبهذه الساعات المتواصلة من العمل يتضح جلياً أن الإحتلال الإسرائيلي يسارع الزمن لإنهاء مخططه التهويدي لهذه المنطقة «. وبحسب معلومات وخرائط إطلعت عليها «مؤسسة الأقصى» في أوقات سابقة- تعذر عليها تصويرها لأسباب خارجة عن إرادتها- فإن الإحتلال يخطط الى تهويد منطقة القصور الأموية وتحويلها الى «مطاهر للهيكل» المزعوم ، بحيث سيحوّل عدد من الحفر الى «مطاهر للهيكل» ، وسيربط بين هذه» المطاهر» بالدرج الحديدية التي ينصبها، وعند كل « مطهر للهيكل» ينصب منصة حديدية ستكون بماثبة نقطة إستراحة وشرح عن هذه المطاهر المزعومة ، كما وعلمت «مؤسسة الأقصى» أنه سيتمّ الإعلان عن المنطقة بأنها جزء من مسار توراتي، يستمر من منطقة العيساوية شمالي القدسالمحتلة، ويمر من منطقة جبل المشارف، ومنه الى منطقة الصوانة ? وادي الجوز، ثم الى منطقة مقبرة باب الرحمة - الملاصقة لشرق المسجد الأقصى ثم الى منطقة قصور الخلافة الأموية ومنطقة حائط البراق / الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، مرورا بوادي حلوة-سلوان، وإنتهاء بوسط سلوان في منطقة حي البستان، وهذا المخطط هو ضمن مخطط الإحتلال إقامة 9 حدائق توراتية في محيط المسجد الاقصى والبلدة القديمة بالقدس . ومن جهته أكَّد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أن ما يجري بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة ومحاولات تزوير وتزييف الطابع التراثي والتاريخي لها جرائم حرب حقيقية بحق الشعب الفلسطيني ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي. وقال القواسمي في بيان صحفي له: «إن صمت المجتمع الدولي والاكتفاء ببعض الإدانات والتصريحات الصحفية دون خروج المواقف والقرارات الدولية إلى حيز التنفيذ، يعطي إسرائيل دافعا للاستمرار في اعتبار نفسها دولة فوق القانون الدولي». وأكد أن مصداقية المجتمع الدولي تهتز ولم تعد محل ثقة، خاصة في ظل ما يحدث من تحركات دولية سريعة وتطبيقا لقرارات وتوجهات المجتمع الدولي لحماية المدنيين، بينما يقف صامتا أمام القرارات الدولية التي تنتهكها إسرائيل على مرأى ومسمع العالم كله. وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة باتخاذ قرارات جريئة تنحاز للحق الفلسطيني المستند للقانون الدولي، وتوقف العدوان الإسرائيلي وترتقي لحجم ما يعانيه شعبنا الفلسطيني من احتلال وظلم واضطهاد منذ عقود طويلة.