قال فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، الإرهاب أن تستخدم العنف فيمن ليس بينك وبينه قضية وإنما هو وسيلة لإرهاب الآخرين وإيذائهم بوجه من الوجوه، ويدخل في ذلك خطف الطائرات، فليس بين الخاطف وركاب الطائرة عادة قضية ولا خلاف بينه وبينهم، كما يدخل في ذلك احتجاز رهائن لديه، لا يعرفهم ولا يعرفونه، كما فعل جماعة أبو سياف في جنوب الفلبين وغيرهم. ومن ذلك قتل السياح كما حدث في مذبحة الاقصر في مصر وغيرها، لضرب الاقتصاد ومن ذلك ما حدث في 11 شتنبر 2001م في نيويورك وواشنطن، من اختطاف الطائرات المدنية بركابها من المدنيين الذين ليس بينهم وبين خاطفيها مشكلة أو نزاع، واستخدامها (آلة هجوم) وتفجيرها بمن فيها، وكذلك ضرب المدنيين الأبرياء في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وهم أناس لا علاقة لهم باتخاذ القرار السياسي ومنهم مسلمون وغيرهم. وإذا كنا ندين العنف بصفة عامة، فنحن ندين الإرهاب بصفة خاصة، لما فيه من اعتداء على أناس ليس لهم أدنى ذنب يؤاخذون به. وقد أصدرت فتوى منذ بضعة عشر عاما، بتحريم خطف الطائرات. وأضاف أن الإرهابي إنسان مغلق على نفسه شديد التعصب لفكرته التي يؤمن بها ويرى من خلالها العالم والحياة والإنسان على غير ما يراه الآخرون، ويرى نفسه هو المصيب وكل الآخرين مخطئين أو منحرفين. وقال فضيلة الشيخ القرضاوي، إن هذا العنف لا يغير حكومة ولا يسقط نظاما، هذا الاغتيال أو القتل العشوائي أو العمل التخريبي لم نره غير شيئا، وقد جرب الاغتيال السياسي فذهب حاكم وجاء آخر بعده، واستمر الوضع وربما كان الجديد أسوأ من القديم وربما أزداد الوضع سوءا. ثم أن هذا الذي يقوم بالعنف لا يستطيع الاستمرار فيه إلى الأبد، إنه يستمر مدة ثم ييأس ويلقي سلاحه، ولم يجن ثمرة من عمله إلا ما قتل من أنفس وما أضاع من جهد وعمر. على أن فقه التغيير الحق لا يتم بالعنف أنه عملية طويلة المدى عميقة الجذور، يبدأ وفق المنهج القرآني والنبوي بتغيير ما بالأنفس بالتوعية والتربية والاعداد الطويل النفس، غير ما بنفسك يتغير التاريخ، هذه السنة القرآنية الثابتة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد: .11 وهذا للأسف لا يعيه إلا أولو الألباب، ولا يصبر عليه إلا أولو العزم. وكالة الأنباء الإسلامية