هيلين مارياني أرملة أحد ركاب الرحلة 157 شركة يونايتد إيرلاينس التي تحطمت على أحد برجي مركز التجارة العالمي يوم 11 شتنبر ,2001 تمثل 73 عائلة أمريكية، ترفض تسلم التعويضات الممنوحة من لدن الإدارة الأمريكية مقابل الالتزام بعدم متابعة إدارة بوش قضائيا، ولا متابعة شركات النقل الجوي أو أي أشخاص يمكن أن تكون لهم علاقة بالهجومات، خارجا، بالطبع عن الذين يتهمون بالمشاركة المباشرة فيها. في يوم 26 نونبر 2003 قررت السيدة مارياني متابعة الرئيس بوش لدى المحاكم المدنية هو وبعض عناصر إدارته، بتهمة أنهم كانوا على علم مسبق بما حدث وهو في مراحله الإعدادية، وبأنهم سعوا ولا يزالون يسعون إلى منع العدالة من إلقاء الضوء على حقيقة ما حدث. وهذه ترجمة للرسالة التي وجهتها السيدة مارياني إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في الموضوع في شهر نونبر من سنة .2003 رسالة مفتوحة إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية السيد الرئيس، هذه الرسالة المفتوحة نابعة من قلبي، ويهمني أولا أن تعلموا أنني لست جمهورية ولا ديموقراطية، وأن الأمر هنا لا يتعلق بالنسبة إلي بفرصة لتوجيه النقد الصارم إلى الحكومة. أنتم أيها السيد الرئيس يجب أن تتحملوا كامل المسؤولية، وأن تجيبوا عن كل الأفعال والتصرفات التي ساهمت في إخفاء الحقيقة حول أحداث 11 شتنبر .2001 فأنتم كرئيس يقع على عاتقكم واجب حماية الشعب الأمريكي. وفي يوم 11 شتنبر 2001 لم تصدروا أمرا إلى مصالحكم المختصة لإطلاق إنذار عاجل على المستوى الوطني لوقايتنا من الهجومات التي حصلت ضد أمريكا. ولم نتعرف على الخبر إلا عبر وسائل الإعلام. خلال الأشهر التي سبقت الأحداث، كان قد تم تحذيركم عدة مرات باحتمال حدوث هجوم على التراب الأمريكي. وخلال اجتماعاتكم اليومية الإخبارية، توصلتم بعدة أخبار مفادها وجود إمكانيات حقيقية بأن هناك عناصر غير مرغوب فيها قد تستعمل طائرات تجارية بغرض تدمير بعض المباني العمومية المحددة. ولم يسبق لكم أبدا أن أخبرتم الشعب الأمريكي بهذا التهديد المحتمل. فمن كنتم تحمون بسكوتكم؟ وبتحملكم مسؤولية عدم حماية الشعب ضد إمكانية حدوث هجوم كالذي حدث، فإنكم بكل تأكيد قد أخللتم بالقسم الذي أديتموه عند توليكم الرئاسة. ففي هذا القسم كنتم قد التزمتم بحماية الدستور والولاياتالمتحدةالأمريكية. خلال صبيحة يوم 11 شتنبر، كنتم أنتم، ومعكم الفريق المسؤول المحيط بكم، على علم بما كان يحدث، ومع ذلك واصلتم زيارتكم الاستعراضية للمدرسة الأساسية إيما بوكر، حيث وقفتم أمام الكاميرات لتؤخذ لكم الصور بالمناسبة، في الوقت الذي كانت أمتكم التي أنتم مسؤولون عن حمايتها تتعرض للاعتداء، ولم يظهر على وجهكم أي تمعر ولم تذرفوا أية دمعة، بل واصلتم زيارتكم تلك، وكأن شيئا لم يكن. وفي الأيام التي تلت الهجوم، تم تعطيل وإيقاف حركة الطيران كلها، وأصبح الأمريكيون، وأصبحت أنا معهم كذلك، محاصرين في الأماكن التي كانوا موجودين بها لكي يستقلوا طائراتهم في وقت الاعتداءات نفسه. لقد وجدت نفسي محاصرة في مطار ميدوي بشيكاغو، غير قادرة على الالتحاق بكاليفورينا لحضور زفاف ابنتي. ولكم أن تتصوروا حجم مفاجأتي واندهاشي عندما علمت فيما بعد أنه خلال فترة المنع تلك تم تمرير عدد معين من الأشخاص ليغادروا البلاد على متن طائرة بوينغ 747 يحمل في هيكلها معلومات مكتوبة باللغة العربية. ولم تتم مساءلة أو استنطاق أي من هؤلاء الأشخاص من لدن أي من عناصر الإدارة المحلية أو الفدرالية. لماذا تم السماح لهؤلاء الأشخاص بمغادرة البلاد في وقت كانت فيه كل حركة الطيران ممنوعة وموقوفة؟ من بالضبط كان ضمن المسافرين في تلك الرحلة؟ علمنا جميعا بعد ذلك أن بعضا من هؤلاء الأشخاص كانوا أفرادا من أسرة بن لادن. هل تم السماح لهؤلاء الأشخاص بالمغادرة بسبب العلاقة التي تربطهم بعائلتكم منذ مدة طويلة؟ إنني من الذين يثبتون الرأي القائل إنكم قد سمحتم عن قصد بحدوث هجمات 11 شتنبر، بغرض الحصول على دعم الشعب لشن حرب على الإرهاب. والحربان على أفغانستان وعلى العراق لم تكونا لتحقيق الأهداف التي أعلنتموها لتبريرها. لماذا لم تعتقلوا بن لادن؟ أين هي أسلحة الدمار الشامل عند صدام حسين؟ الشيء الوحيد الملموس من كل هذا هو ميزانية 87 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرتموه. إنني أمريكية فقدت أحد أقاربها في الحرب ضد الإرهاب، أصلي من أجل جنودنا، وأساندهم في مهمتهم في أفغانستان وفي العراق حيث أرسلتموهم. هؤلاء الجنود أصبح من واجبهم، وهم يستمرون في ذلك، أن يموتوا من أجل أكاذيبكم. وكأمريكية، من حقي أن أؤكد ذلك، بما أنه باد للعيان أن شركاء لعائلتكم يستفيدون من عقد إعادة البناء في أفغانستان وفي العراق. السيد بوش، لقد آن الأوان بالنسبة لكم أن تتوقفوا عن التحكم في حياتنا. إذا لم يكن لكم بالفعل ما تخفونه مما يمكن أن يثبت بأنكم لم تتصرفوا كما يجب للحيلولة دون وقوع هجمات 11 شتنبر، فتوقفوا عن منع إطلاع الشعب على بعض الأدلة والوثائق التي تم اكتشافها من لدن لجنة البحث والتحري حول اعتداءات 11 شتنبر. إنكم تتذرعون لمنع نشر هذه الوثائق والأدلة بذريعة الأمن القومي، وأعتقد على العكس من ذلك، أن الأمر يتعلق فقط بحماية مصداقيتكم وأمنكم الشخصي. إنكم لا تريدون أن يعرف الجمهور درجة مسؤوليتكم ودرجة تورطكم في الأحداث. بعد 11 شتنبر 2001 تم تبني قوانين جديدة تسمح للحكومة بالقيام بالتصنت على المكالمات الهاتفية، وبالتفتيش داخل البيوت، وبمصادرة، كل ما ترغب الحكومة في مصادرته حسب ما شاءت وشاء لها الهوى. هذه السلطات أصبح في الإمكان ممارستها بدون إذن قضائي وبدون حتى مراقبة من أي قاض. وأظن أن هذا مخالف تماما لحقوقنا، كما هو منصوص عليها في دستورنا وفي كل التعديلات الطارئة عليه. إننا نحن، أسر ضحايا 11 شتنبر، نلح على الحصول على الأجوبة الكاملة عن الأسئلة التالية: 1 لماذا تم بطلب منكم فرض الرقابة على 29 صفحة من التقرير الذي أسفر عنه بحث لجنة الكونجرس حول 11 شتنبر؟ 2 أين توجد العلب السوداء للرحلتين 11 و157؟ 3 أين هي التسجيلات الصوتية للرحلتين .11 و157؟ 4 لماذا لا يسمح لنا بالاطلاع على الملف الكامل للتفتيشات الجوية للرحلتين 11 و157؟ 5 أين هي أشرطة الفيديو المسجلة للركاب وهم يصعدون إلى الطائرتين للرحلتين 11 و157؟ 6 متى سوف يتم نشر لائحة كاملة لركاب هاتين الرحلتين؟ 7 لماذا بادر أخوكم جيب (حاكم ولاية فلوريدا) بالذهاب إلى مكاتب ومدرسة الطيران هوفمان، وأمر بسحب كل المعلومات والملفات المتعلقة بالرحلتين؟ هذه الوثائق تم تهريبها إلى خارج البلاد في طائرة لنقل البضائع تابعة للحكومة؟ أين تم ترحيلها ومن الذي أمر بذلك؟ لقد مرت أكثر من سنتين ومازالت بقايا جثت أهالينا موضوعة في مستودع للأموات تنتظر تحديد هوياتها. ونحن نريد أن نحصل على جثت أبطالنا، ونتمنى أن يمنح لهم مكان دفن معروف وجدير بكرامتهم، حيث نستطيع أن نذهب إليهم وننحني عليهم وندعو لهم. هؤلاء الأبرياء لم يحصلوا على هذا الحق الذي هو حق لكل الأموات، مع أنهم قد فقدوا حياتهم على حين غرة في ذلك اليوم الحزين من شهر شتنبر. السيد الرئيس إن أكاذيبكم يتم عرضها كل يوم أمام محكمة الرأي العام، إن زوجي، وكل الضحايا الآخرين وعائلاتهم، وكذلك وطننا وأمتنا كانوا ضحايا إهمالكم قبل وبعد 11 شتنبر 2001! وهذا ما سأثبته أمام المحكمة. "هيلين م. مارياني"