أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالهجرة في الحكومة الإسبانية كونسويلو رومي أن بلادها ستقدم مساعدات للمغرب لبناء مراكز خاصة لإيواء القاصرين من جنسية مغربية. وقالت، استنادا لمصادر صحافية، إن بلادها لن تقتصر على تقديم مساعدات مالية للمغرب وحسب، بل ستقدم إلى جانب ذلك مساعدات أخرى تتمثل في خبراء يتولون الإشراف على شؤون القاصرين المرحلين بالمغرب. وفي هذا السياق، واستجابة لطلب مغربي، أشارت القدس العربي في عدد أمس إلى أن كونسويلو رومي أعلنت عن أن حكومتها مستعدة في الوقت الراهن لتقديم مساعدات إلى المغرب لبناء مراكز إيواء للقاصرين المغاربة الموجودين حاليا في إسبانيا والذين سيتم ترحيلهم منها بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين في دجنبر الماضي، أي قبل تولي الحزب الاشتراكي العمالي الحكم بحوالي شهرين. وكان المغرب وإسبانيا قد وقعا بمدريد نهاية السنة الماضية اتفاقية ترحيل القاصرين المغاربة الذين يتسللون إلى إسبانيا، إذ وقعها عن الجانب المغربي ياسين المنصوري، عن وزارة الداخلية، ووزير الدولة المكلف بالهجرة غونزالو روبليس في حكومة خوسي ماريا أثنار أنذاك عن الجانب الإسباني. وإلى حدود الآن لم يقدم المغرب توضيحات إضافية بشأن هذه الاتفاقية، في حين اكتفت إسبانيا حينها بتقديم بعض المعطيات على لسان وزير داخليتها أنخيل آسيبيس، دون الكشف عن مضمونها بالتفصيل. واعتبرت بعض الأوساط، من داخل المغرب وإسبانيا، وقتئذ أن الاتفاقية قد تحكم فيها البعد الأمني وليس الاجتماعي، بدليل أنها تمت بين وزارتي داخليتي المغرب وإسبانيا، وليس بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الشؤون الاجتماعية، ولا بحضور المكلفين بالهجرة في المغرب. وتشير بعض المعطيات إلى أنه يوجد في إسبانيا حوالي ثلاثة آلاف قاصر مغربي يمرون بوضعية صعبة، الأمر الذي من شأنه أن يعرضهم للاستغلال الجنسي والاتجار في المخدرات وامتهان السرقة، كما أن عددا منهم يفرون من مراكز الإيواء التي خصصتها إسبانيا لذلك الغرض خوفا من تنقيلهم إلى المغرب. وأشار حسين مجذوبي، باحث ومتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، إلى أن كاتبة الدولة المكلفة بالهجرة في الحكومة الإسبانية كونسويلو رومي أشادت أول أمس الإثنين بتعاون المغرب في مكافحة الهجرة السرية وخاصة قبوله المهاجرين الأفارقة الذين ثبت أنهم مروا من الأراضي المغربية نحو إسبانيا. عبد الرحمان الخالدي