لا شك أن قارئنا والمهتمين بنا سيلاحظ بسرعة أن التجديد بدأت في الأيام القليلة الماضية في سلسلة من الاستطلاعات والتحقيقات حول عدد من الظواهر الاجتماعية والسياسية والتربوية (انظر عدد الأمس وعدد اليوم). وسيربط القارئ ذلك بما تعلنه التجديد حاليا بين الفينة والأخرى في صفحتها الأخيرة من مواد وصفحات جديدة. الاستطلاعات والتحقيقات التي بدأناها وسنتابعها بإذن الله تندرج في ما سميناه الاقتراب أكثر من المجتمع ومن قضاياه وقضايا المواطنين. ويهمنا أن نقدم بعض التوضيحات حول هذه الاستطلاعات والتحقيقات: -1 إننا نريد بالفعل أن نعانق قضايا المجتمع والغوص فيها بجوانبها المشرقة والمظلمة معا، سعيا منا إلى نقل صورة حقيقية متكاملة بكل موضوعية وإنصاف ودون خلفيات ولا أحكام مسبقة من أجل التشخيص والعلاج. فمجتمعنا يغض بقضايا كثيرة وكبيرة ومتشابكة ومتفاعلة، وهو معرض لعدد من التيارات والرياح القوية القادمة من الشرق والغرب والشمال والجنوب، ومعرض أيضا لرياح داخلية -لا تقل قوة- تخرج من أعماقه ومن أحشائه، وتسليط الضوء عليها أمر ضروري ومؤكد، ولا يمكن التغاضي عنه أو النظر إليه بكل سطحية وتجاهل. ونظن أن هذا من أوجب واجبات الإعلام المكتوب والمشاهد. -2 إننا نريد تحسيس الرأي العام والخاص بقضايا المجتمع حتى يتحمل كل راع مسؤوليته كيفما كانت درجة المسؤولية، فلا أحد بمنأى عن المسؤولية في النهوض بمجتمعنا وتأهيله ليتخلص من عناصر التعثر والقعود ويلتحق بركب القائمين المعافين، فالجميع مسؤول سواء كان في الأجهزة التربوية أو الأجهزة التشريعية أو الأجهزة الاقتصادية أو الأجهزة الأمنية. ولو قام كل جهاز بواجبه في تعاون وتناسق لعولجت كثير من الآفات ولحلت كثير من العقد. -3 يحلو لكثير من الإخوة والزملاء أن يسموا بعض القضايا الحساسة بالطابوهات. ونحن نؤكد أن ليس في ديننا وقيمنا من طابوهات لا يمكن الاقتراب منها، إنما الذي نؤكد عليه أن الاقتراب من هذه القضايا الحساسة والغوص فيه يجب أن لا يكون بقصد التكسير والتشهير، بل ينبغي أن يكون بهدف التفسير والتنوير، كما أننا نؤكد أيضا أننا ضد الإثارة والتجارة في قضايا الناس، بل نحن مع الدراسة العميقة والتحليل الموضوعي المسؤول. تلك بعض التوضيحات اللازمة لسياستنا التحريرية في قضايا المجتمع والناس، وإننا ندعو جميع القائمين في بلدنا الغالي أن يتحملوا مسؤوليتهم وأن يقوموا بواجبهم في الإصلاح والبناء والإنقاذ ومواجهة التحديات بكل شجاعة وجرأة.