نظمت أخيرا جمعية الثقافة البانية بالرباط مهرجانا تضامنيا مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، وذلك بمشاركة المقرىء الإدريسي أبو زيد وخالد السفياني ورياض عيسى بن السيد رياض، المشرف على أوقاف القدس الشريف، وعبدا لسلام بلاجي. وأشار محمد بولوز، باعتباره مسيرا لهذا اللقاء الذي عقد بالقاعة المغطاة للألعاب الجماعية بحي التقدم، إلى أن تنظيم هذا المهرجان يتزامن مع القمة العربية المنعقدة بتونس، التي لا ينتظر منها الشيء الكثير، في الوقت الذي تقترف فيه المجازر في النجف والكوفة والقائم ورفح، ناهيك عن مواصلة قتل الصحفيين، آخرهم مصور قناة الجزيرة الشهيد رشيد حميد والي. وقال الأستاذ عبد الصمد أبو زهير، رئيس جمعية الثقافة البانية، إن الأمة تعيش مرحلة تاريخية خطيرة، لذلك، فإن تنظيم جمعيته لهذا المهرجان التضامني هو تعبير عن وفاء الشعب المغربي لقضايا أمته، وانخراطه المسؤول في واجب نصرة الشعوب المستضعفة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والشعب العراقي، اللذان يتعرضان هذه الأيام لأبشع صور القمع والتنكيل. وشدد أبو زهير على أن انشغال جمعية الثقافة البانية بالتربية والثقافة لن ينسيها القيام بواجبها في تبني ودعم القضايا العادلة في العالم، كما شكر في الأخير كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة، وخص بالذكر السلطات المحلية ووالي الرباط وسلا ومجلس المدينة. وأكد الأستاذ خالد السفياني أن دعم فسلطين والعراق ضروري، حتى لا يشعر المقاومون أنهم وحدهم في ساحة المعركة، وحتى لا يدب اليأس إلى نفوس عائلات الشهداء وذويهم، كما أشار إلى أهمية المقاومة في فلسطين والعراق، إذ لولاها، يضيف السفياني، لتم احتلال دول أخرى. وفي إشارة إلى تعذيب سجناء سجن أبو غريب، قال السفياني إن هذه الجريمة مقررة من لدن بوش ورامسفيلد، وإن >صور التعذيب قد أظهرت الوجه الحقيقي للأمريكان<. أما الأستاذ رياض عسي، فقد تحدث عن القدس الشريف الذي يوجد تحت الاستعمار الصهيوني، وذكر الحضور بحي المغاربة الذي يوجد قرب المسجد الأقصى، حيث إن أول ما قامت به عصابات الصهيانة، بعد دخولهم إلى القدس، هو هدم بيوت المغاربة المجاورة للمسجد الأقصى، وشدد على أن المغاربة القاطنين في القدس الشريف مازالوا يجاهدون ويستشهدون دفاعا عن القدس وعن الأمة العربية والإسلامية. وطالب الأستاذ عبد السلام بلاجي، باحث في قضايا الأقليات الإسلامية، خلال هذا المهرجان، الحكومات العربية بأن تكتفي بتدبير الشؤون الإدارية، وتترك القضايا الكبرى للشعوب العربية والإسلامية، لأن هذه الحكومات وصلت درجة غير مسبوقة من العجز والتخاذل، كما تطرق بلاجي إلى معانات شعب تيمور الشرقية بعد عملية الانفصال، حيث أصبح الآن يرى بأم عينيه كيف تنهب خيراته من لدن من كان يعتقد أنهم يريدون مصلحته. وقال الباحث إن الإدارة الأمريكية الحالية تنشر التطرف المسيحي الإنجيلي. وأبدى المقرىء الإدريسي أبو زيد امتعاضه من اللامبالاة التي أصبح المواطن المغربي يتعامل بها مع هذه الأحداث الخطيرة التي تستهدف الأمة الإسلامية بكاملها، وقال >علينا أن نستنهض الطاقات لكي نواصل دعمنا للشعب الفلسطيني الصابر والشعب العراقي المصابر<. وحذر أبو زيد الجمهور من تصديق المسرحية المتمثلة في محاكمة الجندي الأمريكي بدعوى تورطه في تعذيب الأسرى العراقيين، معتبرا محاكمته وسيلة لذر الرماذ في العيون. وأبرز أن الاحتلال الأمريكي للعراق أول ما استهدف هي كلمة الله أكبر في العلم العراقي، كما أن بوش وأعوانه ما فتئوا يصرحون أن الدستور العراقي الجديد لن يكون إسلاميا، إضافة إلى إقدام الاحتلال على إلغاء مدونة الأحوال الشخصية، نظرا لطابعها الإسلامي. و طالب المقرئ الحضور بمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية لأن السلاح الأمريكي هو الذي قتل شيخ الشهيد أحمد ياسين والقائد البطل الشهيد عبدالعزير الرنتيسي ومازال يفتك بالفلسطينيين والعراقيين.. عبد الرحيم بلحاج