نظمت فعاليات القطاع الصحي بأبركان مهرجانا تضامنيا مع القضية الفلسطينية أوائل شهر يوليوز الماضي بقاعة سينما ملوية. وكانت مواد المهرجان متنوعة، حيث استهل بترديد شعارات مناهضة للصهيونية ولأمريكا منها: يا صهيون يا معلون فلسطين في العيون يكفينا يكفينا من الحروب أمريكا أمريكا عدوة الشعوب لا اتصال لا تليفون مع شارون الصهيون. بعد ذلك ألقيت كلمة افتتاحية باسم اللجنة المنظمة تم التطرق فيها إلى أن المهرجان استمرار وامتداد للأنشطة التي ينظمها قطاع الصحة بأبركان، كما تمت الإشارة إلى ما يعيشه القطاع الصحي بفلسطين من حصار وتضييق، وإلى التضحيات التي يقدمها لإسعاف الجرحى والمصابين بسبب العدوان الإسرائيلي، بله العمليات الاستشهادية التي يقوم بها بعض أفراد الطاقم الطبي مثل الممرضة وفاء إدريس. ودعت اللجنة في كلمتها هذه قطاع الصحة بالمغرب، والشعب المغربي بأسره، إلى الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه أمريكا وبريطانيا.. بكل ما أوتوا من قوة حتى تحرير فلسطين. عقب هذه الكلمة تليت آيات بينات من سورة الإسراء. وكانت الفقرة الموالية فنية اشتملت على رسم لوحة تشكيلية تعبر عن القضية الفلسطينية (محنة القدس الشريف) مرفوقا بإنشاد قصيدة شعرية في الموضوع مع العزف على آلة العود، ثم قراءة قصائد شعرية في الموضوع. كما تليت كلمة باسم فعاليات قطاع الصحة المتمثلة في نقابة قطاع الصحة، ونقابة جراحي الأسنان ونقابة القطاع الحر ونقابة الصيادلة، وتمحور مضمون هذه الكلمة حول أسباب ظهور النظام الدولي الجديد وحيد القطب المتغطرس، والذي شن وما زال يشن حربا ظالمة على العرب والمسلمين في العالم، والذين لم يستطيعوا المواجهة، والصهاينة المجرمون يبحثون بهجوماتهم على الفلسطينيين على المبرر للانضمام إلى قوى مكافحة الإرهاب بالمفهوم الأمريكي، وذلك من أجل القضاء على الانتفاضة المباركة. واستغربت الكلمة المذكورة كيف لا يدين أحد العدوان الذي يشنه الصهاينة على الطواقم الطبية بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة. كما جاء فيها أن هذا المهرجان مبادرة تشكل امتدادا للتضامن والتعاضد الذي يبديه الشعب المغربي بكل فئاته تجاه القضية الفلسطينية. ودعا المنظمون إلى ضرورة مقاطعة السلع الأمريكية والصهيونية، وجعل هذه المقاطعة ثقافة سائدة لدى الشعب المغربي. وبدوره تناول الكلمة الأستاذ خالد السفياني، الرئيس السابق للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وحيى الحضور الكريم وكل فعاليات قطاع الصحة بمدينة أبركان. واعتبر السفياني أن المؤامرة كبيرة جدا وزن ما يجري في فلسطينالمحتلة أخطر مما جرى من قبل، وقال إنه مخطط رهيب طبخ في أعلى مكاتب التآمر الأمريكي الصهيوني على الإنسانية، من أجل الإجهاز على الأمة العربية والإسلامية، وفلسطين تشكل حلقة في هذا المخطط، وستليها دول إسلامية أخرى مثل العراق وسوريا وإيران... والمتصهينون في بلادنا، يضيف السفياني، يجب أن يعلموا أن المغرب سيكون يوما ما حلقة من هذه الحلقات، أما الأنظمة العربية فلا جرأة لأغلبها على المواجهة، بل لقد انخرطت في مسلسل استسلامي والتطبيع. وللأسف فقد اختارت حماية أمريكا ولم تختر حماية شعوبها، والانتفاضة الفلسطينية أعادت الحياة للنضال الفلسطيني وللشارع العربي والعالمي، وحركت القمم الإسلامية على هزالة توصياتها، والتي بينت أن للأنظمة العربية والإسلامية مشروع سلام وليس لها مشروع مواجهة، مما أعطى الضوء الأخضر للكيان الصهيوني ليتمادى في عدوانه على الفلسطينيين. والسلام الحقيقي لا يكون إلا بتحقيق التوازن على الأرض. ويرى الرئيس السابق للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني أن كل المخططات الصهيونية فشلت، بما في ذلك السور الواقي الذي يهدف من ورائه الصهاينة إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية حتى يتسنى الهجوم على العراق، لأن ضربه الآن يزيد من مشاكل الأنظمة العربية مع شعوبها فتهتز عروشها. وأضاف قائلا إنه داخل فلسطين يبقى السلاح الذي لم يجد له الصهاينة المجرمون سلاحا مضادا هو العمليات الاستشهادية التي تنفذها تلك الأجسام الطاهرة من الشبان والشابات بروح تنافسية. هذه العمليات أرهبت اليهود في العالم كله وجعلت الصهاينة لا يرغبون في الهجرة إلى فلسطين رغم الإغراءات، بل منهم من أصبحوا يغادرون فلسطين. وذكْرالسفياني أن كل الفصائل الفلسطينية تناضل وتقاوم العدو جنبا إلى جنب في تلاحم كبير من أجل فلسطين، وأن سكان جنين رغم حاجتهم قاطعوا مساعدات أمريكا التي أرسلتها إليهم بعد أن دمر اليهود ديارهم وأمتعتهم وقتلوا أولادهم ولسان حالهم يقول نموت جوعا ولا نأكل طحين أمريكا ولازيتها بعد الحصار. لقد فشلت أمريكا والكيان الصهيوني، يقول الاستاذ خالد السفياني، في إقناع العالم بأن المقاومة إرهاب ومما يدل على هذا الفشل المسيرات والمظاهرات التي تنظم في عواصم عربية تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالإجرام الصهيوني، وجاء المخطط الأمريكي الجديد لإشاعة روح الهزيمة في نفوس الشعوب الإسلامية بإشاعة عدم جدوى المقاومة الفلسطينية أمام قوة الصهاينة في العتاد والسلاح، وأصبح العرب يستعطفون أمريكا من أجل تسوية سلمية، لكن في الحقيقة الصهاينة هم المنهزمون والمجاهدون هم المنتصرون. وأورد السفياني أن التهجم على المقاومة والعمليات الاستشهادية لتشويهها وإفراغها من محتواها الجهادي، ومساهمة بعض المتصهينين والمطبعين من أبناء جلدتنا في إشاعة الشبهات والشكوك حولها لا جدوى منها، وتساءل هل وجد شعب عبر التاريخ حرم عليه أن يقاوم من أجل تحرير أرضه، فكل الشرائع والقوانين والمنتديات الدولية تثبت حق الشعوب في مقاومة المحتل. وإذا كانت أمريكا تحاول صرف الأنظار عن الجرائم الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني وتحويلها إلى الحديث عن إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية وتنظيم انتخابات، وعن مشاريع السلام التي تقدم بها بعض الحكام العرب، هذه كلها مناورات لتحويل أنظار الرأي العام العربي والإسلامي والدولي عن حقيقة جرائم بني صهيون. وما عقد مؤتمر الأممية الاشتراكية بالمغرب ودعوة الوفد الصهيوني لحضوره إلا وسيلة من هذا المخطط تم الإعداد لها بإحكام. إن على الحكومة، يقول السفياني، أن توقف خيانات التطبيع مع الكيان الصهيوني تجاريا كان أو غيره، وتساءل عن حقيقة إقامة مكتب للملاحة البحرية بالدار البيضاء ترفرف فوقه راية الصهاينة. وختم المهرجان بالمطالبة بالاستمرار في دعم الجهاد الفلسطيني ومساندة المجاهدين الذين ينوبون عن الأمة في الدفاع عن حرمات القدس، ونادى المشاركون في المهرجان بالتعبئة الشعبية المتواصلة وتوحيد الجهود لتجاوز العراقيل التي تعيق مساندة القضية الفلسطينية. كما تم التذكير بوجوب مقاطعة السلع الأمريكية والصهيونية مساندة للقضية الفلسطينية. نوافذ: وجد شعب عبر التاريخ حرم عليه أن يقاوم من أجل تحرير أرضه، فكل الشرائع والقوانين والمنتديات الدولية تثبت حق الشعوب في مقاومة المحتل. الأنظمة العربية فلا جرأة لأغلبها على المواجهة، بل لقد انخرطت في مسلسل استسلامي والتطبيع. وللأسف فقد اختارت حماية أمريكا ولم تختر حماية شعوبها. عبد العزيز عطيف