اعتقلت قوات الأمن المصرية فجر أول أمس 54 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مختلف المحافظات المصرية، بدءا من القاهرة والجيزة والإسكندرية، ومروراً بالغربية والمنوفية والدقهلية وكفر الشيخ، وذلك في حملة هي الأكبر من نوعها منذ حوالي عامين، حسب ما ذكرته صحيفة السبيل الأردنية أمس. وجاءت هذه الاعتقالات في تصعيد مفاجئ ومخالف لكافة التوقعات، ويتناقض مع الحملة الشرسة التي تتعرض لها المنطقة العربية من قبل الأمريكيين والصهاينة، والتي تتطلب التلاحم بين الأنظمة وكافة القوى السياسية في البلاد. وقال بيان أصدرته الجماعة، تحدث عنه المصدر الإعلامي ذاته، إن الحملة >لم تقتصر على المداهمات والتفتيش اللاإنساني داخل المنازل الآمنة، بل امتدت لتشمل مقار شركات ومكاتب عمل الإخوان، وهو ما حدث مع مقر الشركة المصرية للخدمات العلمية، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور جمال نصار، واستولى ضباط أمن الدولة على كافة محتويات الشركة من أوراق وأجهزة حواسيب، ومبالغ مالية تخص الإدارة المالية للشركة، وذات الأمر تم مع دار المدائن للنشر والتوزيع بالإسكندرية والتي يملكها المهندس جمال ماضي». وأضاف البيان أنه >قد تم القبض على أفراد هذه المجموعة وأغلقت المحال والشركات، حتى الصيدليات المملوكة لهم، فى تعمد واضح لتهديدهم فى أرزاقهم، على الرغم مما اتسمت به الفترة السابقة من استقرار عام تمت فيه كثير من الأنشطة والفعاليات التى عبرت عن روح التجاوب مع المصلحة العامة ضد الممارسات الخارجية التى استهدفت الأمة حكاما وشعوبا، وخاصة بعد الوقفة ضد الإجرام الصهيونى في فلسطين والعدوان الأمريكي على العراق، والرفض القاطع للمشروع الأمريكي الذي يستهدف تركيع الأمة وسلخها من خصوصيتها الثقافية وميراثها الحضاري، ومحاولته التدخل فى الشؤون الداخلية لأوطاننا، وفرض الوصاية علينا، فهل هناك من يريد للشعوب أن تلتزم الصمت تجاه المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة؟». وأوضح البيان نفسه أن تحقيق الحريات وحقوق الإنسان في مصر وغيرها من البلاد العربية والإسلامية، يتطلب الحرص على الحوار والمصالحة بين الحكام والشعوب، خاصة في هذه الظروف الحرجة التى تمر بها أمتنا». وأشار البيان، الذي أورد أسماء الإخوان الذين ألقي القبض عليهم، إلى أن >الإخوان المسلمين يؤكدون حرصهم الكامل على أمن واستقرار أوطانهم، ويعلنون حرصهم كذلك على دعم وتقوية مؤسسات الدولة بكل ما يملكون من طاقة وجهد حتى تستعيد الأمة عافيتها». وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض خلال الشهور الأخيرة على بعض القيادات البارزة في صفوف الجماعة، قبل أن تفرج عن بعضهم، وعلى رأسهم الدكتور عصام العريان، وتحتفظ ببعضهم الآخر، وعلى رأسهم الدكتور جمال حشمت، النائب البرلماني السابق.