كشف أحمد قاضي حسين، أمير الجماعة الإسلامية في باكستان أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها مشرف حقيقية، وليست مفبركة. وقال قاضي حسين، في حوار مع التجديد على هامش قدومه أخيرا للمغرب لحضور أشغال المؤتمر الخامس لحزب العدالة والتنمية، إن أمريكا هي سبب الإرهاب العالمي بتدخلها في كل الأمور الداخلية للدول الأخرى ضد الأعراف والمواثيق الدولية وهيئة الأممالمتحدة، فتدخلت في أفغانسان وفي العراق وفي فلسطين، ولهذا السبب يعتبر أمريكا عنصر رئيسا في الإرهاب العالمي. غير أن قاضي حسين يفرق بين أمريكا الحكومة المتسلطة، والشعب الأمريكي. ويرى حسين أن أمريكا هي التي صنعت بن لادن. وأمير الجامعة الإسلامية يكشف أن اسم القاعدة وضعته أمريكا لإعطاء الشرعية لحربها ضد الإرهاب". في نظركم، أين تكمن المشكلة في قضية كشمير وما حلها؟ المشكلة الكشميرية تحل في نظرنا بعدة طرق، منها الجهود الديبلوماسية والسياسية، والضغوط في داخل كشمير على الهند، والدعم من العالم الإسلامي، والعالم أجمع، ونقترح المقاطعة التجارية للهند للضغط عليها، وهذه وسائل مختلفة للحل، إلى جانب الدعم من الحركات الإسلامية، والمسلمين عامة. ووقوف الأممالمتحدة مع المظلوم، وزجر الظالم. وكشمير ما كانت جزءا من الهند، فالهند احتلت هذا الإقليم، ونشرت فيه 800 ألف من جنودها. سبق وأن طالبتم باستقالة برويز مشرف، ما هي دواعي هذا الطلب؟ بالأمس (يوم الثلاثاء 13 أبريل) قال مشرف، حتى الآن ليس عندي الإرادة القاطعة لأترك وظيفة الجيش في هذه السنة، وهذا واجبه بحسب الدستور، وفي متم 31 دجنبر المقبل، فإنه لا يمكن أن يكون رئيسا، ومسؤولا عن الجيش، وهذا خلاف الدستور، ولهذا السبب نطلب منه الاستقالة، فهو ليس ملتزما بالدستور ولا بأهداف المسلمين. ما هي الوسيلة في نظركم لتغيير مشرف؟ نحن نريد أن يكون مجلس يقرر كل شيء، وبرويز مشرف دخل بالجبر من الجيش، وليس بالطريق القانوني. الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام بخصوص تعرض برويز مشرف للاغتيال، هل هو حقيقة، أم مجرد مسرحية مفبركة؟ هذا حقيقة ومن الجهة التي تقف وراء هذا العمل؟ لا نعرف، ونحن ندين هذا العمل، وهو ليس الطريق القانوني السياسي. ماذا عن برنامج التسلح النووي الباكستاني؟ التسلح النووي من حق باكستان، ومن حق كل دول العالم، أن تدافع عن نفسها ضد الأعداء، فنحن تعرضنا ثلاث مرات لهجومات من قبل الهند، وانفصل بسبب هذه الهجومات جزء من باكستان هي باكستانالشرقية، أو ما يعرف بالبانغلاديش، ولهذا السبب نحن نملك قنبلة نووية، كما تملك الهند مثل هذه القنبلة، ومن حقنا الدفاع عن باكستان، وهو أمر ضروري، فبدون قنبلة نووية لا يمكن أن ندافع. ما الذي استفادته باكستان من تحالفها مع أمريكا في الحرب على ما يسمى بالإرهاب؟ أمريكا هي سبب الإرهاب العالمي، وتدخلت في كل الأمور الداخلية ضد الأعراف والمواثيق الدولية، وهيئة الأممالمتحدة، وتدخلت في أفغانسان وفي العراق، وفي فلسطين، ولهذا السبب أمريكا عنصر رئيس في الإرهاب العالمي. ما هي الإضافة النوعية للجماعة الإسلامية في باكستان؟ الجماعة عنصر حقيقي داخل باكستان، وهي من أكبر الأحزاب المعارضة في باكستان، ونملك 20 في المائة من المقاعد في مجلس الشعب، وفي مجلس الشيوخ. وماذا عن المشهد السياسي في باكستان؟ نحن الآن نعاني من المشاكل في باكستان، لأن برويز مشرف يصر على البقاء كرئيس للجيش، ورئيس للدولة، وهو ضد الدستور الذي غيرناه منذ مدة، وعدلنا الدستور، ودعونا مشرف أن يترك وظيفته في الجيش هذه السنة، وهو الآن يقول: >لا تتكلموا عن هذه الإصلاحات<، وهو بذلك يدعو إلى المشاكل. بحكم قربكم من أفغانستان، ما الذي تغير بتغيير نظام طالبان في أفغانستان؟ أمريكا، بتدخلها في العراق وأفغانستان، ليس لها أي خدمة، بل زادت في مشاكل الشعب. فطالبان جاءت بالأمن الداخلي، وبعد طالبان يوجد الفساد. ما موقفكم من تنظيم القاعدة؟ نحن لا نعرف القاعدة، وهذا الاسم وضعته أمريكا، وهي تتهم كل من تراه ضد مصالحها بالانتماء القاعدة. وموقفكم من أسامة بن لادن؟ أسامة بن لادن كان في باكستان، وكانت أمريكا تؤيده ضد الاتحاد السوفياتي سابقا. القبائل الباكستانية معروف عنها أنها إذا أعطت العهد لشخص ما لحمايته فإنها لا تتراجع عن وعدها، فهل قبائل البشتون باقية على عهدها؟ ليس بين القبائل وبين أسامة بن لادن أي عهد، وليس في علمي أنه يوجد تحالف وتعاهد رسمي بين أسامة بن لادن وبين القبائل. ومن عادة القبائل، أنه إذا حل فيهم شخص بالهدوء والأمن، فإنهم يحافظون عليه، وهذا من عادتهم، لكن أن نقول إن القبائل ستقاوم أمريكا والجيش الباكستاني، فهذا ليس من صالحهم. ولماذا الحملة الأمريكية، والجيش الباكستاني على قبائل البشتون؟ الشعب الباكستاني كله أجمع، لا يقبل الضغوط الأمريكية، وليس مع أمريكا، ونحن نقول: لسنا إرهابيين، ولا نشجع الإرهاب، لكن أمريكا إرهابية، فنحن لا نملك السلاح، والمقاومة تكون بالتحرك الشعبي السلمي، ونحن ضد العنف. ونحن نخطب ونعلن الذي نراه حقا. كيف تقيمون الهجمة على التعليم الديني في باكستان، بعد سقوط نظام طالبان؟ طالبان لم تكن في باكستان، وطالبان كانوا رجالا بسطاء. لكنهم درسوا في باكستان؟ ليسوا كلهم، بعض الناس من طالبان كانوا يدرسون، ومن العادة أن بعض المدارس غير النظامية، يحج إليها المسلمون من مختلف أقطار العالم الإسلامي، والشعب هو من ينفق على هذه المدارس. ومليون طالب تقريبا يدرسون في هذه المدارس، يأتون إليها من مختلف المناطق والقبائل، ومن أفغانستان، ومن دول أخرى. بعد هجمات 11 شتنبر 2001 عرف العالم حملة لتجفيف منابع التدين، هل باكستان عرفت هذه الحملة؟ الحملة التعليمية من قبل أمريكا موجودة في باكستان، ونحن ندافع ضد هذا التوجه، وناقشناه في المجلس، ووجهنا انتقادات للحكومة بهذا الخصوص، ومرة قال برويز مشرف في ندوة، بسبب الضغوطات الأمريكية، إنه يقترح المنهج المشترك للتعليم مع الهند، وبطبيعة الحال، لا يمكن أن يكون لنا منهج مشترك في التعليم مع الهند، فباكستان بلد إسلامي، وكيف يكون لبلد إسلامي ولبلد مشرك هندوسي منهج مشترك دراسي؟، فهم يريدون أن يكون التعليم علمانيا 100 في المائة، وهم يريدون أن يخرجوا من الدروس التعليمية بعض آيات القرآن الكريم، خاصة ما يتعلق بالجهاد، وهم يريدون ألا يعرف الطلاب أن الجهاد فرض على المسلمين، وألا يفهموا مغزاه. ما هي أولوية الجماعة الإسلامية التي ترأسونها؟ وما هي تحالفاتكم؟ أولوية الجماعة هي نشر وفهم الدين الخالص، ليفهم المسلمون ما معنى دينهم، وكيف نعمل في حياتنا الفردية، والجماعية على منهج الإسلام، والتربية الإسلامية في حياة المسلم كفرد، وحياته كمجتمع، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: بعثت معلما، فالرسول كان معلما، وأولوية الجماعة هي التعليم، وإيصال الإسلام لكل البشرية، ونحن نظن أنه في المستقبل، الذين لهم فكر قوي وسوي، هم الذين ينشرون تعاليم الإسلام في العالم. ما هي علاقاتكم بالحركات الإسلامية في العالم؟ هم منا ونحن منهم، نحن نؤمن بالأمة الواحدة، وليس للمسلمين حدود، وشاعرنا إقبال يقول: الإسلام وطنك، وأنت من محمد صلى الله عليه وسلم. ما السبيل لنهوض الأمة من كبوتها في نظر جماعتكم؟ الدعوة لكل البشرية، وبإقامة الحجة على الجميع، والدعوة لإصلاح المجتمع، ونحن ندعو إلى حكومة إسلامية في البلاد الإسلامية، وأن يكون ارتباط بين الدول الإسلامية، ويتعاونون فيما بينهم. كيف تلقيتم نبأ استشهاد الشيخ أحمد ياسين؟ هذا شيخنا، واستشهاده كان صدمة لكل الشعب الباكستاني، وهذا إرهاب رئاسي إسرائيلي. ما موقفكم من أمريكا؟ أمريكا شيء، والحكومة الأمريكية شيء آخر، فنحن نفرق بين أمريكا، وبين حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، نحن ضد بعض السياسات الأمريكية، وبعض الحكومات الأمريكية، وخاصة التدخل في شؤون الدول الآخرى. هل لكم علاقة مع مسلمي الهند؟ مع كل مسلمي العالم، وكل البشرية، ومع المسلمين، وغير المسلمين، ونحن ضد الظلم والفساد، ولا يجوز أن نقول بما أن في الهند مسلمين، لهذا وجب أن نترك الكشميريين للهند، لأن المسلمين موجودون في أمريكا، وموجودون في روسيا، وهذا لا يعني أن نترك الروس والأمريكان يفعلون ما يشاؤون، والمسلمون في الهند يعيشون مشاكل ومصائب، لأن المسلمين نسبتهم في الهند 13 في المائة، وفي الوظائف الحكومية يشغلون 2 في المائة فقط. كيف تنظرون إلى الحركات الإسلامية في العالم؟ لا بد أن تكون الحركات الإسلامية ملتفة فيما بينها، فنحن نأخذ التعاليم، والهداية من القرآن والسنة، في كل العالم، ومنبعنا واحد، لذلك لا ينبغي أن نكون مختلفين فيما بيننا، وعلينا أن نستفيد من التجارب الرائدة، والتعاون على البر التقوى. كل التفجيرات التي وقعت بعد أحداث 11 شتنبر ,2001 الاتهامات توجه فيها إلى المسلمين، كيف تقيمون هذه الادعاءات؟ هذا من المخطط، وهم يريدون توجيه هذه الاتهامات، فقبل 20 سنة، عندما فشل الروس، يرون في المسلمين أعداء، ويريدونها حربا صليبية، وصرح بهذا بوش، وباول. هل عندكم قانون ضد مكافحة الإرهاب؟ في كل البلدان قوانين ضد العنف، والاعتداء، فقتل الإنسان بغير حق هو إرهاب، والتفجيرات هي عمل إرهابي، والحكومات جاءت بهذه القوانين لحماية مصالحها. ما موقفكم من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية؟ نحن مع حل المشكل بالطريق الأخوية والسلمية، واتحاد كل بلدان العالم الإسلامي، ونحن مع الحق، لكن حل الصراع يكون بطريقة سلمية، لأن العدو يستفيد من هذه الخلافات. كلمة أخيرة أقول لكل المسلمين ولكل من يقرأ التجديد، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية، كلمة العدل في الغضب والرضا، القصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني وأعطي من حرمني وأعفو عن ظلمني وأن يكون صمتي فكراً ونطقي ذكراً ونظري عبرة". حاوره: عبد الغني بوضرة