ترأس الملك محمد السادس الاثنين 8 فبراير 2016 بمدينة الداخلة، مراسم إطلاق برنامجي تنمية جهتي الداخلة-وادي الذهب وكلميم-واد نون والتوقيع على عقدي البرنامج المتعلقين بهما. ويندرج هذان البرنامجان التنمويان، بكلفة مالية تصل إلى 30 مليار درهم، في إطار تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي تم إطلاقه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والرامي إلى تعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي. ودشن الملك في نفس اليوم بميناء الداخلة، بارجة لتحلية مياه البحر "وادي ماسة"، وسوق جديد للسمك. وستستفيد جهة الداخلة-وادي الذهب، في إطار هذا النموذج التنموي الجديد من استثمارات بقيمة 17.75 مليار درهم، منها 6.6 مليار درهم ممنوحة من طرف الدولة. ويروم البرنامج تمويل إنجاز سبعة برامج مهيكلة، تتعلق بتثمين منتوجات الصيد البحري بغلاف مالي يصل إلى 1.2 مليار درهم، وتطوير تربية الأحياء المائية 2.8 مليار درهم، وبناء محطة لتحلية مياه البحر لأغراض فلاحية بقدرة 100 ألف متر مكعب/يوم بقيمة 1.3 مليار درهم، وإحداث قطب إيكو-سياحي بتكلفة 581 مليون درهم، وحماية المنظومات الإيكولوجية ب116 مليون درهم. وتهم هذه البرامج أيضا إنجاز ميناء الداخلة الأطلسي بكلفة مالية قدرت ب6 ملايير درهم، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء بغلاف مالي قدره 1.7 مليار درهم، فضلا عن إحداث متحف مخصص لتثمين موروث الأقاليم الجنوبية بغلاف مالي يصل إلى 100 مليون درهم. فيما سيتطلب النموذج التنموي الجديد لجهة كلميم- واد نون استثمارات بقيمة 11.93 مليار درهم، منها 5.5 مليارا ممنوحة من طرف الدولة، ويتمحور حول ثمانية أهداف رئيسية تتلخص في النهوض بالفلاحة التضامنية بغلاف مالي يقدر ب810 مليون درهم، وتنمية السياحة الإيكولوجية من خلال تثمين الرصيد الطبيعي والثقافي والإيكولوجي للجهة بحوالي 971 مليون درهم، وإحداث مناصب الشغل ودعم المبادرة الخاصة بكلفة 161 مليون درهم. بالإضافة إلى تخصيص مبالغ لتنمية قطاعات التربية بكلفة 412 مليون درهم، والصحة ب531 مليون درهم، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية 3.9 مليار درهم، والتزويد بالماء الشروب والتطهير1.178 مليار درهم، وإحداث بنيات هيدروليكية باستثمارات قيمتها 1.017 مليار درهم، منها 800 مليون درهم مخصصة لإنشاء سد على وادي نون بالجماعة القروية فاسك. كما يشمل النموذج تطوير قطاعي الصناعة التقليدية ولاقتصاد الاجتماعي والتضامني بكلفة 71 مليون درهم، وتثمين الرأسمال اللامادي للجهة بحوالي 132 مليون درهم، وحماية المنظومات الإيكولوجية. وبخصوص البارجة التي دشنها الملك، والمقتناة من قبل البحرية الملكية لدى أوراش بناء السفن بهولندا، "دامن شيلد نافال شيببيلدينغ" ، تمكن من إنتاج الماء الصالح للشرب لفائدة المناطق المعرضة لنقص المياه والتي لا تتوفر على البنيات التحتية المينائية. وستتيح هذه البارجة الجديدة، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1500 متر مكعب في اليوم، تزويد 75 ألف شخص بالماء الصالح للشرب، بمعدل 20 لتر في اليوم للفرد الواحد، و تقدر تكلفة الانتاج ب 10 دراهم للمتر مكعب. وبخصوص سوق السمك فقد رصدت له استثمارات بقيمة 26 مليون درهم، يندرج إنجازه في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية "أليوتيس" في مجال تنظيم قطاع الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب، لمصاحبة التنمية السوسيو- اقتصادية لمدينة الداخلة. ويقع على قطعة أرضية مساحتها 3070 مترا مربعا، ويهدف لتحسين استهلاك المنتوجات البحرية على المستوى الوطني، عبر تمكين المواطن من الاستفادة من الثروات السمكية للبلاد في أحسن الظروف، إن من حيث الثمن والجودة والوفرة أو من حيث السلامة الصحية. يذكر أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يتمحور حول أربعة محاور رئيسية تتمثل في إحداث دينامية جديدة للتنمية والتشغيل تقوم على أقطاب جهوية تنافسية، وتحقيق تنمية شاملة وتثمين البعد الثقافي، وتكريس حكامة مسؤولة، وتأمين تنمية مستدامة وتحسين الربط الوطني والدولي للأقاليم الجنوبية، رصد له غلاف مالي قدره 77 مليار درهم، ويقتضي تفعيله إبرام عقود برامج بين الدولة والجهات، تحدد التزامات كل طرف على حدة.