تعيش الشركة الوطنية لتسويق البذور (سوناكوس) المملوكة للدولة، على وقع تداعيات فضيحة تسويق بذور غير صالحة ومخالفة لمعايير البذور المختارة في المركز الجهوي للشركة الوطنية لتسويق البذور (سوناكوس) بمراكش، آخرها إصدار قرار نقل كاتب فرع النقابة الوطنية لمستخدمي الفلاحة بالشركة، من الرباط إلى المركز الجهوي للشركة بسيدي العايدي، ومن قبله صدور قرار نقل نائبه بالنقابة من الرباط إلى تارودانت بعد رفض النقابة وممثلو المأجورين معاقبة بعض الموظفين وترك المسؤولين الحقيقيين عن القضية. وفي الوقت الذي اعتبر محمد فيلالي كاتب فرع النقابة، في تصريح ليومية "التجديد"، قرار نقله من الرباط إلى المركز الجهوي للشركة بسيدي العايدي "انتقاميا" و"تضيقا على الحريات النقابية"، أكد إدريس بنزروال عضو الإدارة الجماعية لشركة "سوناكوس"، أن تلك التنقيلات تدخل ضمن صلاحيات الرئيس كريم لغريط، وأن لا علاقة لها بشكل من الأشكال بالخروقات القانونية لبعض المسؤولين عن قضية البذور في المركز الجهوي للشركة الوطنية لتسويق البذور (سوناكوس) بمراكش. وشدد بنزروال في تصريح ل"التجديد"، أن ملف قضية بذور مراكش ملف معقد، وأنه في طريقه إلى العدالة، موضحا أن القضاء هو الجهة المخول لها التحقيق مع كل أطراف الملف، مضيفا أن على كل شخص أحس أنه مظلوم أن يطرق باب القضاء. من جهته، أوضح فيلالي، أن الإدارة تحاول التغطية عن المشكل بالتنقيلات، وبالتضييق عن العمل النقابي، وبإخفاء ملفات، وبرفض إطلاعنا على تقرير لجنة تقصي التي حققت في مشكل مراكش، علاوة على أساليب التهديد وتأليب الموظفين على نقابة تمثلهم في الشركة 100بالمائة، وبالاكتفاء بمعاقبة بعض المسؤولين، متسائلا لماذا لم تجر أطراف أخرى إلى التحقيق وإلى المجالس التأديبية؟. يذكر أن النقابة الوطنية لمستخدمي الفلاحة، نظمت وقفتين احتجاجيتين، يوم الخميس 4 فبراير الجاري، أمام وزارة الفلاحة والصيد البحري، وإدارة شركة سوناكوس، مطالبة بفتح تحقيق نزيه وشفاف في اختلالات تعرفها الشركة، وعلى رأسها فضيحة بذور مراكش، وبسبب ما سمته سوء التدبير الذي تعرفه مؤسسة منوط بها أن تلعب دورا هاما في إنقاذ البلاد من تداعيات موسم يتسم بالجفاف، والتضييق على الحريات النقابية.