صدر عن مؤسسة الإدريسي الفكرية للأبحاث والدراسات مؤلفا جماعيا يحمل عنوان "الطائفية وتفكيك الأمة". الكتاب شارك في تأليفه ثلة من الأساتذة والباحثين تحت إشراف المفكر المقرىء الإدريسي أبو زيد، ويتناول بين دفتيه رؤية فكرية مغربية للظاهرة الطائفية تجمع بين المدخل الشرعي، والتاريخي والفكري والسياسي والأفق العملي، ويقدم تحليلا وتدقيقا لمنطلقات ومآلات الطائفية فيما يتصل بمسار الأمة . ويطرح الكتاب تساؤلات عريضة وعميقة مرتبطة بقضايا الأمة حيث جاء فيه "هل يصل بنا الإفلاس حد أن نتمنى حلا علمانيا يكون أرحم لمعضلاتنا من تراثنا الطاعن في الاشتباك على حافة الجروح، وهل قدرنا لضعف وتخلف مزمنين ألا نحصل مما جعل نعمة في طيها نقمة سنة لله في الكون إلا تحصيل النقمة "؟ وتساءل المؤلفون "هل يعقل أمام كل الآمال والتحديات، وهذه الأجيال الصاعدة أن تحول أخطاء الماضي إلى اختيارات الحاضر لتصبح أقدار المستقبل، وأن نشحذ السيوف لذبح بعضنا البعض ، فيما يقرع الغرب طبول التحريض من أجل رسم خريطة طائفية مزركشة حدودها بالدم كي تبقى إسرائيل وحدها الأقوى في المنطقة ؟ وكشف الكتاب أن الصحوة الدينية العارمة التي تجتاح العالم اليوم يجني ثمارها الصينيون تلقيحا للشيوعية بالكونفوشية، والهنود إنهاض همم لبناء أمة ،واليهود رصا للصفوف من أجل إسرائيل الكبرى، و"البوشيون" حشدا للقوى ضربا للإسلام ،وهيمنة على العالم ،ثم لا يكون رصيدنا من صحوتنا إلا استيقاض المارد الطائفي بعد طول غفوة ضنناها رشدا فإذا هي ذهاب ريح . وساهم في تأليف الكتاب سلمان بونعمان وحفيظ يوسي، إضافة إلى عبدالرحمن الزعتري، وعبدالله التوراتي، وياسين اليحياوي.