في ما يمكن أن يصنف على أنه أول تناول علمي لقضية "التلهيج" والفرنكفونية، التي تشهد مخاضا في المجتمع المغربي هذه الأيام، أصدر الكاتب والباحث المغربي سلمان بونعمان كتابا قيما يتناول الظاهرة بالتحليل والدراسة والنقد، انطلاقا من خلفيات معرفية، بعيدة عن التجاذب الإديولوجي والسياسي الذي طغى على ساحة النقاش في القضية اللغوية بالمغرب. فبعد إسهاماته البحثية المميزة في الفترة السابقة، والتي لاقت نجاحا كبيرا خلال السنتين الماضيتين، عاد بونعمان، صاحب المؤلفات الفكرية الثلاث: "التجربة اليابانية: دراسة في أسس النموذج النهضوي"(2012) و"فلسفة الثورات العربية: مقاربة تفسيرية لنموذج انتفاضي جديد"(2012) و"أسئلة دولة الربيع العربي: نحو نموذج لاستعادة نهضة الأمة"(2013) وهي كلها من منشورات مركز نماء للبحوث والدراسات، ليقدم بحثا قيما يعنى بقضية وطنية بامتياز هذه المرة. واختار الباحث في العلوم السياسية، في هذه السنة، أن يطرح قضية جديدة ترتبط بالإشكال اللغوي في المجتمعات المغاربية من خلال دراسة الحالة المغربية، ويسمي كتابه الجديد بعنوان:"النهضة اللغوية وخطاب التلهيج الفرنكفوني: في نقد الاستعماري اللغوي الجديد: حالة المغرب"، والكتاب من منشورات مركز نماء للبحوث والدراسات، في طبعته الأولى، ويقع في أزيد من 200 صفحة من الحجم المتوسط. ويعتبر هذا الكتاب عملا تركيبيا نقديا يستثمر حقول معرفية متعددة، تُفعل كلا من حقل اللسانيات الحديثة وعلم الاجتماع اللغوي وعلم الاجتماع الثقافي وعلم السياسة، في التفكير حول الإشكال اللغوي منظورا إليه من زاوية النهضة والتحرر. وقدّم هذا العمل إلى القارئ العربي والمغربي، المفكر الإسلامي أبوزيد المقرئ الإدريسي، المتخصص في مباحث اللغة وأستاذ اللسانيات والنحو. وسيقدم الكاتب كتابه الرابع، ضمن المعرض الدولي للكتاب والنشر، الذي سيقام بمدينة الدارالبيضاء ابتداء من 13 فبراير الجاري، في أول خروج للكتاب إلى العموم، ومن المتوقع أن يلقى نجاحا كبيرا، شأنه شأن الكتب الثلاثة السابقة، خصوصا وأنه يناقش قضية تتفاعل بقوة داخل المجتمع المغربي.