أكد المركز الثقافي الإسلامي بمدريد أنه لم يطلب من الفاتيكان كما ذكرت صحيفة بريطانية التوسط لدى الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية للسماح للمسلمين بالصلاة في المحراب القديم لمسجد قرطبة الذي تحول إلى كاتدرائية قرطبة، معربًا عن مخاوفه من أن تثير مثل هذه الشائعات موجة جديدة من الإسلاموفوبيا (عداء وخوف من الإسلام) ضد المسلمين في إسبانيا. وقال الشيخ منير المسيري إمام المركز في تصريح أورده موقع إسلام أونلاين الثلاثاء الماضي: هذا كلام ليس له معنى.. لقد صليت بنفسي مرات كثيرة عند موقع المحراب القديم هناك، ولسنا في حاجة لطلب تدخل الفاتيكان، حيث إن الكاتدرائية مسجلة لدى اليونسكو كموقع تاريخي. وتساءل المسيري مندهشًا: إذا تتبعنا السجلات التاريخية فسنجد أن كل مساجد إسبانيا تم تحويلها فيما بعد إلى كنائس. فلماذا الحديث عن كاتدرائية قرطبة على وجه الخصوص؟!. وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد زعمت الإثنين الماضي أن ما أطلقت عليه المجلس الإسلامي الإسباني تقدم بالتماس إلى الأبرشية المقدسة (الفاتيكان) طالبًا منها التوسط نيابة عنه لدى الكنيسة الكاثوليكية للسماح للمسلمين بالصلاة في المحراب القديم للمسجد الذي تحول إلى كاتدرائية. ونقلت الصحيفة البريطانية عن شخص قالت: إنه مدير مسجد التقوى في غرناطة، أنه يأمل في أن يمنح الفاتيكان إيماءة تسامح، في إشارة إلى قبول الوساطة المزعومة. يُذكر أنه في القرن الثامن الميلادي، كانت كاتدرائية قرطبة في الأصل أكبر مساجد المدينة، والذي استخدم في العهد الإسلامي كمركز للعلوم والفنون الإسلامية. وأعاد المسيحيون غزو المدينة في القرن الثالث عشر، وحولوا المسجد إلى الكاتدرائية الشهيرة والمعروفة حاليًا باسم الكنيسة الملكية. وفي سياق ذلك أيضًا، حذر المسيري من العواقب الخطيرة لمثل تلك الشائعات، خاصة في تلك الفترة الحساسة على الجالية الإسلامية، مؤكدًا على أن المسلمين في إسبانيا يحترمون الآخرين. كما أعرب عن مخاوفه من أن هذه الادعاءات قد تثير موجة من الإسلاموفوبيا في إسبانيا.. بعض الناس ووسائل الإعلام هنا سيستخدمونها بغرض سكب مزيد من الزيت على النار، والقول بأن المسلمين يريدون إعادة غزو الأندلس.