أوقفت الشرطة الاسبانية رجلين بعد مواجهة مع سياح مسلمين أرادوا الصلاة في مسجد قرطبة الكبير الذي جرى تحويله الى كاتدرائية في القرن الثالث عشر، بحسب ما اعلنت اسقفية المدينة الواقعة جنوباسبانيا الخميس 1-4-2010. وجاء في بيان للاسقفية ان الحادث وقع الاربعاء عندما اراد ستة اشخاص من مجموعة من 118 سائحا مسلما الصلاة في المكان فاعترضهم الحراس و"دعوهم الى مواصلة الزيارة او مغادرة الكاتدرائية". وكان الاسقف ديمتريو فرنانديز جدد مؤخرا منع المسلمين من الصلاة في الكاتدرائية رغم مطالبة السكان المسلمين بتخفيف هذا الاجراء. اثر ذلك، استدعى الحراس الشرطة التي هاجمها السياح، بحسب البيان، ما اسفر عن جرح شرطيين اثنين وتوقيف سائحين اثنين. واتهم البيان السياح ب"افتعال" الحادث واكد انه "لا يمثل حقيقة هوية المسلمين الذين يبدي الكثير منهم احتراما للكنيسة الكاثوليكية ورغبة بالحوار معها". يرجع تأسيس المسجد إلى سنة (92ه) واستمر 250 عاما، عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم، حيث شاطر المسلمون نصارى قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا في شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن بن معاوية شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الفتح. والصلاة ليست ممنوعة داخل الجامع فقط، بل في الباحة الخارجية للمسجد، كما يمنع القانون الاسباني النطق بالأذان والقيام بأي مظاهر إسلامية فيه وبجواره، باعتبار أن جامع قرطبة الذي تحول فيما بعد إ لى كاتدرائية يرمز لتحرير الأندلس، وعاصمته قرطبة، من سيطرة المسلمين حين تم إخراجهم من الإقليم قبل أكثر من 530 سنة.