في غمرة ظلام ندي في جنح فجرمنبلج سحب توارت في السماء ونداء الله أكبر يملأ الآفاق خرجت تشق الطريق تستنشق لآخر مرة عطر الأرض المباركة خرجت للقاء ربك في هدوء وإيمان راسخ ودعت أشجار الزيتون والحقول والبساتين ونظرت إلى الأقصى في شوق وحنين وإلى قانا، وحيفا وأريحا في أنين وإلى دير ياسين... حتى امتدت إليك أيادي الغطرسة وأقبلت تغتالك بكل شراسة قتلوك يا شيخ الأمة قتلوك وفي الفجر غدروك وبالصواريخ قصفوك أصبحت أشلاء تتطاير في كل أطراف فلسطين الحبيبة ودمك الطاهر يغسل كل حيطان الأرض السليبة ليطهرها من نجس ودنس إرهاب شارون الأعمى أما كرسيك فكان يحلق في الأجواء وأنت بطلعتك البهية لوحة في سماء الحرية فإذا به يصيح، فلتمت قيود الاستعباد! ولتمت مظاهر الاستبعاد! وغدوت رمزا لكل مقاومة وسلام رحلت عنا جسدا، وخلدت روحا لكنك لم ترحل... على كرسيك، هزمتهم بكل شهامة بصمتك مكتوبة في ديوان الأبطال مخلدة في جدران الزمن مسجلة في ذاكرة الأيام على أوراق الزيتون والبرتقال في كل باب، في كل درب، في كل مسجد وفي الحجر... قتلوك، غدروك حشود هادرة، متطلعة على النعش حملوك عيون تذرف الدموع وأقدام تدوس شعارات الاستسلام هتافات تنادي أين حمام السلام؟؟ أياد تلوح... تودعك تدفقت شلالات الأنوار معانقة خمائل الأزهار أعماق متقدة كاللهيب، كالبركان وضمك اللحد، ورياض الجنان فوداعا يا شهيد يا حبيب طبت جسدا وطبت روحا طبت جسدا حيا. هناء السباعي سيدي البرنوصي