قالت الصحافة الأمريكية الصادرة يوم الجمعة 15 يناير 2016، بأن حادثة احتجاز البحارة الأمريكيين يوم الثلاثاء 12 يناير 2015 ، لدى إيران يعد اختبارا للعلاقة بين واشنطن وطهران، وقد أظهر هذا الاختبار أن العلاقة بين البلدين في الوقت الراهن أكثر دفئا. وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تابع بشكل حثيث مع نظيره الإيراني جواد ظريف موضوع احتجاز البحارة الأمريكيين الذين دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية، حيث اتصل بظريف ما يقرب من 4 مكالمات مطولة، حتى انتهى الأمر بالإفراج عنهم. وبينت أن مسؤولين أمريكيين رفيعو المستوى أشاروا إلى أن قلق ظريف كان واضحا من أن تؤدي هذه الحادثة العرضية إلى إغراق الاتفاق النووي، الذي راهن عليه هو والرئيس الإيراني حسن روحاني. وقالت الصحيفة أن واشنطن سعت جاهدة من خلال مسؤولي البنتاجون لشرح كيف آلت الأمور لتصل بالقوارب إلى القاعدة البحرية الإيرانية الرئيسية في الخليج العربي عن طريق الخطأ. وبينت نيويورك تايمز أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أشاد بإفراج إيران السريع عن البحارة، يعد موقفا حاسما للدفاع عن نتائج مشروع الاتفاق النووي بين البلدين، والذي يعد من مكاسب إدارة أوباما كما يراه البيت الأبيض. فبحسب الصحيفة، سعت الدبلوماسية الأمريكية إلى عدم تطور الموقف إلى أزمة لكي لا تخسر أمريكا مساعيها في تطوير العلاقات الدبلوماسية الجديدة مع إيران، والتي كان أساسها الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عن طريق التفاوض بين ايران والولايات المتحدة وخمس دول أخرى في يوليو الماضي، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يدخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، وبذلك يتم رفع العقوبات المالية والنفطية المفروضة ضد إيران خلال العقد الماضي، ما يتيح حصولها على نحو 100 مليار دولار من أموالها المجمدة. ونقلت نيويورك تايمز عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قوله أمس الأربعاء في إطار شكره للإيرانيين على تعاونهم، "يمكننا جميعا تصور ما الذي كانت ستؤول إليه الأمور في حال حدوث موقف مماثل قبل ثلاث أو أربع سنوات". وتشير الصحيفة إلى أنه لا يزال من غير واضح مدى تأثير ظريف على الأحداث، نظرا للصراع الدائر بين الحرس الثوري الإيراني على السلطة مع حكومة روحاني، لذا لم يتضح بعد من الذي قرر الإفراج عن البحارة، حسبما أفادت الصحيفة. ونقلت نيويورك تايمز عن محلل إيراني من تيار المحافظين، حميد رضا تراغي، الذي له علاقات مع القيادة العليا في المرحلة الراهنة، قوله بأن "كلا الجانبين (الأمريكي والإيراني) قد سعيا للحفاظ على التوترات في حدوده المنخفضة". وأضاف "هذه المرة، كان الأميركيون متعاونون لإثبات براءتهم، فسرعان ما اعترفت بخطئها من دون مقاومة"، وتابع القول "البحارة اعتذروا لأنهم ضلوا طريقهم إلى المياه الإقليمية الإيرانية".