أعلنت إيران الأربعاء إطلاق سراح البحارة الأمريكيين الذين دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية، في حادث يؤشر من حيث سرعة انتهائه إلى التقارب الحاصل بين طهرانوواشنطن في أعقاب الإتفاق التاريخي حول الملف النووي. وأفاد بيان لحرس الثورة الإيراني بثه التلفزيون الرسمي «تبين بعد التدقيق، أن دخولهم المياه الإقليمية للبلاد لم يكن عن قصد. وبعد تقديمهم الإعتذار، تم إطلاق سراحهم في المياه الدولية». وتابع أن «الولاياتالمتحدة تعهدت عدم تكرار مثل هذه الاخطاء». وأعلنت واشنطن أن البحارة غادروا ايران. ووقع الحادث بين البلدين في أوج التقارب بينهما بعد 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. وكان حرس الثورة أكد أن «الزورقين الحربيين الأمريكيين دخلا المياه الإقليمية الإيرانية الثلاثاء الساعة 16،30 (13،00 ت غ) قرب جزيرة فارسي. واحتجزتهما وحدات حربية تابعة للقوات البحرية في الحرس الثوري واقتادتهما إلى الجزيرة». وأكد أن البحارة الإميركيين «بصحة جيدة (...) وهم تسعة رجال وامرأة، اقتيدوا إلى مكان آمن». وتابع أن الزورقين «دخلا بعمق كيلومترين في المياه الإقليمية الإيرانية وأجهزة تحليل المواقع فيهما تؤكد ذلك». وأظهرت صور على الموقع الإلكتروني للحرس الثوري البحارة بعد اعتقالهم جالسين أرضا على السجاد وسط قاعة كبيرة. وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أشار ليلا إلى «فقدان الإتصال بزورقين صغيرين تابعين للبحرية كانا في طريقهما من الكويت إلى البحرين». لكن بدا خلال كل مراحل عملية الإحتجاز أن الجانبين غير راغبين بالتصعيد. وقال قائد سلاح البحرية في الحرس الثوري الأميرال علي فدوي للتلفزيون الحكومي صباح الأربعاء «لا أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا قبل أن نتلقى الأوامر للقرار النهائي الذي سيكون على الإرجح الافراج عنهم». وأضاف إن عمل البحارة «لم يكن عدائيا ولم يكن يهدف إلى التجسس»، مشيرا إلى أن الزورقين دخلا المياه الإقليمية لبلاده إثر «عطل في نظام الملاحة». وتجنبت واشنطن بدورها صب الزيت على النار، مؤكدة منذ البداية أن البحارة بخير. وأعلن البنتاغون بعد الإفراج عن بحارته، أن طاقمي الزورقين لم يتعرضوا لأذى، مشيرا إلى أنهم غادروا إيران. وصرح دبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة فرانس برس ان كيري أجرى اتصالا هاتفيا خلال الأزمة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، من دون أن يكشف مضمون المحادثة. لكن فدوي قال إن ظريف عبر عن «موقف حازم جدا مؤكدا دخول البحارة المياه الإقليمية الإيرانية ويجب على الولاياتالمتحدة الاعتذار عن ذلك». وعلى رغم إعلان إيران في وقت لاحق أن البحارة اعتذروا، لكن أي شيء رسمي في هذا الإطار لم يصدر عن واشنطن. وما زالت إيرانوالولاياتالمتحدة على خلاف مبدئيا منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في أبريل 1980 في أوج الثورة الاسلامية. (أ. ف. ب)