يؤكد محمد بنعجيبة رئيس المركز الوطني لتحاقن الدم على دور المجتمع المدني في نشر ثقافة التبرع بالدم، ويشير بنعجيبة في حديث مع "التجديد" إلى أن المركز في استراتيجيته في الفترة 2012-2016 أكد على أهمية إشراك المجتمع المدني، وفي هذا الصدد يقول بنعجيبة " قمنا بإحداث لجنة وطنية للتبرع بالدم داخل هيكلة المركز الوطني لتحاقن الدم"، ويترأس هذه اللجنة طبيب وتضم ممثلين عن المراكز الجهوية يكونون بدورهم مسؤولون عن التحسيس في مراكزهم إلى جانب ممثلين عن الرابطة المغربية لجميات المتبرعين بالدم، والفيدرالية المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم ومن مهام هذه اللجنة مناقشة استراتيجية التحسيس والتوعية وتقييم الحصيلة وتبادل التجارب. ويوضح بنعجيبة أن الاستراتيجة الجديدة للمركز تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والرفع من عدد المتبرعين ب 4 بالمائة سنويا حتى يصل المركز في نهاية 2016 إلى مائة بالمائة تبرع طوعي ولا يصبح الاعتماد على الأقارب والمعارف والأصدقاء في الحصول على أكياس الدم. الآن بلغت نسبة إنجاز هذا الهدف 85 بالمائة إذ أن نصف المراكز تقريبا حققت الاكتفاء الذاتي فيما لا زال هناك نقص في بعضها مثل الدارالبيضاء وفاس ومراكش. وبالنسبة لحصيلة الحملات التي تنظمها الجمعيات المتخصصة في التبرع بالدم، يقول بنعجيبة إن الشراكة مع الجمعيات تمكن من توفيرما يناهز 40 ألف كيس دم سنويا على المستوى الوطني من 300 ألف كيس الحصيلة السنوية للمركز الوطني، ويختلف نشاط الجمعيات حسب الجهات ففي الجهة الشرقية مثلا 98 بالمائة تقريبا من أكياس الدم يتم جمعها عن طريق التنسيق مع المجتمع المدني. يؤكد بنعجيبة عن اقتناعه الشديد بأن المركز الوطني لتحاقن الدم لا يمكنه الاشتغال لوحده بل لابد له من الاستعانة بجهات أخرى، من بينها المجتمع المدني وبعض الجهات الرسمية الحكومية التي لديها نوع من التأثير على هذا العمل خصوصا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية، وفي هذا الصدد يشير إلى أن التنسيق مع وزارة الأوقاف بدأ منذ سنتين وفتحت المساجد لتنظيم حملات التبرع بالدم كما تم منذ عشرين يوما التوقيع على اتفاقية مع وزارة الداخلية ويجري العمل حاليا على التواصل مع وزارة التعليم العالي حول هذا الموضوع. وفي إطار توجه المركز لبناء شراكة قوية مع الجمعيات المتخصصة في مجال التبرع بالدم، يقول بنعجيبة إنه بدأ العمل منذ سنة على إحداث تكتل وطني للتبرع بالدم يضم ثلاث شركاء هم المركز الوطني للتبرع بالدم والرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم والفيدرالية المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم باعتبارهما يمثلان الجمعيات على المستوى الوطني، وهذا التكتل هدفه -حسب الدكتور بنعجيبة- توحيد المجتمع المدني في إطار أهداف مشتركة واسترتيجية مشتركة حتى لا يكون العمل عشوائيا بل مسؤولا ومؤسساتيا ومضبوطا. طموح رئيس المركز الوطني لتحاقن الدم أن يكون هذا التكتل مستقلا عن المركز الوطني لتحاقن الدم ويحظى بإمكانات مادية وموارد بشرية تخول له القيام بمهامه التحسيسية، وأن يتحول مستقبلا إلى لجنة وطنية على غرار اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير. وهكذا يتفرغ المركز الوطني والمراكز الجهوي لكل ما هو تقني أما التحسيس فتقوم به لجنة وطنية مستقلة.