في عالمنا الحديث، ومع التقدم التكنولوجي الذي شمل جميع المجالات وخاصة منها وسائل الاتصال ومع تغير نمط الحياة صار الجهاز العصبي للإنسان يتعرض يوميا وبشكل مستمر بل ومنذ سن مبكرة لضغط كبير. وأكثر حواسنا تأثرا بهذا الغزو التكنولوجي حاسة البصر. للعين آليات بصرية معقدة مكونة من جزء عضلي وآخر عصبي يعملان بشكل لا إرادي لنتمكن من الرؤية بوضوح رغم التغير السريع للصور التي تتلقاها أعيننا و لمسافات مختلفة. والعمل المفرط لهذه الآليات ينجم عنه تعب بصري. يتم التعرف على التعب البصري من خلال أعراض مختلفة هي بمثابة إشارات إنذار ترسلها العين ونذكر منها: الوخز أو ألم أو احمرار في العين أو الجفون، الوميض المتكرر، سيلان الدمع، والإحساس بوميض أو عدم وضوح الرؤية، الرؤية المزدوجة وعدم استقرار الصورة، عدم تحمل الأشعة الضوئية وكذلك الشعور بالانزعاج الكبير وعدم القدرة على الحفاظ على الانتباه، والصداع، وزيادة التوتر العصبي، والنعاس، والدوخة، والتعب العام. العوامل المسببة: -الرؤية القريبة: فالقيام بالخياطة مثلا وغيرها من الأعمال اليدوية التي تتطلب تركيزا بصريا قويا على مسافة قريبة من أعيننا يؤدي إلى تعب العين. - إضاءة سيئة لأماكن العمل: إما ضعيفة جدا أو قوية جدا، أو موزعة على نحو رديء. - النظر المفرط في الشاشات: سواء تعلق الأمر بالتلفاز أو الحاسوب أو الهاتف المحمول ففي نشاط القراءة العادية، فنحن ننظر في صور ثابتة إما على الشاشة فيكون العكس: حركة متكررة للصور تؤدي إلى بدل العين جهودا متواصلة للتكيف مع الإنارة، لمسافات واتجاهات مختلفة. و كذلك فإن النظر في الشاشة يكون في المحور الأفقي تقريبا؛ أما أثناء القراءة في الكتب فيتم توجيه النظر إلى الأسفل. فإغماض العين قليلا هو وضعٌ مريح للرؤية. أما إذا كانت عيناك تتعبان بسرعة، فربما كنت تعاني من أحد اضطرابات البصر التي تحتاج إلى تصحيح، ونذكر بالأساس منها الأستجماتيزم ومد البصر (ضعف الرؤية عن قرب). وإذا لم تكن تعاني من أي اضطراب بصري فيمكنك الاستعانة بنظارات حماية العين من الأشعة الضارة، كما اقترح عليك بعض الحلول التي من شأنها أن تساعدك على تجنب تعب العيون: -لا يجب على الإطلاق أن توجه شاشة الحاسوب أو التلفاز نحو مصادر الضوء لتجنب انعكاس هذا الضوء نحو عينيك و إلا يمكنك استعمال مرشحات الانعكاس التي يتم إلصاقها على الشاشة. - بدلا من قراءة الكتب في نسختها الكترونية يفضل طباعتها و قراءتها على الورق. - إذا كنت ممن يستخدمون الحاسوب في العمل فمن الأفضل القيام بفواصل لمدة 5 دقائق كل 45 دقيقة أو 15 دقيقة كل ساعتين.