تواصل الجماهير الفلسطينية في كافة المدن والبلدات بالضفة الغربية هبتها رفضا لتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس ومقدساتها، وذلك في ظل الاقتحامات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال وجموع المستوطنين اليهود لباحات المسجد الأقصى واستباحته والاعتداء على المصلين بداخله. فمنذ عملية إطلاق النار التي وقعت شرق مدينة نابلس ونفذتها خلية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الأول من شهر أكتوبر الجاري، والتي أسفرت آنذاك عن مقتل اثنين من المستوطنين وإصابة آخرين، وواقعة استشهاد الشاب مهند حلبي (19 عاما) برصاص الاحتلال في الرابع من ذات الشهر، عقب تمكنه من طعن مستوطنيْن وإصابة آخرين، ما أدى إلى مقتل اثنين منهما، شهدت الساحة الفلسطينية بشكل عام والمقدسية على وجه الخصوص، موجة من عمليات المقاومة المصحوبة بمواجهات متجددة ومتصاعدة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تصعّد من عمليات تصفية الدم الفلسطيني تحت حجج وذرائع واهية، تتمثّل بادّعاء تنفي عمليات مقاومة أو حتى لمجرّد الاشتباه. وكالة "قدس برس" بطواقمها الإعلامية المنتشرة في عموم أراضي فلسطينالمحتلة، رصدت وتابعت كل التطورات وأحصت ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق شرارة الهبة، أعداد الشهداء والجرحى في كافة المناطق ونقاط التماس، بالإضافة لأعداد الأسرى والمعتقلين في الشهر الثاني من الانتفاضة، نوفمبر الماضي. وأحصى التقرير الشامل ل "قدس برس"، نقلاً عن مصادر طبية فلسطينية رسمية، استشهاد 33 فلسطينياً من الضفة الغربية، وشاب واحد فقط من قطاع غزة، برصاص واعتداءات قوات الاحتلال، غالبيتهم خلال تنفيذ أومحاولة تنفيذ عمليات مقاومة. ووفقاً لما رصدته "قدس برس"، تبين أن ثلث الشهداء خلال الشهر الماضي من الخليل بواقع 11 شهيداً، وجاءت القدس في المرتبة الثانية ب 8 شهداء، وفي رام الله والبيرة سجل استشهاد 6 مواطنين، و3 في نابلس ومثلهم من جنين، و3 شهداء من قلقيلية وبيت لحم وغزة. وأوضح التقرير أن 6 أطفال، دون ال 18 من عمرهم، و4 فلسطينيات، وهن المسنة ثروت الشعراوي من الخليل، والفتاة رشا العويصي من قلقيلية، والطفلتين أشرقت قطناني من نابلس وهديل عواد من القدسالمحتلة، من بين الشهداء خلال شهر نوفمبر الماضي. وبيّن التقرير الإحصائي، نقلاً عن مصادر طبية من جمعية الهلال الأحمر، أن أكثر من 4 آلاف مواطنٍ فلسطيني، في الضفة وغزة، أصيبوا برصاص واعتداءات قوات الاحتلال خلال شهر نوفمبر الماضي. وقالت الناطقة باسم "الهلال الأحمر" في حديث مع "قدس برس" إن المواجهات أسفرت عن إصابة 4802 مواطن، مبينة أن 469 فلسطيني أصيبوا بالرصاص الحي، و923 بالعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط، بالإضافة ل 3316 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، و94 حالة تحت بند "إصابات أخرى"، والتي تتوزع على الضرب والحروق والتعثر خلال المواجهات. أفادت مراسلة "قدس برس" بأن نقاط المواجهة في مدينة القدسالمحتلة، شهدت دخول مناطق جديدة، إضافة إلى النقاط اليومية وبلغت بمجموعها 19، وهي: جبل المكبر، سلوان (رأس العامود، بئر أيوب، عين اللوزة)، العيساوية، الطور، واد الجوز، الصوانة، حاجز قلنديا، حاجز مخيم شعفاط، عناتا، بيرنبالا، الرام، العيساوية، بيت حنينا، العيزرية وأبو ديس، قطنّة، والبلدة القديمة في القدس. شهدت المدينة والبلدات والقرى التابعة لها أعنف الأحداث والمواجهات خلال شهر نوفمبر الماضي، والتي شملت حملة مداهمات لمنازل المواطنين وإغلاق للطرق الرئيسية والفرعية بالسواتر الترابية والبوابات الحديدية، بالتزامن مع التنكيل بالمواطنين على الحواجز وحملة الاعتقالات. وتواصلت المواجهات في أبرز نقاط المواجهة، وبلغت 12 نقطة، وتمثلت في مناطق "بيت أمر، مخيم العروب، بيت عوا، راس الجورة، مخيم الفوار، جسر حلحول، باب الزاوية، بني نعيم، حاجز أبو الريش، جبل الرحمة، ودورا. وتصدرت الخليل أعمال المقاومة خلال الشهر الماضي، بواقع 30 عملية، أبرزها عمليتين للمقاومة أوقعت 4 قتلى في يوم 19 نوفمبر، في مدينة "تل أبيب" وبالقرب من مجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني، وعملية إطلاق نار قبلها ب 13 نوفمبر بالقرب من السموع وأدت لمقتل مستوطنين اثنين. وفي مدينتي رام الله والبيرة والقرى والبلدات والمخيمات التابعة لهما، رصد مراسل "قدس برس"، نحو 181 نقطة تماس ومواجهة مع قوات الاحتلال خلال شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي. وأوضح، نقلاً عن مصادر طبية فلسطينية رسمية، أن قوات الاحتلال قتلت 6 مواطنين بالرصاص الحي، بينهم 3 شبان عقب تنفيذهم لعمليات دهس وآخر حاول تنفيذ عملية إطلاق نار، إلى جانب مواطنين آخرين استشهدا خلال المواجهات في قرية بدرس، غربي رام الله، وفي حي "البالوع"، شمالي البيرة. وأشار إلى أن المواجهات أسفرت عن إصابة أكثر من 400 مواطن فلسطيني، بينهم 105 بالرصاص الحي، وأكثر من 90 بالعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط، وما يزيد عن ال 180 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، إلى جانب 16 حالة صنفت على أنها "إصابات أخرى" وشملت الحروق والتعثر والاعتداء بالضرب المبرح. ولفت مراسل "قدس برس" النظر إلى أن أبرز نقاط التماس اليومية مع الاحتلال كانت: المدخل الشمالي للبيرة "حي البالوع"، جبل الطويل، معسكر "عوفر" التابع للاحتلال بالقرب من بلدة بيتونيا، نعلين، بلعين، النبي صالح، بدرس، والجانية غربي رام الله، سلواد، يبرود، وعين يبرود شرقاً، ترمسعيا، سنجل وحاجز "عطارة العسكري" بالقرب من بلدة بيرزيت شمالي المدينة، وقرية اللبن الغربي شمالي غرب المدينة. شهد شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، 4 عمليات طعن استشهد على إثرها 3 شبان، ما زالت جثامينهم محتجزة لدى سلطات الاحتلال، واعتقل الرابع عقب إصابته بالرصاص. وحول أبرز نقاط المواجهات التي دارت في مناطق جنين والبلدات والقرى المحيطة بها، والتي بلغت 7 نقاط، أبرز هذه النقاط، السيلة الحارثية، زبوبا، دير أبو اضعيف، سيلة الظهر، مسلية، يعبد، ونزلة زيد، وأصيب خلالها العديد من المواطنين بالرصاص الحي والمطاطي والعشرات بحالات الاختناق إثر استنشاقهم الغاز المسير للدموع. أوضح مراسل "قدس برس"، أن 3 فلسطينيين استشهدوا خلال نوفمبر الماضي في حوادث مختلفة، إثنان منهما خلال محاولتهما تنفيذ عمليتا طعن على حاجز "حوارة العسكري" جنوبي نابلس، وهما الفتاة أشرقت قطناني والفتى علاء حشاش (16 عاماً)، بالإضافة لاستشهاد المواطن بسيم صلاح (38 عاماً) عقب تنفيذ عملية طعن في شارع الواد بمدينة القدسالمحتلة، وأصاب أحد جنود الاحتلال بجروح طفيفة. وشهدت عدة مناطق في المدينة ومحيطها مواجهات مع قوات الاحتلال خاصة المدخل الجنوبي لنابلس على حاجز "حوارة"، وعلى حاجز "بيت فوريك" شرقها، وبحسب معطيات الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد أوقعت المواجهات العشرات من الإصابات خلال الشهر الماضي، وبلغت أعداد الإصابات منذ بداية انتفاضة القدس وفق التالي: 156 إصابة بالرصاص الحي، 68 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى نحو 90 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع. وشهدت المدينة ومحيطها اقتحامات شبة يومية تم خلالها اعتقال العشرات من الفلسطينيين، حيث أظهرت معطيات رسمية اعتقال نحو 100 مواطن، بعد دهم منازلهم أو على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل نابلس. وقامت قوات الاحتلال بتفجير ثلاثة منازل لأسرى فلسطينيين، اتهمهم الاحتلال بتنفيذ عمليات إطلاق نار أسفرت عن قتل اثنين من الإسرائيليين وإصابة آخرين، وهم كرم المصري، ويحيى الحاج حمد، وسمير الكوسا. تركزت المواجهات محيط جامعة خضوري غربي طولكرم، وأسفرت عن إصابة أكثر من ألف مواطن، بينهم 180 بالرصاص الحي، و203 بالرصاص المطاطي، و654 اختناق بالغاز، و88 ضرب وتعثر وكسور. محافظة قلقيلية.. شهيدة وما يقارب ال 2000 مصاب شهدت مدينة قلقيلية والقرى المجاورة لها مواجهات في عدة مناطق، وتركزت في حي النقار غربي قلقيلية وبلدتي كفر قدوم وعزون شرقاً. واستشهد خلال شهر نوفمبر الماضي مواطنة فلسطينية واحدة، وهي الفتاة رشا محمد أحمد عويصي (23 عاماً)، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن عند حاجز "الياهو العسكري"، شرقي قلقيلية. وأسفرت المواجهات في نقاط التماس مع الاحتلال عن إصابة أكثر من 2000 مواطن، بينهم 17 مواطنا بالرصاص الحي، و293 بالرصاص المطاطي، و2490 بحالات اختناق، بالإضافة ل 18 نتيجة الضرب والاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال. رصد في مدينة سلفيت، والتي كانت أقل المدن توتراً، عدداً قليلاً من نقاط المواجهة مع الاحتلال، أبرزها المدخل الشمالي للمدينة، بالإضافة لبلدتي كفر الديك ودير استيا قرب المدينة. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن شهر نوفمبر الماضي شهد إصابة 16 فلسطينياً بالرصاص المطاطي، بالإضافة إلى 24 آخرين باحالات اختناق، منذ اندلاع انتفاضة القدس.