ذكرت صحيفة سان هوزيه ماركوري الأمريكية في عددها الصادر في الثاني عشر من أكتوبر الحالي أن رئيس شرطة مدينة سان هوزية والتي تعد إحدى كبريات المدن الأمريكية قرر صيام شهر رمضان الحالي كاملا لفهم الإسلام وممارسات المسلمين. وقالت الصحيفة أن الشرطي المرموق ويدعى روب دافيز وهو مسيحي ينتمي لطائفة المورمان قرر صيام شهر رمضان لأهداف بعيدة عن السياسة وتتعلق برغبته في فهم الإسلام والتعرف على المجتمع المسلم المتنامي بسرعة في مدينته، كما أشارت الصحيفة إلى أن دافيز ينوي الإفطار مع أسرة مسلمة مختلفة كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك. وفي ولاية فلوريدا نشرت صحيفة سانت بيترسبرج تايمز الصادرة في الثالث عشر من أكتوبر مقالا تحدث عن اهتمام مسلمي أمريكا بتكثيف جهودهم خلال شهر رمضان المبارك لبناء جسور الحوار والتفاهم مع أبناء الجماعات الأمريكية المختلفة وقالت الصحيفة أن المسلمين الأمريكيين يدخلون شهر رمضان المبارك بهم كبير يشغل أذهانهم وهو تحسين صورتهم. وأشارت الصحيفة إلى استطلاع لتوجهات الشعب الأمريكي نحو المسلمين أصدره مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الحالي أشارت نتائجه إلى أن واحد من كل أربعة أمريكيين يحملون صور سلبية عن المسلمين مثل الاعتقاد خطئا بأن المسلمين يعلمون أبنائهم العنف. كما أشارت الصحيفة إلى عزم مسلمي فلوريدا فتح أبواب مساجدهم أمام غير المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، كما أشارت إلى أن جهود المسلمين للتواصل مع الجماعات الأمريكي المختلفة هي جهود قديمة ولكنها زادت بوضوح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي دفعت المسلمين الأمريكيين إلى تكثيف مشاركتهم في الحياة العامة الأمريكية خاصة على صعيد الدفاع عن حقوقهم المادية والمشاركة السياسية. وفي ولاية نيويورك سمحت إدارة التعليم بمدينة نيويورك لطلاب مدرسة بروكلين انترناشيونال الثانوية بمغادرة مدرستهم لمدة ساعتين لأداء صلاة الجمعة خلال شهر رمضان المبارك، وجاء ذلك بعد حملة جمع توقيعات نظمها طلاب المدرسة المسلمين اعتراضا على رفض مدرستهم السامح لهم بمغادرة الفصل الدراسي لأداء صلاة الجمعة، وقد أبرزت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية المعروفة حملة الطلاب المسلمين في مقال نشرته في الرابع عشر من أكتوبر الحالي. وفي العاصمة الأمريكيةواشنطن نشرت جريدة واشنطن تايمز مقالا في الخامس عشر من أكتوبر الحالي بعنوان "الاعتراف برمضان" تحدث عن اعتراف مدارس العاصمة الأمريكية والمدن المحيطة بها المتزايد بالأعياد الإسلامية كمناسبات عامة تسمح فيها لطلابها المسلمين بالغياب عن الدراسة. وأشار المقال إلى أن غالبية مدراس منطقة واشنطن الكبرى تسمح لطلابها بالغياب "المصرح به" خلال يوم ليلة القدر وخلال يوم عيد الفطر المبارك، كما وضعت مدارس مقاطعة برينس كاونتي شهر رمضان المبارك على قائمة الأعياد الدينية الرسمية المعترف بها من قبل مدارس المقاطعة. وأشارت الصحيفة أن الاعتراف المتزايد بشهر رمضان المبارك والأعياد الرسمية بمدراس واشنطن لم يعد كافيا بالنسبة لمسلمي المنطقة الذين يطالبون باعتبار أعيادهم الدينية مناسبات رسمية كما هو الحال بالنسبة لبعض الأعياد المسيحية واليهودية. وفي اليوم نفسه نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية المعروفة مقالا مطولا عن البيئة العامة المحيطة بالمسلمين خلال شهر رمضان المبارك الحالي ومشاعرهم تجاه هذه البيئة، وأشار المقال إلى انتشار شعور بالاستياء في أوساط مسلمي أمريكا على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على أحداث سبتمبر. وذكر المقال أن بعض المسلمين الأمريكيين تصوروا أن مشاعر العداء التي تعرضوا لها في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 هي مشاعر مؤقتة سوف تزول سريعا، ولكن للأسف موجة العداء للمسلمين استمرت خلال السنوات الثلاثة الماضية. وأشار المقال إلى أربعة عوامل يعتقد في أنها ساهمت في استمرار موجة العداء للمسلمين الأمريكية أولها الأحاديث غير المسئولة التي يدلي بها بعض قادة اليمين الأمريكي ومسانديهم في وسائل الإعلام الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين. العامل الثاني هو استمرار أحداث العنف الدولية التي تلقي بظلال سلبية على صورة المسلمين في أمريكا. أما العامل الثالث فهو بعض السياسات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في حق مسلمي أمريكا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة مثل استهدافهم بالتفتيش في المطارات والتضييق على مؤسساتهم وعلى حقوقهم المدنية. كما أشار المقال إلى عامل رابع وهو فقدان الإدارة الأمريكية فرصة العمل مع المسلمين المعتدلين والتعاون معهم في تحسين العلاقة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. كما أكد المقال على أن أحداث سبتمبر زادت من إصرار بعض المسلمين الأمريكيين على العمل مع المجتمع الأمريكي والبحث عن الفئات المتسامحة بداخله. الوطن