طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بالرجوع عن قرارها إلغاء تأشيرة دخول البروفيسور المسلم السويسري طارق رمضان إلى الولاياتالمتحدة للتدريس في جامعة نوتردام الأمريكية بداية من خريف العالم الحالي. وقالت كير في بيان أصدرته بهذا الخصوص إن قرار وزارة الأمن الداخلي إلغاء تأشيرة البروفيسور رمضان - وهو مفكر مسلم معروف يوصف دائما بأنه وسطي وإصلاحي - يرسل رسالة خاطئة إلى العالم الإسلامي مفادها أن أمريكا غير راغبة في سماع ما يريد قوله المسلمون. وذكرت كير أن البروفيسور رمضان حصل على تأشيرة دخول أمريكا في شهر فبراير الماضي بعد إجراء تحقيقات أمنية مطولة عن خلفيته، ولكن تم إلغاء تأشيرته في الثامن والعشرين من يوليو بعد أن كانت أمتعة أسرته قد أرسلت بالفعل إلى أمريكا، ولم يقدم المسؤولون أية تفسير للدكتور رمضان فيما يتعلق بأسباب إبطال تأشيرة دخوله للولايات المتحدة. وذكرت جامعة نوتردام في بيان أصدرته تعليقا على الحادثة أن البروفيسور رمضان هو عالم مرموق وصوت من أصوات الوسطية في العالم الإسلامي ... نحن نعلم أنه لا يوجد أية سبب يحتم منع دخوله (لأمريكا). وقالت صحيفة شيكاغو تربيون في مقال نشرته عن القضية في الرابع والعشرين من غشت الحالي أن قرار إبطال تأشيرة دخول البروفيسور رمضان قد يكون متأثرا ببعض الجماعات اليهودية التي شنت حملة ضد الأكاديميين والمفكرين أصحاب الرؤى التي تتعارض مع رؤى الجماعات اليهودية بخصوص الإسلام وصراع الشرق الأوسط. وصرح نهاد عوض المدير العام لكير بأن أفضل أسلوب لتحسين العلاقات المتدهورة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة هو الإنصات للأصوات الدينية والسياسية التي تمثل التيار العام الإسلامي، وليس بفرض رقابة على العلماء الموقرين الذين تخشى بعض الجماعات الساعية للهيمنة على الجدل الفكري بالولاياتالمتحدة من سماع أصواتهم. ووصف عوض تصرف وزارة الأمن الداخلية بأنه يتناقض مع تصريحات أدلت بها مستشارة الأمن القومي الأمريكية كوندليزا ريس في الأسبوع الماضي أكدت فيها على أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة التوسع في جهود مساندة وتشجيع أصوات الاعتدال والتسامح والتعددية في العالم الإسلامي. وقد أرسلت كير خطابا في الرابع والعشرين من غشت الحالي إلى وزير الأمن الداخلي الأمريكي توم ريدج طالبت فيه الوزير الأمريكي بمراجعة قراره وبالسماح للعالم المرموق دوليا (البروفيسور رمضان) بدخول الولاياتالمتحدة للمساعدة في بناء جسور (التفاهم) بين العالم الإسلامي وأمريكا. وجدير بالذكر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) هو أكبر منظمات الحقوق المدنية المسلمة الأمريكية، ولكير 28 مكتبا وفرعا إقليميا بالولاياتالمتحدة وكندا. كير-واشنطن