تألق أطفال جمعية الرسالة للتربية والتخييم، في أداء ملحمة الوفاء والعطاء الفنية التي جسدت وظائف جمعية الرسالة وأدوارها وأهدافها في عرض فني استمر أزيد من ثلاث ساعات لا تقطعه سوى تصفيقات حارة من الحاضرين الذين غصت بهم جنبات دار الثقافة الفقيه المنوني في مدينة مكناس، أول أمس السبت، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السادس لجمعية الرسالة للتربية والتخييم. وابتدأ العرض بسفينة جمعية الرسالة تمخر عباب البحر وسط تلاطم الأمواج الهائجة، ثم يملأ خشبة المسرح حوار فتاتين إحداهما تمثل جمعية الرسالة وأخرى تجسد شخصية وطنية، حيث تسأل هذه الأخيرة أهداف جمعية الرسالة ومجالات اشتغالاها ومشروعها التربوي في المجتمع، ليأتي الجواب من أطفال جمعية الرسالة للتربية والتخييم من خلال وصلات إنشادية ولوحات مسرحية مترابطة فيما بينها بشكل احترافي. وجسدت العروض المقدمة ملحمة المسيرة الخضراء التي نخلد ذكراها الأربعين لاسترجاع الأقاليم الجنوبية من المستعمر الإسباني تحت قيادة الملك الراحل الحسن الثاني، وحب الدين والوطن، وحدث البعثة النبوية ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحنة المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وظواهر مجتمعية تهدد الطفولة المغربية كآفة إدمان المخدرات والاستغلال الجنسي والهجرة السرية. وحرصت العروض الفنية على توصيل أفكار بناءة تشتغل الجمعية على توجيهها للأطفال من خلال صبحياتها التربوية وخرجاتها الترفيهية ومخيماتها الربيعية والصيفية، مثل قيم الرضى والصبر والكفاح بالرغم من التحديات والعوائق الموضوعية المرتبطة بالفقر وعدم تكافؤ الفرص واستشراء الفساد، وتزرع في قلوب الناشئة حب الوطن والتضحية من أجله والبذل في سبيله، وتغرس في نفوسهم قيم التفاؤل بالمستقبل والإيمان بقدوم الخير. وعن هذا الإبداع المتميز، قال خالد الرجالي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومخرج ملحمة الوفاء والعطاء، إن هذا العرض مستوحى من مدرسة رائد المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد صاحب الاتجاه الاحتفالي الذي يمزج بين الأنشودة والشعر والتمثيل والزجل من أجل التعبير عن قضايا ومواضيع متنوعة. وأوضح الرجالي في تصريح ليومية "التجديد" أن القضايا والمواضيع المقدمة في عرض ملحمة الوفاء والعطاء تعبر عن اهتمامات الجمعية ومجالات اشتغالها مثل الأعياد الوطنية كالمسيرة الخضراء وقضية الصحراء المغربية، كما أنها عملت على إبراز جميع الروافد الثقافية والتعبيرات اللسانية التي يزخر بها المغرب من شماله إلى جنوبه وشرقه وغربه، وجسدت التقسيم العمري المعتمد عن جمعية الرسالة وهي البراءة التنشئة الإبداع التكوين والتأهيل. وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السادس لجمعية الرسالة والتربية والتخييم، المنعقد تحت شعار "تربية وحكامة، تمكين واستمرارية"، مداخلات عدد من الضيوف أبرزهم شاكر المودني مسؤول حركة التوحيد والاصلاح بمنطقة مكناس، الذي نوه بمجهودات جمعية الرسالة للتربية والتخييم واعتبر أن حصيلة عملها يؤكد على نجاعة مشروع حركة التوحيد واختياراتها التي كانت في ما مضى مدرسة جامعة تشتغل على مختلف الجبهات ثم انتقلت إلى مجال التخصصات وقامت بتفويتها لا تملصا ولا تقاعسا وإنما إيمانا منها بعصر التخصص بهدف ضمان الجودة من أجل مزيد من العطاء. من جانبه أكد رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، محمد القرطيطي، على أن التخييم مدخل مهم وحيوي في التنشئة الاجتماعية وأنه ما يزال خزان للمبادرة الخلاقة وتأهيل النخب التربوية ووأنه يلعب دورا مركزيا في نشر قيم المواطنة، ودعا الوزارات الوصية بمضاعفة جمهوداتها في دعم الجمعيات الجادة المهتمة برعاية الأطفال وحمايتهم من مخالب الانحرافات المجتمعية، وطالب بتوفير مزيد من الفضاءات وأن ترفع الاستثمار في مجال التخييم. وكانت أشغال المؤتمر الوطني السادس لجمعية الرسالة للتربية والتخييم ابتدأت مساء يوم الجمعة الماضي، وصادق الجمع العام للمؤتمر الوطني السادس لجمعة الرسالة والتخييم على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع، كما تمت المصادقة على نظام المشروع الداخلي والرؤية الإعلامية والفنية بالأغلبية. وتتواصل صباح الأحد 8 نونبر أشغال المؤتمر الوطني السادس، مخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمعية ونوابه والمكتب الوطني للجمعية.