دخلت المخيمات الصيفية ذروتها خلال شهر غشت بعد أن بلغ برنامج العطلة للجميع المرحلة الثالثة التي بدأت في الثاني من غشت الجاري. ورغم الأهمية التي تكتسيها هذه العملية التي يتوقع أن يستفيد منها أكثر من 120 ألف طفل وطفلة من جميع ربوع المملكة وتتوزع على خمس مراحل بمعدل 10 أيام في كل مرحلة، إلا أن العديد من المشاكل تجعل من التخييم والعطلة الصيفية أقل راحة بالنسبة للأطفال خاصة وأن معظمهم ينحدرون من الفئات الفقيرة والمتوسطة. وتبقى مشاكل النقل والفضاءات والتغذية هي السمة التي تتكرر كل سنة بأشكال مختلفة، وفي هذا الصدد انتقد محمد القرطيطي رئيس الجامعة الوطنية للتخييم محدودية فضاءات التخييم والتي لا تتناسب مع الطلب المتزايد من المستفيدين على المخيمات الصيفية، مشيرا إلى أنه رغم استعانة الجمعيات بالمؤسسات التعليمية لتوسيع الفضاءات إلا أن ذلك ليس كافيا لاستيعاب الأعداد المتزايدة للراغبين في المشاركة في برنامج العطلة للجميع 2014. ولفت المتحدث إلى وجود مشاكل على مستوى المؤسسات التعليمية التي تتباين في تفاعلها مع قرار فتح المدارس في وجه الأطفال، إذ إن بعضها تفرض دفع مبلغ 20 درهم عن كل طفل استفاد من التخييم في مدرسة معينة وهو ما اعتبره رئيس الجامعة الوطنية تصرف غير قانوني خاصة وأن المخيمات مشروع وطني وليس خاصا بقطاع بعينه، وبالتالي على جميع القطاعات المعنية الانخراط في إنجاحه وتوفير الظروف المناسبة لضمان عطلة مريحة ومفيدة لأطفال المغرب. من جهتها قالت بعض الجمعيات إنها فوجئت بعد وصولها إلى المدارس التي ستحتضن المخيم بكونها مغلقة في وجوههم بدعوى وجود أشغال وإصلاحات فيها، فيما فوجئت جمعيات أخرى بكون مخيم مير اللفت الذي خصص لتأطير الأطفال مغلق دون توفير بديل آخر وهو ما خلق استياءً في صفوف الجمعيات والأطفال المستفيدين وذويهم. ويقول القرطيطي إن وزارة الشباب والرياضة لا تتوفر سوى على 50 فضاء للتخييم في ربوع التراب الوطني بعضها مغلق ويخضع لإعادة الهيكلة وهو عدد هزيل لا يمكن من تحقيق هدف البرنامج الوطني للتخييم الذي يطمح إلى استفادة حوالي 300 ألف مستفيد على طول السنة. وأشار القرطيطي إلى أن ما ربحته الجمعيات العالمة في مجال التخييم هذا العام هو تدشين مخيم السعيدية في منتصف الشهر الجاري وهو فضاء مجهز تصل حمولته إلى ألف مستفيد. من جهته قال مصطفى الخير رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم في تصريح لجريدة "التجديد" إن الفوضى هي العنوان البارز خلال عملية توزيع فضاءات التخييم على الجمعيات، مشيرا إلى أن بعض الجمعيات استفادت من تدخلات جهات معينة لتمكينها من فضاءات التخييم على حساب حقوق جمعيات أخرى. أما التغذية فقد كانت محط انتقاد فاعلين في المجال، وهو ما عبر عنه رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم، إذ أكد على أن تفويت التغذية للممونين عملية غير ناجحة ولا يتوفر فيها عنصر الجودة والكم، مشيرا إلى أن الجمعيات العاملة في المجال وكذا الجامعة الوطنية للتخييم لم تطلع على دفاتر التحملات التي تحدد التزامات المتعهدين. ويبقى التأمين إحدى نقط الغموض التي تكتنف موسم المخيمات خلال هذا العام، وهو ما أكده رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم مشيرا في هذا الصدد إلى أن شركة التأمين المتعاقد معها غير معروفة لدى الجمعيات ولا يوجد مخاطب يتم التوجه إليه في حال وقوع حوادث في المخيمات رغم أن جميع الأطفال المستفيدين يدفعون مبلغ التأمين وهو ما يدر على الشركة الملايين من الأرباح، من جهتها راسلت الجامعة الوطنية للتخييم الوزارة الوصية قصد تمكينها من العقدة المبرمة مع شركة التأمين وتوزيعها على الجمعيات، لمعرفة طبيعة العرض المقدم وسقف التعويض وأنواعه عند حدوث حوادث، كما نبهت الجامعة الوزارة إلى ضعف التعامل مع شركة التأمين ومحدودية وسائلها. وبخصوص النقل، يعاني الأطفال من ظروف غير مريحة خلال السفر على متن القطارات إذ لا يتم مراعاة مرحلتهم العمرية ويتم تكديسهم في مقصورات هامشية في آخر القطار، وتلقى ظروف السفر انتقادا متواصلا من لدن أطر الجمعيات والأطفال وأسرهم الذين يطالبون مراعاة طبيعة هذه الفئة واحتياجاتها خلال السفر، ويرى رئيس الجامعة الوطنية للتخييم محمد القرطيطي أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يتعامل مع البرنامج الوطني لتخييم الأطفال بشروط صعبة ولا تراعي الفئة المستفيدة وطبيعة العمل التطوعي الذي يقوم به الفاعلون الجمعويون في هذا المجال. هذا وأكد كل من محمد القرطيطي ومصطفى الخير على ضرورة استقلالية قطاع التخييم لتجنب المشاكل التي تحول دون استفادة مريحة لأطفال المغرب، ولإعطاء دفعة جديدة لإقلاع المخيمات الصيفية والفضاءات الموجهة لخدمة الأطفال والشباب.