أصدرت دار النشر طوب بريس وبمساهمة وزارة الثقافة كتابا جديدا بعنوان "الأسرة بين المقاربتين الوضعية والمرجعية" للدكتور محمد ابراهمي، وهو دراسة أكاديمية حول موضوع الأسرة والقيم، بين المقاربتين الوضعية والمرجعية، يتناول بالدراسة والتحليل مؤسسة الأسرة ووظيفتها في إنتاج القيم والتنشئة عليها، انطلاقا من مقاربتين تختلفان من حيث المنطلقات والنتائج. والكتاب حسب المؤلف يأتي في سياق ازداد فيه الاشتغال والانشغال بموضوع القيم في ظل التحدي الحضاري الذي فرضته العلمنة والعولمة على منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية للبلدان العربية والإسلامية، وفي ظل حالة الاغتراب الحضاري، الذي عززه الاستلاب الذاتي بنموذج الغرب ورؤيته للوطن والدولة والأسرة واللسان والعقيدة. وتحاول الدراسة طرح السؤال حول التحولات التي طالت الأسرة ووظيفتها وشبكة علاقاتها الاجتماعية، وحول الوظيفة الحقيقية للأسرة، وطبيعة القيم التي يتطلب منها ترسيخها في علاقاتها الداخلية والخارجية، وإكسابها لأفرادها ولمحيطها الاجتماعي، وحول المنطلقات التي ينبغي الاستناد إليها في هذه المهمة والوظيفة، وحدود مساهمة الأسرة في التنشئة على القيم، والمحافظة عليها من خلال وظيفتها وشبكة علاقاتها المختلفة، وأثر التحولات الاجتماعية والمتغيرات البيئية والتاريخية في وظيفة الأسرة على مستوى التنشئة الاجتماعية، وإنتاج منظومة القيم وتحصينها. وقد جاءت الدراسة في أربعة فصول تطرقت للأسس المنهجية للمدرسة الوظيفية ومدرسة الصراع، والنتائج المترتبة عن إعمال هذه الأسس في دراسة الأسرة على مستوى وظيفتها وشبكة علاقاتها، وكذا انطلاقا من النص القرآني بإعمال المقاربة الاستقرائية للوقوف على طبيعة القيم التي تربي عليها الأسرة وتعمل على إنتاجها في طبيعة وظائفها وشبكة علاقاتها. يذكر أن محمد ابراهمي هو عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، وخريج المدرسة العليا للأساتذة بفاس وحاصل على الدكتوراه في الفقه وأصوله وحدة فقه الأسرة والتحولات المعاصرة تحت عنوان "الأسرة ونظام القيم دراسة تأصيلية" من جامعة محمد الأول بوجدة. كما يعتبر من الباحثين المتخصصين في موضوع الأسرة، فقد صدرت له العديد من المقالات والحوارات المتعلقة بنفس الموضوع.