من الطبيعي أن يختلف شخصان حول عدد من القضايا، ومن العادي أن تكون لهما مواقف وأراء متناقضة حول موضوع واحد، وليس ضروريا أن يكون للزوجان رأي موحد فيما يتعلق بالسير العام لأسرتهما وتربية أبنائهما، لكن هل من الطبيعي والعادي أن يظهر الآباء والأمهات لخلافاتهم أمام أطفالهم؟ خصوصا فيما يتعلق بتربيته، هل للخلافات الزوجية أثر على تربية الأبناء؟، وعلى اكتمال نضجهم النفسي والعقلي؟، موضوع تطرحه «التجديد» للنقاش وتحاول مقاربته من الناحية النفسية والسوسيولوجية والشرعية. حسن التنشئة قال محمد ابراهمي باحث في فقه الأسرة والتحولات المعاصرة ينبغي على الزوجين أن يراعيا حسن التنشئة والتربية السليمة للأبناء، من ذلك التوافق على منهج موحد في التعامل مع الأبناء، والاختيار المشترك لما يناسب عمرهم من ألعاب وبرامج ترفيهية، وما يشاهدونه في القنوات، أو يتعاملون معه من مواقع وصفحات على الإنترنيت وغيره، لأن المسؤولية حسبه مشتركة بين الزوجين، كما أكد ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابراهمي « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤل عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤلة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤل عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته. أخرجه البخاري، وأضاف ابراهمي أن مدونة الأسرة المغربية أثبتت ذلك في تعريفها للزواج، حيث حملت مسؤولية رعاية الأسرة واستمرارها وتنشئة أفرادها للزوجين معا. الخلافات خطيرة من جهته أبرز علي الشعباني أستاذ علم الإجتماع أن الخلافات الزوجية من المواضيع الخطيرة جدا، التي لا تنتبه إليها كثير من الأسر، وخاصة الآباء، الذين يتناقشون ويتنابزون أحيانا أمام الأطفال في البيت، ولا ينتبهون ولا يلتفتون إلى الآثار الخطيرة والسلبية التي يمكن أن تنعكس على الأطفال، مبرزا أنه عندما يتشاجر الآباء، وعندما يختلفون أو عندما يتصرفون تصرفات غير لائقة أمام الأطفال، يكرسون السلوك السيئ أمامهم، وأوضح الشعباني أن الأطفال يقلدون أبائهم في هذه السلوكات أيضا، ويحتفظون بها إلى الكبر ويعيدون إنتاجها مع أولادهم، مشيرا إلى أن العديد من الناس يعتبرون بأن الأطفال لا ينتبهون لهذه الأمور، ولا يبالون بمثل هذه السلوكات التي وصفها بالخطيرة، قائلا «ولكن هذا خطأ كبير جدا، لأن كل الدراسات في التربية، وفي علم الاجتماع، وفي علم النفس، التي تهتم بالسلوكات عند الأطفال، وكذلك بالتصرفات والعلاقات بين الآباء والأبناء تلح وتركز وتثبت هذه المسالة، وتعتبر بأن أي سلوك سواء كان ايجابي أو سلبي، ينعكس على الأطفال ويقلدونه في الكبر»، لذلك يوصي علماء الاجتماع والمربون الآباء حسب الشعباني أن يتصرفوا دائما بحذر، وتكون تصرفاتهم ايجابية، وموزونة أمام الأطفال، «لأن لاشيء يفلت لذكاء الأطفال في هذه الأمور». مادة لينة فيما أكدت خلود السباعي أستاذة علم النفس الاجتماعي أن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي عماد تكوين شخصيته، وبالتالي فهي حسبها فترة مهمة وخطيرة، مفسرة أن الطفل خلالها يكون مادة لينة في يد الآباء، موضحة أن الطفل يكون متعطشا للمعرفة، ومتعطشا للتعلم، مبرزة أنه في هذه المرحلة تترسخ التربية أكثر، قائلة «والطفل في هذه المرحلة يعتبر الآباء بمثابة نموذج، ومثال مطلق وبالتالي فهو يحاول ما أمكن التعلم منهم»، وما يميز الطفل تقول السباعي في المرحلة ذاتها أنه يكون طيع، بمعنى أنه يسمع ما يقال له وينفذه، ويحاول تقليد الآباء، لأنه حسبها لا يشك فيهم، لأنه ليس لديه معلومات أخرى حتى يقارن أو يشك في سلوك الآباء، بالتالي تشدد السباعي أن على الآباء أن يكونوا على اتفاق أو على توافق بينهما، فيما يخص المعلومات التي يقدمانها للطفل. الحب نفاقا وتعليقا على الآباء الذين يختلفون أمام الطفل في قيامه بعمل معين، حيث يأمره الأول بالقيام به وينهاه الأخر، وكل منهما يقدم أدلته وحججه ويصر كل منهما على تنفيذ أمره من طرف الطفل، قال الشعباني كثيرا ما تقع مثل هذه الأمور داخل الأسر المغربية، موضحا أنه لذلك كل الباحثين والدارسين يوصون بأن يكون هناك نوع من الانسجام، والتوافق بين الآباء، عندما يتصرفون مع أبنائهم، وحذر المتحدث من التناقض في هذه المسألة، كما يقال بالدارجة «واحد كيشد واحد كيرخف، يضيف المتحدث، داعيا إلى التوافق بين الزوجين في الآراء والتوجيهات، مبرزا أنها إن كانت متناقضة فذلك سيكون خطيرا جدا على الأطفال، وبالتالي سينعكس حتى على رؤيتهم لآبائهم، مفيدا أن الذي يتساهل معهم يميلون إليه ويحبونه أكثر نفاقا، وليس حبا حقيقيا، وخلص الشعباني أنه لا بد من التوافق ولابد من الانسجام ومن التأييد، ولو على مضض لبعض الآراء والتوجيهات، حتى وان بدت لأحد الآباء أنها غير صائبة، والذي يرى منهما أن توجيه الأخر للابن غير صائب لا يمكن أن يظهر عدم الموافقة أمام الأطفال، وعندما يختليان مع بعضهما، ينبه أحدهما صاحي التوجيه الخاطئ، لكي يظهرا أم الطفل دائما منسجمين ومتفقين، ومن الخطورة أن انحياز الطفل للمتساهل معه يؤكد الشعباني. أسس الإختيار وحذر ابراهمي من التدابر والاختلاف أمام الأبناء، أو استعمال الأبناء في الخلافات التي قد تقع بين الزوجين، أو توظيفهم في حسمها لصالح أحدهما، موضحا أن الاختلاف بين الآباء أمام الطفل في شان أمر يخصه ويهمه ( برامج / ألعاب / ..) خاصة إن كانت من قبيل ما يحتمل الاختلاف في المتفق عليه من الثوابت القيمية، التي لا تتعارض مع المنطلقات المرجعية التي تشكل الهوية، الاختلاف خاصة إن وصل حد الصراع والخصومة، يذكي عند الطفل الشعور بانعدام الثوابت والمعايير التي من شأنها تحديد المقبول من غيره، لأنه يكتسبها حسبه من أسرته ابتداء، وأفاد المتحدث أنه عندما تتضارب المواقف والثوابت عند الأسرة يصبح كل شيء عند الطفل مقبول وغير مقبول، مما يعطيه يقول ابراهمي الفرصة للاختيار، مع افتقاده لأسس هذا الاختيار، بل ويحرمه من المعايير التي تحدد له الصواب من غيره، لأنها حسبه انعدمت في أسرته منشأ ومنبع الثوابت والقيم. بناء الطفل هذا مع افتراض الاختلاف في المتفق عليه، يفيد ابراهمي، قائلا «أي في دائرة الهوية، وفي مجالات لا تتعارض مع المنطلقات المرجعية، فإن انعكاسات ذلك على الطفل تتعلق بمنهج التعامل مع الوضعيات وآليات الاختيار»، أما إذا انضاف لذلك الاختلاف يوضح ابراهمي في دائرة المرجعية والثوابت، فمن شان هذا الاختلاف أن يفسد بناء الطفل ويحرمه من فرص التنشئة السليمة وفق المنطلقات المرجعية، ومن البناء السليم للشخصية والاستقرار النفسي والاجتماعي، ومن الاندماج في المحيط بما يخدم الوطن والمجتمع والأمة، وهو ما يتعارض يؤكد المتحدث مع المقاصد الكبرى لمؤسسة الأسرة في فلسفة التشريع في الإسلام، ويحرمها من الأدوار الحضارية التي لن تقوم بها مؤسسات المجتمع كلها، مضيفا أن ذلك تؤكده ما تعاني منه المجتمعات في ظل الاستمرار المتزايد في فقدان الأسرة لأدوارها ووظائفها ورسالتها في المجتمع. خلخلة البنية وأوضحت السباعي أن الآباء هما نموذج بالنسبة للطفل، قائلة «وإذا كان هذا النموذج فيه تعارض، الأم مثلا تقول شيء والأب يقول شيء يخالفه، أو أن الأم تقول شيء وتتناقض في تصرفاتها، هذه المرجعية وهذا المثال يخلخل البنية السيكولوجية العامة بالنسبة للطفل»، مؤكدة أن الطفل في أمس الحاجة لأن يتعلم، ويعتبر الآباء حسبها مصدر المعرفة، وعندما تتناقض سلوكات الآباء تقول السباعي ومواقفهم، ويختلفون ويتصارعون فيما بينهم يتيه الطفل، يعني أن البنية الأولى تفسر السباعي بدل من أن تبنى على أساس واضح وبين بالنسبة للطفل، يمكن أن يعتمده كمرجعية فيما بعد، نجد غياب هذه المرجعية، لهذا نجد بعض سلوكات الأطفال في هذه المرحلة تتميز بالشغب الكثير، والعنف الكثير، والحركية الزائدة، وهذا كله نتاج لعدم وجود مرجعية قارة، لأن الطفل لا يجد أساس يعود إليه لكي يحكم أو يميز أو يختار سلوكاته وتصرفاته، في الوقت الذي هو في حاجة ماسة إلى وجود هذه المرجعية، هذا التناقض الذي يعيشه الطفل هو نتاج لتناقض تصرفات الآباء، الذي ينعكس على سلوكاته، ويجعله طفل غير مرتاح، ولا يعيش في انسجام وفي راحة سيكولوجية، الطفل إذن هو ضحية للآباء، لذا فالآباء يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه أطفالهم، ومن الضروري أن تكون مواقفهم موحدة، تضيف السباعي. تخريب الوظيفة وفي مقاربة شرعية للموضوع، أبرز الداعية عبد الرحمان البوكيلي أن للزواج مقصدين عظيمين، كبيرين أصيلين، وغيرهما هو تابع لذلك، المقصد الأول تحقيق العفة وخدمة الفضيلة، وتحقيق السكن والاستقرار للزوجين، وفي ذلك يوضح المتحدث استجابة فطرية لما جعله الله تبارك وتعالى في هذا الإنسان من العواطف والميولات والغرائز، المقصد الثاني النسل الطيب واستمرار البشرية، وتأسيس أسرة مستقرة تحتضن البنات والبنين وتحتضن الإنسان الجديد، لأن الأسرة حسبه هي المحضن الحقيقي لصناعة الإنسان، ومن تم كان كل ما يخدم النسل ويحافظ على استمرار الإنسان ويحافظ على استقامته وعلى تربيته التربية الحسنة، وتنشئته التنشئة الطيبة المباركة، يقول البوكيلي من أعظم ما ينبغي أن يحرص عليه الزوجان المسلمان الرشيدان المستوعبان لوظيفتهما، مفيدا أن من أهم ما يخل بهذا المعنى هو الاختلاف والجدال والمراء بين الآباء الذي يصل في بعض الأحيان إلى المشاكسة والتحدي، وهذه بكل تأكيد تخرب هذه الوظيفة، وتضعفها وتدخل على الأسرة المشاكل والقلاقل، وتدخل على هذه الوظيفة التعطيل وربما التغيير والتبديل، يضيف البوكيلي. إضعاف النزاع لذلك، يشدد البوكيلي أن على الزوجان الحرص على التفاهم والتقارب والتعاطف بينهما، وأن يحرصا كذلك على الانسجام بينهما في التوجهات والأفكار والآراء المرتبطة أساسا بتربية الأبناء، موضحا أن الإسلام كان حريصا على تحقيق الكفاءة الإيمانية، والكفاءة الرسالية، مفسرا أن يكون هم الزوجين واحدا، واضحا بينا، وأن تكون الوسائل لتحقيق ذلك خصوصا في خطوطها العريضة واضحة، لأن هذه الوسائل يؤكد البوكيلي عندما تكون واضحة وبينة، ستقلل من شأن الخلاف، وستضعف من شأن النزاع الذي يمكن أن يحدث بين الزوجين، مضيفا أننا كثيرا ما نشهد الخلاف والاضطراب وربما النزاع الشقاق بين الزوجين في زاوية توجيه الأبناء، حينما تكون الرؤية مختلفة بينهما، فهو مثلا يريد أن يكون أبنائه ربانيين يغلبون في البدء التربية وحفظ القرآن وهي لا تريد ذلك، هي تريد مثلا أن يكونوا على تربية حداتية، همها الأكبر التحرر بغض النظر عن التوجيهات الخلقية، أو العكس قد تكون هي محبة للجانب الخلقي، وهو على خلاف ذلك، وهذا خلاف بكل تأكيد يهدم الأسرة. البعد عن الطفل ولم تنف السباعي أن تكون للآباء مواقف مختلفة حول بعض القضايا، إلا أنها ترى أن هذا الاختلاف بين الآباء يجب أن يكون خارجا أو بعيدا عن مدارك الطفل، داعية الآباء والأمهات عندما يكونوا أمام الطفل خاصة فيما يتعلق بتعليم الطفل، ومحاولة إكسابه معلومات معينة، أو محاولة تعليمه سلوكات معينة، أو قيم معينة، أن يكونوا على اتفاق تام، وبعيدا عن الطفل من حقهما أن يختلفا، تقول المتحدثة، مبرزة أن على الآباء الاتفاق على نموذج معين يقدمانه للطفل، لكي يحافظ الطفل حسبها على الصور الايجابية للآباء على أنهما كائنين منسجمين من جهة، ومن جهة أخرى يتعلم أن هناك قيم ثابتة تمثل مرجعية يمكننا أن نعتمد عليها، مضيفة لأن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الثبات، ويحتاج إلى عناصر قارة يعود إليها لأنه في طور التعلم. انعدام المرجعيات وعندما تأتي المرحلة الثانية التي هي مرحلة المراهقة، تقول السباعي، بعد أن يأخذ الطفل المعلومات الكافية ويتعلم من المنزل والمدرسة ...، في هذه المرحلة تتم مسألة إعادة النظر، وطرح السؤال لكي يعيد بناء هويته من جديد، لافتة الانتباه إلى أن هذه المرحلة يمكن للآباء أن يختلفوا، قائلة «ولا مشكل في ذلك، على أساس أن يكون هذا الاختلاف معزز بآراء وبأفكار وبحجج، لكي يتعلم الطفل كيف يختار وكيف يتحاور»، أما في المرحلة المبكرة وفي السنوات المبكرة من عمر الطفل تؤكد السباعي أن الطفل يحتاج لمرجعيات قارة، مفسرة أن بعض المشاكل التي يعيشها أطفالنا اليوم، سببها هو انعدام وجود هذه المرجعيات القارة، لا في المنزل، بين الآباء ولا بين الأسرة ووسائل الإعلام، ولا ما بين الأسرة والمدرسة، وهنا يتضح لنا الأهمية الكبرى لوجود مرجعيات ثابتة خاصة على مستوى القيم، مضيفة فهؤلاء الأطفال يتيهون، الآن نحن نشتكي من العنف المدرسي، نشتكي من السلوكات المشينة للأطفال أو للمراهقين، فنحن نتحمل المسؤولية بشكل كبير في كل هذا. العشرة بالمعروف وأكد البوكيلي أنه إذا توحدت الوجهة وتوحدت الرسالة وعرف كل واحد من الآباء سبيله ممكن أن يضعف هذا، بعد ذلك المطلوب من الزوجين حسبه أن يكونوا حكماء العشرة بالمعروف، وهي التي أمر الله فيها بقوله «وعاشروهن بالمعروف»، قائلا «تقتضي فعلا أن يكون الزوج حكيما في توجيهاته، وحكيما في مناقشته لزوجته، ومن هذه الحكمة أن لا يثير الخلاف أمام الأبناء، خصوصا الخلاف الحاد، الذي يحدث فيه الجدال والمراء، وما إلى ذلك، كذلك من جهتها هي فالمرأة المسلمة امرأة طيعة ليست امرأة مشاكسة ليست امرأة توقف العجلة، وتزعج الأسرة وإنما تقدم ملاحظاتها بحكمة ورشد، في غياب الأبناء»، هذا بصفة عامة يقول المتحدث، لافتا الانتباه إلى أنه في بعض الأحيان لا بأس إذا تناقشا أمام الأبناء النقاش الطيب، والحوار الهادئ في بعض الوسائل والأمور الهامشية والفرعية والتقنية، مفيدا أن هذا النقاش رغم ما قد يبدوا فيه من خلاف من خلاله، يمكن أن للآباء أن يقدموا لأبنائهم نموذجا للوالدين المتحاورين، المتفاهمين الذين يتقنون أسلوب تبادل الحديث، والذين يستطيعا أن يصلا إلى نتيجة بسلاسة وبسهولة، وهذا كذلك نموذج تربوي يحتاج إلى أن يكون حاضرا، يضيف البوكيلي. القول والممارسة وخلص رئيس منظمة التجديد الطلابي إلى ثبوت أهمية الزوجين في التربية، والحرص على التوافق بينهما، والاختيار الأنسب لازم، لسلامة التربية والتكوين للأجيال التي ترى النور، وتتلقى قيمها وتمثلاتها الأولى وتصوراتها الابتدائية عن الكون، والمجتمع والحياة بين أحضان الزوجين، ومن خلال علاقتها وسلوكهما، أي من خلال ممارستهما قبل قولهما وتوجيهاتهما ونصائحهما، يضيف ابراهمي. التعامل العقلاني ونصح الشعباني الآباء والأمهات بالتعامل العقلاني والموزون أمام الأطفال ويتجنبوا كل سلوك وكل تصرف وكل كلمة، سيئة أمامهم، لأنهم ينتبهون لكل الأشياء، مبرزا أن أي تصرف خاطئ وأي كلام نابي أمام الأطفال، ينعكس سلبا عليهم، قائلا «لذلك نوصي الآباء ليتجنبوا مثل هذه الأمور، ويتعاملوا مع الأطفال تعامل ايجابي، ويتجنبوا الشجار والخصومات أمامهم، لأن ذلك يولد في أنفسهم الكثير من العقد وكثير من المشاكل التي سيعانون معها، في دراستهم أو اندماجهم في المجتمع، أو في علاقتهم مع الآخرين وبالتالي، ينفذون مثل هذه التصرفات السيئة في الكبر، لذلك لابد أن يتجنبوا مثل هذه الأمور أمام الأطفال». عاطفة وعقل وسلوك فيما نصحت السباعي الآباء والأمهات بتقديم مواقف موحدة فيما بينهما، مشددة على ضرورة تقديم مواقف موحدة، قائلة «خصوصا وأننا لا نعطي القيم للطفل فقط، ولكن بالإضافة إلى القيم، نعطيه الفكرة على الأسرة، ونحدد له هذه الأسرة، ويجب أن نمنحه صورة على أن هذه الأسرة منسجمة، أسرة متحابة أسرة لا تختلف في المسائل الكبرى»، موضحة أن الطفل لن يفهم الاختلاف في مرحلته الأولى ، ولن يقدر حسبها قيمة الاختلاف، مؤكدة أنه هو يريد أن يعيش في أسرة متحابة، منسجمة، مضيفة لكي نضرب عصفورين بحجر واحد، يجب على الآباء أولا إعطاء الطفل قيم ثابتة، وواضحة، ثانيا إعطائه فكرة على أننا أسرة منسجمة ومتحابة، على المستوى العاطفي والمعرفي، وهنا نساعد على أن يكون سلوكه أيضا سلوك منسجم، لان الإنسان هو عاطفة وعقل وسلوك، إذن على مستوى القيم نعطيه قيم منسجمة على المستوى المعرفي، وعلى المستوى العاطفي نبين له أننا نحن نعيش في أسرة منسجمة أيضا، يعني أننا ذكر وأنثى صغير وكبير اختلافاتنا لا تؤثر في انسجامنا، «وهنا نساعده على أن يتبنى الطفل سلوكات متوافقة ومتزنة».