أكد عبد السلام بلاجي، رئيس الجمعية المغربية للإقتصاد الإسلامي ، وعضو لجنة المالية بمجلس النواب ، أن مشروع قاون المالية الحالي مكن منتجات التمويلات التشاركية من الحياد الضريبي على غرار باقي المنتجات. وأوضح بلاجي في تصريح ل"جديد بريس"، أن هذا الإجراء يعتبر مهما في مسلسل اعتماد المنتجات التمويلية التشاركية بالمغرب ، موضحا دوره في التنافسية وفي تحديد الكلفة. وأضاف بلاجي أن كلفة المنتجات ترتبط بشكل وثيق بالمنافسة ، معتبرا أن 17 بنكا التي قدمت طلباتها للحصول على ترخيص ستسهم في هذا الاتجاه. وقال بلاجي أثناء مداخلته بمنتدى المالية التشاركية بالمغرب، أن المالية التشاركية تشمل ستة أقسام (مؤسسة الزكاة ومؤسسة الحج ومؤسسة الوقف وصكوك الاستثمار ، والتأمين التكافلي ، ثم الأبناك)، موضحا أن المغرب يتوفر اليوم على اربعة من هذه الاقسام هي الوقف وصكوك الاستثمار والتأمين التكافلي الذي هو في طور الإنجاز ، وقانون ينظم الأبناك التشاركية. وأوضح بلاجي أن التجربة التي راكمها المغرب في التأمين وفي الأبناك سَتُفيد تجربة الأبناك التشاركية ، مشيرا إلى أن المغرب رغم كونه دولة متوسطة السكان فهو يحتل الرتبة الثانية بخصوص التامين على صعيد إفريقيا، وله بنية تأمينية قوية جدا، وبالنسبة للوقف اعتبر المتدخل ان التجربة المغربية تجربة رائدة ، إذ للمغرب مدونة تعتبر رائدة على مستوى العالم الاسلامي . وأضاف بلاجي أن للبنوك المغربية تجربة كبيرة جدا في تمويل الاستثمار وتمويل الاقتصاد ليس في المغرب فقط ، بل في 25 دولة إفريقية وهذا كله يعتبر رصيدا بحيث ان المغرب في افاق البنوك التشاركية له امكانية التوسع عبر افريقيا مدعوما بمؤهل المذهب المالكي المشترك مع الدول الافريقية ، وكذا التوسع عبر دول جنوب اوربا باعتبار مؤهل الجالية المغربية . وأكد بلاجي أن هذه المؤهلات وغيرها تجعل المغرب يحتل مرتبة جيدة مستقبلا خصوصا أن مسؤولي بعض الابناك المغربية صرحوا انه يمكن ان تصل نسبة المعاملات التشاركية الى حدود 20 بالمائة في 2020. كما ان مؤسسات خبرة تتوقع انها ستصل في 2018 إلى رقم معاملات مرتفع جدا ، وهناك توقعات في الاساط المالية حول 37 بالمائة من عملاء الابناك التقليدية سوف يحولون حساباتهم للابناك التشاركية. وتوقع كذلك بأن الابناك التشاركية سيكون لها انعكاس على رفع نسبة الابنكة ، مشيرا إلى أنها تصل 64 بالمائة ، وان مندوب بنك المغرب أعلن أنها ستصل الى 75 بالمائة ، قائلا "بالتاكيد توقع مساهمة دخول اللابناك التشاركية يدخل ضمن هذا الارتفاع ". وعاد بلاجي بالحضور إلى تجربة التمويلات التشاركية وكيف بدأت بالمغرب ، وكيف استفادت من التجارب السابقة، وتحدث عن والافاق التي تنتظرها مستقبلا ، مؤكدا ان التجربة المغربية هي تجربة مغربية 100 بالمائة مع الاستفادة من التجارب الموجودة . ولاحظ بلجي أن المغرب اختار المقاربة المندمجة ،ففي سياق البنك اعتمد قانون مؤطرا لكافة مؤسسات الائتمان ، وفي سياق التأمين ضمنه في مدونة التأمينات ، وكذا الصكوك ضمن قانون التسنيد ، معتبرا أن هذا من شانه أن يساعد مستقبلا على تجاوز الازدواج التشريعي الذي تعاني منه بعض البلدان . واعتبر بلجي أن منذ البدئ بأجراءات تقنين الابناك التشاركية لم يضع ولو يوم واحد ، وكل الوقت الذي يمر يتم فيه التكووين والتاهيل عبر دورات مكثفة لصالح أعضاء هيئة الرقابة وإعداد الدوريات ، والموارد البشرية.