قال عبد الفتاح الحجمري رئيس مكتب تنسيق التعريب بالمغرب، إن المسؤول عن الوضع الحالي للتعريب في الوطن العربي، هو الخيار السياسي الذي قال إنه ظل متحكما في الهندسة اللغوية. وأضاف الحجمري خلال افتتاح ندوة علمية حول المعجم العربي الموحد، أن هذا الخيار هو الذي أنتج المفارقة القائمة بين وضع اللغة العربية المتقدم في الدساتير العربية وبين وضعها المتأخر في الاقتصاد والإدارة والسياسة. ولم يخف المسؤول عن مكتب التعريب، في افتتاح الندوة التي احتضنتها المكتبة الوطنية بالرباط أمس الاثنين، الصعوبات التي تعترض مهمة التنسيق هذه، حيث أكد أنه حين اقتنعت الدول العربية بأهمية إحداث مكتب التعريب فإن التنسيق لم يكن عملية ميسرة، مؤكدا أنه لا يزال اليوم أيضا عملية تحفها الكثير من الصعوبات المنهجية والاجرائية. وقال الحجمري إنه من أجل توحيد المصطلح الحضاري في الوطن العربي أنجز لحد الآن خمسين معجما موحدا صدر منها أربعون معجما، إلا أن توصيات الندوات والمجاميع تبقى حبيسة في سجلات التقارير، مشددا على العلاقة الجدلية بين اللغة والسلطة السياسية. وقال مدير مكتب تنسيق التعريب، إنه لابد من الاعتراف اليوم أن المناهج البيداغوجية في المدرسة والجامعة لا تسمح بتطور كبير على مستوى استخدام اللغة العربية في بعض التخصصات العلمية والتقنية.