تتواصل المواجهات في مدينة القدسالمحتلة لليوم الثامن على التوالي، حيث شهدت بلدات وقرى القدس خلال الأسبوع المنصرم مواجهات عنيفة واشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة نحو 200 مقدسي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز، معطيات "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني". ورصدت "قدس برس" نقاط المواجهة مع الاحتلال ليوم الأحد 11 أكتوبر 2015، حيث شملت عدة مناطق أعنفها في حي الطور ومخيم شعفاط وبلدة عناتا والبلدة القديمة وبلدة جبل المكبر، إلى جانب عدد من أحياء بلدة سلوان وسط المدينة. ففي حي الطور، شهدت المنطقة مواجهات عنيفة، بعد إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الاحتلال عقب رشق قوة عسكرية اقتحمت شارع "سلمان الفارسي" بالزجاجات الحارقة، كما أطلق الشبّان الألعاب النارية تجاه جنود الاحتلال في أماكن تواجدهم، ما أدى إلى انسحابهم. وانسحبت قوات الاحتلال من المنطقة بعد أن أغرقت شارع "سلمان الفارسي" ومحيط مستشفى "المقاصد الخيرية" بقنابل الغاز والصوت، كما حطّمت عدداً من المركبات المركونة على الشارع الرئيسي. وفي مخيم شعفاط، اندلعت مواجهات بين الحين والآخر مع قوات الاحتلال المتواجدة على الحاجز، مستعينة بطائرة استطلاع، كانت تضيء بعض المناطق في المخيم للكشف عن أي حركة أو وجود لشبّان الذي كانوا يُلقون الزجاجات الحارقة والحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين. وفي حادثة غير مسبوقة منذ اندلاع المواجهات بداية الشهر الجاري، أطلق مستوطنو "بيسجات زئيف" اليهودية، الرصاص الحي النار باتجاه مخيم شعفاط، بحسب شهود عيان. أما عن الإعلام العبري، فقد تحدّث عن إطلاق الشبّان الفلسطينيين ل 40 زجاجة حارقة باتجاه جنود الاحتلال المتمركزين على مداخل مخيم شعفاط. وفي البلدة القديمة في المدينة، اندلعت مواجهات مع الاحتلال في حارة "السعدية" وحي "باب حطة"، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت دون تسجيل إصابات. وفي بلدة عناتا، شهدت منطقة ضاحية السلام مواجهات مع الاحتلال، حيث أغرقت المنطقة بقنابل الغاز المسيل للدموع كما أطلقت الأعيرة المطاطية باتجاه الشبّان الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق. وشهدت بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس مواجهات محدودة بالقرب من مستوطنة "نوف تسيون" المقامة على أراضيها، دون تسجيل إصابات. وشهدت بلدة سلوان وسط المدينة، تواجدا لجنود المُشاة في "حي الثوري" كما أجبرت أصحاب المحال التجارية في حي رأس العامود على إغلاقها، وأطلقت قنابل الصوت في حي "عين اللوزة"، دون تسجيل إصابات. وعلى صعيد الاعتقالات، فقد طالت كلا من؛ بكر عويس (17 عاما) من سلوان، والطفل أحمد حداد (11 عاما) من مخيم شفعاط، والفتى صامد رائد مطير (15 عاما) من بلدة كفرعقب شمال القدس. ولم تتوقف طائرة الاستطلاع عن التحليق في سماء مدينة القدس، وتحوم حول البلدات والقرى حتى ساعات ما بعد منتصف الليل. وفي حصيلة نهائية ل"جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، فقد تعاملت طواقمها الطبية مع 200 إصابة على مدار يوم الأحد في مدينة القدسالمحتلة، بينهم 58 شابا أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاطي، و142 إصابة بالغاز، في كل من عناتا ومخيم شعفاط وبلدة أبو ديس شرق القدس بعد اندلاع مواجهات عنيفة في محيط حرم جامعة أبو ديس ظهرا.