أفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الاثنين 28 شتنبر 2015 في بلاغ رسمي بأن عدد الحجاج المغاربة الشهداء إثر الحادث المأساوي بمشعر منى بلغ لحد الآن 5 وفيات، فيما بلغ عدد الجرحى الذين يتلقون العلاج بمختلف مستشفيات المملكة العربية السعودية 8 ( 5 حاجا و3 حاجة). كما تم تسجيل 34 مفقودا لحد الآن منهم 15 حاجة و 19 حاجا. وتعيش عدد من الأسر المغربية حالة من الترقب والخوف على ذويهم بعدما انقطعت اخبارهم منذ يوم الحادث ولم يتأكدوا من مصيرهم لحد اليوم. ولتسريع عملية التعرف على هويات المتوفين والموجودين في غرف الإنعاش في مستشفيات السعودية، قامت السلطات بالمملكة بأخذ بصمات المتوفين في حادث التدافع بمنى لمطابقتها مع البصمات التي امدتها بها الدول التي سجلت مفقودين في صفوف حجاجها، ومن بينها المغرب وحسب ما نقلت وسائل إعلام سعودية عن ديبلوماسي مغربي فإن المغرب قدم بصمات أصابع حجاجها إلى السلطات السعودية وسيستغرق التعرف على هوية القتلى والجرحى " يومين آخرين أو ثلاثة على الأقل". بالمقابل، لا يزال الغموض يلف هويات وجنسيات ضحايا حادث التدافع، ورغم إعلان عدد من الدول الإسلامية عن عدد حجاجها المتوفين والمصابين في هذا الحادث إلى أن عددا من الضحايا لا زالوا مجهولي الهوية كما أن ارتفاع عدد المفقودين يعقد من العملية. ومن جهة أخرى كشفت البرلمانية سعادة بوسيف ليومية "التجديد" تفاصيل فاجعة تدافع الحجاج في منى كما عاينتها يوم الخميس الماضي، وهي الحادثة التي أودت بحياة 769 شخصا وإصابة 934 بجروح متفاوتة الخطورة. البرلمانية التي كانت في قلب الحدث يوم رمي الجمرات بمنى روت ل"التجديد" تفاصيل الحادثة كما عاشتها، وقالت بوسيف إنها كانت في طريق العودة من رمي الجمرات بعدما أدت هذا النسك مباشرة بعد العودة من مزدلفة وأداء صلاة الفجر تفاديا للزحام، وقد مرت الأمور بانسيابية، إلا أنه خلال عودتها مع عدد من الحجاج عبر الطريق 204 وهي طريق مزدوجة يسير عبر إحداها أفواج الحجاج في طريقهم لرمي الجمرات وأخرى تؤدي إلى المخيم بعد عملية الرجم، فجأة بدأت تلوح مظاهر الازدحام وصعوبة في التقدم مع غياب أي تدخل لتسهيل مرور أفواج الحجيج، تضيف سعادة بوسيف " في وقت وجيز توقفت الحركة وكل من استطاع أن يقفز فوق الخيام قفز وبدأ الناس يسقطون أرضا وهرع آخرون إلى نقط المياه وفقد العجزة وكبار السن وذوي الوزن الزائد القدرة على التنفس، اختلط الحابل بالنابل وأصبح الأحياء يمتطون الأجساد سواء الأموات منهم أو الأحياء، وفي لحظة كان يطلب الحجاج من آخرين أن يتراجعوا حتى نتجنب الاختناق فلم يستجب أحد، الكل يحرص على الوصول إما إلى مخيمه أو إلى مكان رمي الجمرات". وعن الطريقة التي تمكنت بها بوسيف من النجاة من هذه الحادثة قالت "فتحت بعض منافذ الإغاثة المتواجدة بين المخيمات، دخلت إلى إحدى الخيام ثم خرجت إلى طريق موازي". واستغربت البرلمانية أنه لما حضر رجال الشرطة كانوا عزل من أي آليات إسعاف" وأضافت أن "الحجاج هم من سارعوا إلى ستر جثث الشهداء بالإحرام وقد بدت آثار الاختناق عليهم وأصبحت زرقاء، وقد حاول بعض المغاربة الذين كانوا موجودين في المخيم إسعاف بعض الحالات وقام مجموعة من المتطوعين بفتح خزانات المكيفات لرش الضحايا بالماء". من جانبه، أوضح مدير إدارة تقنية المعلومات في المديرية العامة للجوازات السعودية، إن إدارته انتهت تماماً من أخذ بصمات المتوفين في حادثة التدافع بمنى، وتقوم حالياً بجولات ميدانية على عدد من المستشفيات في محافظة جدة، للتحقق من هوية المصابين في الحادثة، وذلك لأخذ البصمات الخاصة بمجهولي الهوية من الضحايا.