دعا رئيس حركة "النهضة" في تونس الشيخ راشد الغنوشي، الفرقاء في الدول العربية والإسلامية إلى "نبذ خطاب العداوة والبغضاء والتواضع على نهج المصالحة والإخاء"، مؤكدا أهلية بلاده لاحتضان مؤتمر مصالحة عربي بين كافة المتخاصمين. وقال الغنوشي في تصريحات ل "قدس برس"، "ليس هناك من سبيل لحل المشكلات بين الناس إما بالسلم أو بالحرب، وبين المسلمين الحرب ممنوعة، فإذا تقابل المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، ولذلك ليس أمامنا إلا طريق المصالحة، ربنا أمر بذلك بقوله (والصلح خير)، ومن أعضم القربات إلى الله الصلح بين المسلمين". وأضاف "ما نراه اليوم في العالم الإسلامي هو استفحال للعداوات والبغضاء وهدر للطاقات، وليس هنالك من أمة يُهدر من طاقاتها مثلما يحدث في الأمة العربية والإسلامية، وذلك بسبب ضعف دعوات الصلح واستفحال دعوات التحارب والعداوة التي تعدّ من الكبائر، والدعوة إلى الصلح هي المنهاج الثابت الذي ينبغي أن يجتمع عليه الناس، ومهما اشتدت دعوات العداوات والبغضاء كانت الدعوة للمصالحة أوجب، ولذلك لا ينبغي أن نيأس من جبر الخواطر والتقريب بين الفرقاء". ورأى رئيس حركة "النهضة" أن بلاده قدّمت مآثر عظمى في التوافق بين المتخاصمين، بما يجعلها مؤهلة لأن تكون ساحة لقاء وحوار بين المختلفين إذا توفرت النوايا الصادقة والعزائم، على حد تعبيره. وحول الاستعدادات الجارية في تونس لعقد مؤتمر وطني حول الإرهاب والخوف من استهداف تجربة التوافق في تونس، قال الغنوشي "نحن نأمل خيرا في كل الأحوال، نعلم أن هناك قوى داخلية وخارجية متطرفة واستئصالية تريد أن تستئصل المخالف باسم الحداثة، وهناك متطرفون يريدون استئصال المخالفين باسم الاسلام عن طريق القوة، ولذلك فالسلم الأهلي مهدد بضروب الاستئصال ذات الشمال وذات اليمين، ونحن نعتقد أن التيار الوسطي العاقل هو الذي يجب أن يسود سواء كان بين الجماعات العلمانية أو الإسلامية أن تجتمع تحت شمل البلاد والوحدة الوطنية"، على حد تعبيره.