دعا عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الثلاثاء 15 شتنبر 2015، إلى مضاعفة الجهود من أجل وقف نزيف التدهور وتأهيل المدرسة المغربية ، مؤكدا أن إصلاح منظومة التعليم " أصبح اليوم أكثر حتمية وإلحاحا لتفادي وضع كارثي على الصعيدين الاجتماعي والسياسي". وقال عزيمان، الذي حل ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء لمناقشة موضوع ، "أية استراتيجية من أجل مدرسة الجودة والتفوق البيداغوجي"، إن استمرار منظومة التعليم في وضعها الحالي، سيؤدي إلى تفاقم ظاهرة الهدر والانقطاع الدراسي والأمية والجهل، ومن تم تفاقم جميع المشاكل السياسية والاجتماعية الخطيرة التي تنجم عن ذلك مع ما ينتج عنها من تراجعات حتمية عن المكتسبات الوطنية. وأبرز أن عدم الإسراع في الإصلاح سيؤدي فضلا عن ذلك إلى تدهور جودة التكوينات، مع ما سينتج عن ذلك من انعكاسات على الاقتصاد الوطني وعلى أداء الإدارة وكذا على التنمية السوسيو اقتصادية والثقافية، وإلى تعاظم التهديدات التي تفضي إليها مثل هذه الاختلالات كالبطالة والفقر والتهميش وانعكاس هذه الآفات على التماسك والاستقرار الاجتماعيين. وتفاديا لهذا السيناريو، شدد السيد عزيمان على ضرورة مضاعفة العمل وبذل أقصى الجهود من اجل وقف نزيف التدهور والتصدي للإحباط ورفع هذا التحدي الكبير الهادف إلى تأهيل المدرسة المغربية ، موضحا أن الإصلاح يبقى مفتاح الانفتاح والارتقاء الاجتماعي وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الفقر والجهل ونزوعات التطرف والانغلاق. وتابع أن هناك اليوم حظوظا كبيرة ومحفزة للنجاح في هذا الطريق، تتمثل بالأساس في الإرادة الحازمة للملك محمد السادس في جعل إصلاح المنظومة التربوية أولوية وطنية ومحط انشغال عميق ، وإجماع الأمة المغربية على ضرورة وإلحاحية الإصلاح السريع، والتعاون الجيد والمثمر الذي يميز علاقة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي مع الحكومة والقطاعات الوزارية المكلفة بالتربية والتكوين في احترام متبادل للوضع الدستوري والاختصاصات المخولة لكل طرف. ويشكل موضوع هذا الملتقى، الأول ضمن سلسلة من اللقاءات سيخصصها الملتقى لموضوع اصلاح التعليم ، ستتناول في الأسابيع المقبلة بالخصوص مواضيع من قبيل "النموذج البيداغوجي الجديد والمسألة اللغوية"، و" من أجل منظور جديد لمهن التربية والتكوين " و "دور التكوين المهني في تثمين الرأسمال البشري" ، و"النهوض بالابتكار والبحث العلمي" .