مرة أخرى تتعرض أمريكا للعتاب، والبطل هذه المرة المخرج المغربي لفيلم الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء، محمد عسلي الذي صدم الأمريكيين برفضه التوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومرافقة عرض فيلمه الذي يعرض مرتين في إطار الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي المنظم من 15 الى 24 أكتوبر الجاري بواشنطن. مصادر إعلامية أكدت أن محمد عسلي عزا رفضه التوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى كون هذه الأخيرة تشكك في اسم محمد، صلى الله عليه وسلم، وقال:أرفض زيارة دولة تشكك في محمد صلى الله عليه وسلم كحضارة واسم وانتماء، وتربطه بالإرهاب، مضيفا أن أمريكا أضحت دولة بوليسية مثل دول العالم الثالث. يذكر أن فيلم الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء فاز بعدة جوائز دولية منها الجائزة الكبرى لمدينة نابولي الإيطالية وجائزة العمل الأول لمهرجان الفيلم العربي بباريس والجائزة الفضية في مهرجان سينما الجنوب بأصيلة والجائزة الكبرى عروس البحر بالإسكندرية وجائزة التانيت الذهبي بمهرجان قرطاج السينمائي في الدورة ال 20 لأيام قرطاج السينمائية التي احتضنتها تونس من 1 إلى 9 من الشهر الجاري .. ويمكن القول إن محمد عسلي بموقفه الرافض لزيارة الديار الأمريكية ينسجم مع الخط العام الذي اختاره لفيلمه الرافض للذوبان وفقدان الهوية إذ يفسر عسلي في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء حالة الوقوف والصمود التي يترك فيها أبطال فيلمه في النهاية، رغم كل المشاكل التي اعترضتهم على أن هذه الشخصيات خسرت معركة ولم تخسر حربها... إنهم راجعون لجمع أشلائهم ثم ليقفوا من جديد. هذا وضع الانسان العربي.. يقول محمد عسلي: نحن لسنا منبطحين.. يكفيني أنه مازال في بلدي شاي وطجين وكسكس في وقت نواجه فيه تيارات تريد أن تبعدنا عن كل هذا وأن نغير كل عاداتنا وتقاليدنا وحتى نمط تعليمنا وكيفية التعامل في ما بيننا، معربا عن رفضه تقديم صورة لا تشبه قيمنا وحضارتنا. ويحكي فيلم الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء قصة عائشة وهي امرأة أمية وحامل تعيش في إحدى القرى البربرية الجبلية بعيدا عن زوجها سعيد الذي يعمل في إحدى المطاعم بالدارالبيضاء. وكانت عائشة تكتب لزوجها رسائل بمساعدة معلم بإحدى المدارس المحلية مناشدة إياه بالعودة إلى البيت وذلك لأنها لن تتمكن هي من الذهاب إلى الدارالبيضاء هذه المدينة التي تلتهم الرجال. فهل سيتمكن سعيد الذي يتنقل بين حرف صغيرة متخبطا بين المشاكل والمآسي في هذه المدينة من تلبية رغبة زوجته. ويشارك في بطولة هذا الفيلم، الذي حصد مجموعة من الجوائز في مختلف المهرجان الدولية، على الخصوص الممثل الواعد عبد الصمد مفتاح الخير الذي حصل على جائزة أحسن دور رجالي في المهرجان الدولي للفيلم بسلا في دورته الأولى. ويذكر أن شخصيات وطنية أخرى سبق أن قاطعت أنشطة للولايات المتحدةالأمريكية وسفاراتها احتجاجا على مواقفها من قضايا الأمة الإسلامية خصوصا والإنسانية عامة. حبيبة أوغانيم