بدا واضحا أن مشروع قانون المالية ,2005 الذي صادق عليه المجلس الحكومي أخيرا، سيشهد العديد من الإكراهات القوية، في مقدمتها فاتورة الانفتاح على الخارج في ظل غياب سياسة واضحة لتعويض النقص الحاصل في المداخيل الجمركية، والتهاب أسعار النفط في الأسواق العالمية وتأثير ذلك على أداء النسيج الاقتصادي، بالإضافة إلى ارتفاع نفقات الدولة بنسبة أعلى من نسبة ارتفاع المداخيل، مما سيعمق معدل العجز في الميزانية إلى 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام باحتساب مداخيل الخوصصة، في مقابل 3 بالمائة برسم توقعات السنة المالية .2004 وفي هذا الصدد، أكد محمد نجيب بوليف (أستاذ الاقتصاد) أن الإشكال الحقيقي الذي عانت منه ميزانية 2005 يكمن بالأساس في نتائج سياسة الانفتاح على الخارج في إطار التوقيع على العديد من الاتفاقيات للتبادل الحر، وقال في تصريح لالتجديد: إن إكراه الانفتاح على الخارج كان مبرمجا، لكن كان حريا بالحكومة أن تتعامل معه بإيجابية كبيرة لتجاوز الاختلال الذي سيحصل على مستوى المداخيل، بسبب تراجع إيرادات الجمارك سنويا مابين 10 إلى 15 بالمائة حتى سنة 2010 و2012 . وأوضح الأستاذ وعضو فريق العدلة والتنمية بمجلس النواب أنه ليس هناك تدبير استراتيجي لدى الحكومة لتعويض المداخيل التي ستتقلص على صعيد الجمارك، مشيرا إلى أن الحكومة كان يفترض عليها أن تضع ضمن أولوياتها إجراء إصلاح ضريبي وجبائي لجبر هذا الخصاص. ونبه المتحدث ذاته إلى أن مداخيل الدولة برسم السنة المالية 2005 قد تتراجع عما هو معلن عنه رسميا، إذا ما لم تتمكن الحكومة من تنفيذ برنامج الخوصصة المقدر في 12 مليار درهم، مذكرا في هذا السياق بفشل الحكومة في تحصيل مداخيل الخوصصة خلال السنة المالية .2004 واعتبر المحلل الاقتصادي أن المؤشرات المعلن عنها في مشروع قانون المالية 2005 تظل مرهونة بنسبة الإنجاز، التي تبين أنها لم ترق إلى ما كان متوقعا خلال السنوات الماضية. وزاد بوليف، في سياق تحليله للإكراهات التي ستعترض ميزانية ,2005 بالقول إن نتائج الحوار الاجتماعي ستعمق من ارتفاع النفقات دون أن يكون لذلك وقع على مستوى تقليص الفوارق الطبقية، إذ يبقى المستفيد الأكبر من الزيادة في الرواتب - يؤكد بوليف- هم الأطرالعليا، مما سيزيد من رقعة الفقر بالمغرب. وختم تحليله هذا بالإشارة إلى أن الحكومة عجزت عن إدراك كنه تقلبات السوق النفطية العالمية، رغم توالي الأزمات السياسية دوليا منذ الحرب على العراق، وأكد أن التهاب أسعار الذهب الأسود سيوجه ضربة قوية للعديد من القطاعات الإنتاجية، وقطاعي النقل الداخلي والخارجي محمد أفزاز