طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نظيره البلغاري سيمون ساكس كبورجوتسكى بتوفير الحماية والرعاية الرسمية لمساجد البلاد مثلما تحترم تركيا الآثار الخاصة بالأجانب وغير المسلمين على أراضيها. وكان أردوغان التقى وكبورجوتسكى الأربعاء -7-7-2004 في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس الوزراء التركي للعاصمة البلغارية صوفيا بدعوة من نظيره البلغاري أثناء مشاركته فى قمة حلف شمال الأطلسى التى عقدت بإستانبول يومي 28 و29 يونيو 2004. وجاء طلب أردوغان بضمان حماية رسمية للمساجد في أعقاب لقاء جمعه وفكري صالح مفتي مسلمي بلغاريا وأحمد دوغان رئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية الممثل للمعارضة البرلمانية والمعبر عن القوى السياسية للمسلمين الأتراك في بلغاريا. جاءت تلك المطالب على خلفية أنباء تناقلتها وسائل الإعلام التركية قبيل زيارة أردوغان لبلغاريا حول تحويل مسجدين يرجع تاريخ بنائهما إلى عهد الدولة العثمانية إلى مطعم وملهى ليلي. وبحسب مصادر تركية، يوجد في بلغاريا حوالى 1000 مسجد وجامع. وعندما عادت الديمقراطية إلى بلغاريا في عام 1991، التحق نحو 80 ألف تلميذ وتلميذة من أبناء المسلمين لدورات تعليم قراءة القرآن الكريم التى تقدم في نهاية الأسبوع وفى العطلة الصيفية المدرسية. كما شهد عام 1991 أيضا تسيير أول قافلة حج بلغارية، انتقلت عبر تركيا وبدعم من حكومة الرئيس التركي الراحل تورجوت أوزال. وتشير الموسوعة الإسلامية الجديدة (باللغة التركية) إلى أن نسبة المسلمين تراجعت ببلغاريا فى الفترة ما بين عامي 1887 و1938 من 2,19% إلى 2,10%. وتعرض مسلمو بلغاريا لاضطهاد واسع في العهد الشيوعي؛ حيث أممت أراضيهم، وأجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية بأخرى بلغارية، كما تم إجبارهم على الهجرة عدة مرات، كان آخرها في أواخر الثمانينيات؛ عندما اضطر نحو 340 ألف مسلم من ذوي الأصول التركية إلى الهجرة إلى تركيا عام 1989. ومع انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 وحدوث تغييرات جذرية فى نظام الحكم ببلغاريا، عادت الأسماء الإسلامية للظهور مرة أخرى، كما تمكن 160 ألف مسلم بلغاري من العودة إلى بلادهم بمساعدة الحكومة الكويتية عبر منظمة المؤتمر الإسلامي. وشكل المسلمون البلغاريون في عام 1990 حزب اتحاد القوى الديمقراطية الذي تمكن من الحصول على 24 مقعدا فى الانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك تحت زعامة أحمد دوغان. الجدير بالذكر أن الإسلام بدأ الانتشار في بلغاريا مع الفتح العثماني للعاصمة "صوفيا" عام 1383 ميلادية، وحكمها العثمانيون 495 سنة، حتى عام 1878م، وتشير إحصائيات رسمية إلى أن نسبة عدد المسلمين في بلغاريا حاليا تصل إلى 12.2% من إجمالي سكان بلغاريا البالغ عددهم نحو 7.5 ملايين نسمة. ويتركز المسلمون ببلغاريا فى جنوب وجنوب شرق البلاد مثل شومنو ورزجارد وتارجوفيتشه وروبروجا وسيلستره ودولووا ورودوب. وتسمح الحكومة البلغارية منذ عام 1991 بإلقاء دروس باللغة التركية لمدة 4 ساعات أسبوعيا للتلاميذ الأتراك بالمدارس. كما يصدر مسلمو بلغاريا صحيفة ناطقة باسمهم تدعى صحيفة "المسلمون". وتصدر 5 مرات فى الأسبوع باللغتين التركية والبلغارية. إسلام أون لاين