تتراوح تكلفة جهاز تقويم الركبة ما بين 40 و50 ألف درهم بالمغرب، ويتحمل الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي هذه التكلفة بفرنسا لبعض منخرطيه بمقابل 120 ألف درهم (12 مليون سنتيم). لماذا لا نعمل من أجل تطوير وضع هذا الجهاز الخاص بالركبة في المغرب، من طرف أخصائيين مغاربة؟ خاصة وأن هذا يوفر عملة صعبة تفوق 60 ألف درهم عن كل عملية عملية منجزة؟ وشكلت التقنيات الجراحية الجديدة لوضع جهاز تقويم الركبة، واستبدال العصب المتقطع للركبة لدى الرياضي وعمليات المعالجة الجراحية الخاصة بتشوهات الرجل المرتبطة بالأحذية المكعبة والعالية لدى المرأة المغربية، الموضوعات الرئيسية للمؤتمر الوطني 22 لجراحة العظام والمفاصل، الذي انعقد بالرباط أيام 22 و23 و24 أبريل .2004 بالأمس القريب تعلق الأمر بجراحة من النوع الثقيل، يوضح البروفسور سعيد وهبي رئيس الجمعية المغربية لجراحة العظام والمفاصل، وتتطلب تدخلات جراحية دقيقة، من 15 إلى 20 سنتمترا، وكذا قطع غيار ثقيل، إلا أننا اليوم نتوفر على معدات جراحية تسمح بإجراء فتح صغير مع الأخذ بعين الاعتبار جمالية الركبة لا يتطلب أكثر من 6 إلى 7 سنتمترات، مقارنة مع الجراحة التقليدية التي تخلف آثارا تمتد من 20 إلى 25 سنتمترا. وتتمثل هذه الطريقة في تعويض ركبة مهترئة بسبب الاعتلال المفصلي والمؤلم، مما يجعل المشي صعبا ويؤدي إلى الإعاقة. وفي الحالات المتقدمة جدا، والتي تعيق المشي، فإن الحل العلاجي الوحيد هو الاعتماد على جهاز تقويم الركبة، وتعويض الركبة المصابة بأخرى اصطناعية. وهكذا تتم تغطية العظم بقطعة من مادة البولستين البلاستيكية، وحديد مناسب، بهدف السماح بتحرك أفضل وجيد للركبة. وتسمح هذه التقنية الدقيقة، التي تعتمد على جهاز أكثر نجاعة، بثني جيد للركبة، وهي حاجة مطلوبة، خاصة أثناء أداء الصلاة مثلا. كما أن لهذه التقنيات الخاصة بوضع جهاز تقويم الركبة، انعكاسات سوسيواقتصادية مهمة، يؤكد هذا الاختصاصي في جراحة العظام والمفاصل، مع العلم أنها أدخلت للمغرب أخيرا بعد أن أظهرت فعاليتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا. ويرى البروفسور سعيد وهبي، أستاذ باحث في جراحة العظام والمفاصل أن حادثة رياضية يمكن أن تضع حدا لمسيرة لاعب كرة القدم، مثل تمزق في عضلات الركبة، تستفيد اليوم من تقنية جراحية متطورة جدا تمكن الرياضي من مستوى عال من استئناف مسيرته. والنموذج الساطع هنا، حالة رونالدو، الذي تمكن بعد عملية جراحية لإصلاح التمزق عضلي في الركبة، من الرجوع إلى الميادين الرياضية بشكل متألق. وبالنسبة للبروفسور وهبي، فإن التمزق العضلي على مستوى الركبة، أصبح اليوم في المغرب شيئا يتم التحكم فيه بشكل فعال. الدكتور أنور الشرقاوي رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية