أصدر الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فتوى أجاز فيها قتل العملاء من الفلسطينيين الذين يتعاونون مع إسرائيل؛. وقال الدكتور القرضاوى إن الشعب الفلسطيني الذي سجل بطولات أسطورية في جني وغيرها لا يجوز أن ينتسب إليه مثل هؤلاء العملاء، واستند إلى أدلة من الكتاب والسنة النبوية تشير إلى إجازة قتل الخائن. جاء ذلك في نص الفتوى التي نشرتها جريدة الشرق القطرية السبت. وقال الشيخ القرضاوي عندما سئل عن: ما قولكم في هؤلاء الفلسطينيين الذين شذوا عن جماعتهم وخرجوا على صفهم وخانوا قومهم فتعاونوا مع الغزاة يكشفون لهم العوارت، نرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في ما يستحقه هؤلاء؟، قال إن انتساب هؤلاء للفلسطينيين عار وشنار لأن الشعب الفلسطيني الذي سجل بطولات أسطورية في جنين وغيرها وأثبت صموده الخارق ، هذا الشعب لا يجوز أن ينتسب إليه هؤلاء الذين لا يجوز أن ينسبوا إلى الفلسطينيين ولا إلى العرب ولا إلى المسلمين، فالجميع يبرأ منهم. وأكد فضيلته أنه جرت سنة الله في خلقه أن يكون في كل شعب خونة يبيعون أمتهم بأعدائهم وأن الكيان الصهيوني اجتهد منذ زمن طويل في تجنيد عدد غير قليل من أبناء فلسطين لعملوا لحسابه بالترغيب والترهيب ليقوموا بدورهم الخائن فيتجسسوا على أهليهم ولحسابه. هؤلاء حكمهم حكم المحتلين لأن ولاءهم لهم وعونهم لهم والله تعالى يقول (ومن يتولهم منكم فإنه منهم). وشدد على أنه يرى أن هؤلاء شر من الغزاة المحتلين لأن الغازي عدو واضح معروف، أما الجاسوس فهو من المنافقين وهو عدو من جلدتنا ويتكلم بلساننا. وأقر بأن المنافق إذا استتر بنفاقه وعمل أعمال المسلمين الظاهرة عومل معاملة المسلمين ووكل أمر سريرته إلى الله فإذا ظهر ما يؤذي المسليمن أخذ به وعوقب العقوبة الرادعة، كما في قوله تعالى (لئن لم ينته المنافقون والذين في قولوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا). وذكر القرضاوي أن الفقهاء المسليمن أقروا بأن عقوبة الجاسوس هي القتل متمثلا بقصة حاطب بن أبي بلتعة حينما أرسل في فتح مكة رسالة إلى أهل مكة يخبرهم فيها بمقدم الجيش المحمدي واعتذر الرجل بكلام يدل على حسن نيته وأنه لا يريد الضرر بالمسلمين فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنقه فقد نافق، فقال صلى الله عليه وسلم : ما يدريك أن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم. وقال فضليته إن العلماء استنبطوا من هذه القصة جواز قتل الجاسوس وإن كان مسلما، لأن عمر طلب قتل حاطب وأجابه الرسول بأن شهوده بدرا مانع من قتله، وفي هذا تنيبه إلى مشروعية قتل الجاسوس إذا لم يكن عنده مثل هذا المانع. وهذا مذهب مالك وأحد الوجهين في مذهب أحمد. وأضاف قال سحنون من المالكية إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يستتب وقال ابن القاسم يقتل ولا يعرف لهذه توبة، وهو كالزنديق. وقال غيرهما من اصحاب مالك: يجلد جلدا وجيعا ويطال حبسه وينفى من موضع يقترب من الكفار. وتابع أنه يرى أن العقوبة ترجع إلى درجة جريمة الجاسوس ومقدار توغله في خدمة الأعداء ومساندتهم وما ترتب على ذلك من مضارللمسلمين، مشددا على أنه يجب يرد ذلك إلى محكمة مسلمة تنظر في جرائمهم وتقيم حكمها على أساس البينات لا على مجرد الدعاوى أو الشبهات، فمن أعان الأعداء على أهله وقومه ودل على عوراتهم حتى ترتب على ذلك سفك دم حرام وجب أن يقتل لا محالة لأنه شر من قطاع الطريق.. ومن لم يبلغ هذه الدرجة عوقب بما يناسبه إذا ثبت عليه، وينبغي التشديد في الإثبات حتى لا يعاقب أحد بغير حق. وأشار فضيلة القرضاوي إلى أنه ينبغي فتح باب التوبة لمن تورط في مثل هذا الجرم وأن يشجع على ذلك لان التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله يحب التوابين والمتطهرين وقد قال الله تعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) فرغم أنهم عذبوا المؤمنين لم يحرمهم من التوبة ولم يغلق بابها في وجوههم لو أرادوا. الدوحة: عبد الحيكم أحمين