بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي طفا ملف العملاء على السطح مجددا، وتصاعدت الأصوات المطالبة بوجوب فتحه. ملف طالما سُكت عنه رغم تأثيره الخطير على الشعب الفلسطيني كله وليس فقط على فصيل المقاومة الإسلامية حماس". فظاهرة العملاء مرض عضال ينهش المجتمعات التي ترزح تحت الاحتلال البغيض، إذ ترضى فئة ضالة من ذوي النفوس الضعيفة أن تكون أداة طيعة في يد الأعداء يستهدفون بها نقط القوة في المجتمع المقاوم. إن العميل الذي باع نفسه للشيطان طوعا أو كرها يؤدي دوراً كبيراً في عملية استهداف المطلوب. إذ الخبراء والمراقبون يؤكدون أن التكنولوجيا العسكرية، مهما بلغت من تطور، لا يمكنها النجاح وحدها في تنفيذ عمليات الاغتيال دون مساعدة مباشرة من العملاء، الذين ينقلون المعلومات الحساسة إلى العدو ليستفيد منها في تنفيذ جرائمه النكراء. وما يفسر التقاعس عن القيام بالواجب الوطني في تطهير المجتمع الفلسطيني من آفة العملاء، وتفكيك شبكاتهم، التي ترعرعت في ظل اتفاقات أوسلو المشؤومة، و القيود التي وضعتها هذه الاتفاقات، إذ تمنع أوسلو ملاحقة العملاء وتضمن حقوقهم وحصانتهم، ولذا يخشى بعضهم من خرق الاتفاق وإغضاب الدول الراعية والمانحة!!! ويهربون من دائرة الإحراج والمطالب الشعبية الملحة بترويجها رواية الاختراقات للدوائر الضيقة للقيادات الفلسطينية المستهدفة. وقد رد أحد قيادات حماس بأن قضية الاختراق الأمني في الصفوف الأمامية لحماس أمر غير موجود، واصفا القضية بأنها صراع أدمغة بين حكومة رئيس وزراء العدو شارون وقيادة حماس، مشيرا إلى عملية أسدود النوعية التي انتصرت على كل الأجهزة الأمنية اليقظة للعدو. وسرطان العملاء يمتد حتى داخل السجون إذ يعشش من يسمون ب العصافير أو الصراصير، وهم أشد خطرا وفتكا بالمجاهدين والمقاومين أثناء مرحلة التحقيق، حيث إن معظم الاعترافات تؤخذ عند هؤلاء العصافير، الذين يقومون بتنفيذ دور الشرفاء والمخلصين ليوقعوا بالمجاهد المعتقل. ويَذكر الشعب الفلسطيني صيحات الله أكبر التي ترتفع كلما نٌفذ حكم الإعدام في حق عميل خائن لوطنه ولأبناء شعبه الذين طعنهم من الخلف بتعاونه مع العدو. لقد تجاوز العدو كل الخطوط الحمراء وليس من الذكاء احترام السلطة لبند عدم ملاحقة العملاء، إذ بذلك لم يبق أي حل أمام فصائل المقاومة لحماية قادتها وكوادرها إلا أخذ المبادرة مجددا، وتدشين مرحلة جديدة من الاعتقالات والتحقيقات والاعدامات في أفق اجتثات الداء. فلا بد من الاعتراف بأن التساهل في اجتثات هذه الفئة السرطانية يساعد على تناميها وتطورها مما يهدد القضية ومشروعها وكذا الخيار الصعب، الذي تبناه الشعب الفلسطيني لصنع مستقبله واسترجاع حقوقه المغتصبة. ولا مناص ثانيا من الاستجابة للمطالب الداعية إلى الضرب بيد من حديد ضد العملاء والخونة، وملاحقتهم واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة، وردعهم حتى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يواجه العدو الشرس وظهره محمي وجبهته الداخلية متماسكة فالشعب الفلسطيني الذي تنافست فصائله في الكفاح والمقاومة، وقدم آلاف الجرحى والأسرى وقوافل الشهداء، لا مناص له من مواجهة سرطان العملاء. إسماعيل العلوي العملاء.. ظاهرة مقلقة للشعب الفلسطيني ومناضليه فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي يجيز قتل العملاء من الفلسطينيين من خلال محكمة إسلامية العملاء في المجتمع الفلسطيني.. المشكلة والعلاج