اكد وزير الاوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش ل'القدس العربي' الاحد ان وزارته تحدد موضوع خطبة صلاة الجمعة للأئمة الفلسطينيين مع تزويدهم بالايات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة للاستشهاد بها، نافيا ان تكون الوزارة تعمم خطبا مكتوبة على أئمة المساجد. واضاف قائلا ل'القدس العربي'، 'نحن لدينا سياسة بتعميم خطبة صلاة الجمعة على جميع المساجد ولكننا لا نعمم خطبة مكتوبة'، مضيفا 'نحن فقط نحدد موضوع الخطبة ونعمم الآيات والاحاديث النبوية على الخطباء وعليهم الالتزام بها الا اذا حدث امر طارئ في منطقتهم فانه يمكن للإمام ان يغير موضوع خطبة الجمعة'. وبشأن اصدار وزارة الاوقاف الفلسطينية نهاية الاسبوع الماضي تعميما لخطباء المساجد تطالبهم فيه بالتهجم على الشيخ يوسف القرضاوي على خلفية اتهامه بانه طالب برجم عباس لتآمره على الشعب الفلسطيني بسبب اتخاذه قرارا بتأجيل التصويت على تقرير غولدستون الذي ادان اسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد اهالي قطاع غزة خلال العدوان الذي شنته اسرائيل على القطاع نهاية عام 2008، قال الهباش ل'القدس العربي' 'التعميم الذي صدر هو حول ضرورة التثبت من صحة الاخبار وعدم الانجرار وراء الاخبار الكاذبة التي يروجها العدو' والتي وقع فيها الشيخ يوسف القرضاوي على حد قوله، منوها الى ان الاخير اعتمد في بناء موقفه من الرئيس الفلسطيني على اخبار 'كاذبة روجتها اسرائيل' بشأن تشجيع عباس لها في حربها الاخيرة على قطاع غزة وموافقته على تأجيل التصويت على تقرير غولدستون. واضاف الهباش 'تلك الاخبار الكاذبة التي روجتها الصحافة الاسرائيلية اعتمد عليها الشيخ القرضاوي واصدر على اساسها فتوى وتحدث بشكل غير لائق عن الرئيس'، مشددا على احترامه وتقديره للقرضاوي. واضاف الهباش 'نحن نحترمه ونقدره ونعرف قدره العلمي والديني ولكن لا يمكن ان نرضى للشيخ القرضاوي ان يخطئ بحق الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني خصوصا وان الخطأ جاء من قبل شيخ مثل القرضاوي'. وكان القرضاوي هاجم عباس من على منبر احد مساجد قطر قبل اسابيع، مشددا على انه من الواجب رجمه في مكة 'اذا ما تبين انه تآمر على الشعب الفلسطيني'. وردا على اقوال القرضاوي قال الهباش 'نحن لا نطالب القرضاوي الا ان يقول الحق بعد ان ثبت له ان روايته اعتمدت على تسريبات اسرائيلية، لذلك فالمطلوب منه ان يعود للمنبر الذي اتهم من عليه الرئيس الفلسطيني - بالتأمر على الشعب الفلسطيني- ويوضح الامر ويقدم اعتذارا مقبولا للرئيس وللشعب الفلسطيني عن الاساءات التي صدرت عنه من على ذلك المنبر'، مضيفا 'ابسط ما نطالب به اعادة توضيح المسألة من الشيخ القرضاوي نفسه وتقديم اعتذار مقبول للرئيس وللشعب الفلسطيني'. ونوه الهباش الى ان القرضاوي وقع ضحية معلومات مضللة نقلت اليه وقال 'لا يعذر العالم بالجهل'، مطالبا العلماء المسلمين ان يتحروا الحقيقة قبل بناء مواقفهم. وبشأن رفض العشرات من المصلين الفلسطينيين اداء صلاة الجمعة الماضية خلف أئمة وزارة الاوقاف الفلسطينية بسبب تهجمهم على القرضاوي والتشكيك في علمه قال الهباش ل'القدس العربي' 'هذا غير صحيح مطلقا كل الذي حدث هو بعض الاعتراضات من قبل المصلين في بعض المساجد ضمن حقهم في التعبير وهذا ما تكفله لهم الديمقراطية الفلسطينية'. وكان مصلون فلسطينيون رفضوا اداء صلاة الجمعة خلف أئمة وزارة الاوقاف في محافظتي الخليل والبيرة ورام الله على خلفية مهاجمة الخطباء للشيخ القرضاوي. واوضح الهباش بان من حق المواطن الفلسطيني ان يجهر برأيه 'حتى امام خطيب المسجد، وهذا بفضل الله يحسب لديمقراطيتنا'. ونفى الهباش تحريض وزارة الاوقاف على الشيخ القرضاوي وقال 'نحن لا نحرض على الشيخ القرضاوي بل نحن نحترمه ولكن لا يمكن ان نقبل خطأه ونسكت عليه وبالتالي من الواجب علينا ان نبين الحقيقة' مشددا على رفض التجريح الشخصي وقال 'نرفض اللجوء الى الالفاظ البذيئة والتجريح والتشهير'. ومن جهة اخرى أكد مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين الاحد أنه كان الأولى بالشيخ يوسف القرضاوي، أن يدقق أكثر ويتثبت ويتبين وبخاصة عند التطرق لقضايا حساسة تطال أعراض ودماء أبرياء أو الإساءة لأشخاص أو هيئات تمثل رموزاً في مجتمعاتها وبين الناس. ودعا المجلس في بيان أصدره تعليقا على 'الاتهامات الكاذبة' التي أطلقها القرضاوي بحق عباس، لتصويب ما حصل درءاً للفتنة بين المسلمين، ودعا في الوقت نفسه عباس ليبقى 'كما عهدناه في التجاوز والعفو عن الزلات، كي تنشغل أمتنا حكاماً وعلماء وشعوباً في قضاياها المصيرية، بدلاً من أن يتبعثر جهدها في مسائل القيل والقال'. وقال بيان مجلس الإفتاء 'إنه بعد الإطلاع على ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة للشيخ القرضاوي، فإن مجلس الإفتاء الأعلى يود التأكيد على أن إسلامنا الحنيف الذي كرّم العلماء وجعلهم في منازل رفيعة، وجعل من واجبهم إزاء ذلك أن ينهجوا على دربه ويأخذوا بضوابطه وأحكامه وقيمه في دعوتهم ونشر علمهم والعمل به، ومن ذلك ضرورة تثبتهم ونبذ العمل بالإشاعة، مع المحافظة على الاتزان والموضوعية وبخاصة عند الحديث حول مسائل شائكة أو خلافية أو عند التطرق لنزاع بين الناس'.