تضاربت المعلومات حول عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة أمس الأربعاء، حيث أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني أن القوات قتلت ثلاثة عشر فلسطينيا أثناء توغلها في المنطقة بحثا عن مطلوبين. من جانبها أكدت مصادر طبية فلسطينية أن ثمانية فلسطينيين استشهدوا خلال الاجتياح الإسرائيلي، لكن هناك المزيد من الجثث لا تزال ملقاة على أرض المعركة. وأفاد مصادر صحافية في غزة أن القوات الإسرائيلية انسحبت إلى أطراف حي الزيتون بعد أن توغلت مسافة كيلومتر واحد من جهة مستوطنة نتساريم تحت غطاء إطلاق نار كثيف. وأشار إلى أن العملية بدأت صباح أمس واستمرت نحو خمس ساعات حيث قام الاحتلال بتمشيط وتسوية وتجريف الأراضي قرب مستوطنة نتساريم لإقامة ثكنة عسكرية، وقال شهود عيان إن مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والمسلحين وجنود إسرائيليين عندما بدأت الآليات الإسرائيلية عمليات التجريف. وأكد الشهود أن معظم الضحايا مدنيون لم يشاركوا في المواجهات، وقالت المصادر الفلسطينية إن خمسة من الشهداء هم من كوادر حركة الجهاد الإسلامي، ومن بين الجرحى أيضا أحد أعضاء فريق طبي في سيارة إسعاف أصابتها نيران الاحتلال أثناء محاولتها نقل الجرحى. وقال مسؤول في مستشفى الشفاء إن الكشف الطبي أثبت أن خمسة من الفلسطينيين الثمانية الذين وصلت جثثهم قتلوا برصاص أطلق عليهم من مسافة قريبة جدا في الرأس والرقبة، وأوضح أن رصاصة واحدة أطلقت على كل من الفلسطينيين الخمسة وأدت إلى حدوث تشوهات في الرأس والوجه. وأفاد شهود عيان أنه عثر على خمس من الجثث كانت ملقاة في ساحة أحد مصانع الرخام وورشة للميكانيكا بعد أن انسحبت الدبابات الإسرائيلية من المنطقة. ومن جانبها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي استشهاد 5 من كوادرها وتوعدت بالثأر لهم، وقالت إن رجال المقاومة تصدوا للعملية واشتبكوا مع قوات الاحتلال واستخدموا قذائف زا وأسلحة خفيفة مما أدى إلى إعطاب آليات إسرائيلية. وجاء التصعيد الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المنطقة جهودا دبلوماسية حثيثة لتحريك عملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقد حث المبعوث الأميركي جون وولف بعد لقائه وزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم بالقدس الغربية أمس الطرفين على الوفاء بالتزاماتهم إزاء خطة خارطة الطريق للسلام. ومن المقرر أن ينضم في وقت لاحق إلى وولف زميل آخر له هو ديفد ساترفيلد في المهمة التي تستمر عدة أيام وتعد أرفع حضور أميركي للمنطقة منذ أكثر من شهر، وسيجري المبعوثان الأميركيان سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين. وفي السياق نفسه واصلت مصر تحركاتها الدبلوماسية بهدف التوفيق بين فصائل المقاومة بشأن اتفاق يتيح لها إعلان وقف للعمليات ضد الدولة الصهيونية توطئة لوقف متبادل لإطلاق النار. وأجرى وزير خارجية مصر أحمد ماهر ومدير المخابرات العامة عمر سليمان مباحثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وقال عرفات في مؤتمر صحفي مشترك مع ماهر إن المحادثات ستؤدي إلى خطوات مهمة، لكنه لم يوضح طبيعتها. وكان المسؤولان المصريان التقيا في تل أبيب قبيل توجههما إلى رام الله أمس ممثل الأممالمتحدة بالمنطقة تيري رود لارسن الذي عبر لهما عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية بين الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة.