أنهى مؤتمر مكةالمكرمة الرابع الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي، فعالياته، حيث عقد جلسة لمناقش التحديات الثقافية والإعلامية التي تواجه الأمة، وذلك بحضور الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام للرابطة. وقد عرضت في الجلسة أربعة بحوث قدمها الدكتور محمد عبده يماني، والدكتور جعفر عبدالسلام، والدكتور عبدالحليم عويس، والدكتورة سهيلة زين العابدين. وقد ناقش الباحثون واقع الثقافة والإعلام في العالم الإسلامي، واستعرضوا المشكلات التي تتصل بهذا الواقع، كما حددوا الهموم التي يعاني منها المثقفون، والإعلاميون المسلمون، وفي مقدمتها القصور في إمكانات النهوض بالثقافة ومؤسساتها وتوجيه الإعلام ومؤسساته في البلدان الإسلامية لبحث واقع الأمة المسلمة، ومعالجة التحديات التي تحيط بها من الخارج، وكذلك التحديات التي انبثقت داخل المجتمع الإسلامي. وناقش المشاركون خلال الجلسة الهجمة الإعلامية الثقافية على الإسلام والمسلمين، واستعرضوا عددا من المقترحات والمشروعات العملية لإيجاد استراتيجية ثقافية وبرنامج عمل إعلامي جديدين يتناسبان والمرحلة التي يمر فيها العالم عبر منعطف حضاري جديد. وركز الباحثون على ثلاثة أمور تسهم في النهوض بالثقافة والإعلام وتوجيه القدرات الثقافية والإعلامية وتمكينها من مواجهة التحديات ومعالجة آثارها وذلك بالتنسيق بين الجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الإسلامية، لوضع الاستراتيجية الثقافية المناسبة للمرحلة وللتطورات العالمية المتسارعة في عصر تكتسح فيه تيارات العولمة ثقافة الأمم. وإعداد الأطر البشرية المؤهلة في مجالات الإعلام المتنوعة، ودعمها وتمكينها من تقديم المعالجات الموضوعية للتحديات. وإيجاد وسائل لتحويل النظريات والبحوث التي أعدها الأكاديميون المسلمون في الجامعات ومراكز البحث إلى مشروعات عملية يمكن تنفيذها، والعبور من خلالها لمعالجة مشكلات الأمة. وأكد الباحثون على أهمية النقد الذاتي للأداء الثقافي والإعلامي في الفترة الماضية، ورصد السلبيات والعوائق التي أدت إلى ضعف آداء المؤسسات الثقافية والإعلامية، مما يسهم في تحديد المسار الصحيح في الخطط الجديدة للعمل الثقافي والإعلامي في بلدان العالم الإسلامي.