بعد أسابيع قليلة من بدء الموسم الدراسي 2004/2005 بربوع المملكة، ومنها جماعة احصين الواقعة بتراب عمالة سلاالجديدة، توضح المراسلات الرسمية أن ما وعدت به وزارة التربية الوطنية بإنشاء ثلاث ثانويات جديدة بتراب الجماعة المذكورة برسم مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية 2000/2004 لا علاقة له بالواقع، بحيث لم تنشأ أية ثانوية جديدة لا في الموسم الدراسي الماضي أو الحالي، اللهم إلا تحويل إعدادية إلى إعدادية ثانوية اسمها المنظر الجميل، وهو ما يعني أن وزارة التربية أخلفت وعدها للرأي العام باحصين، الذي ينتظر منذ سنين طويلة إجراءات للتغلب على معضلة تربوية هي الاكتظاظ الكبير في الحجرات الدراسية في المستويات الابتدائية والثانوية. وكان النائب عبد القادر اعمارة، عن حزب العدالة والتنمية، قد بعث بسؤال كتابي إلى وزارة التربية الوطنية في 10 ماي ,2003 تساءل فيه عما أعدته لتجاوز الاكتظاظ المسجل في ثانويتين (ثانوية جابر بن حيان، والقاضي عياض)، وهما الوحيدتان آنذاك في جماعة يفوق تعداد ساكنتها 120 ألف نسمة، وهو ما اضطر معه آباء وأولياء التلاميذ إلى بعث أبنائهم إلى الحي الملكي البعيد ببضع كيلومترات عن محل سكناهم، وأجابت الوزارة على السؤال الكتابي في الشهر الموالي (17 يونيو) قائلة إن مشاريع 3 ثانويات مبرمج إقامتها في جماعة احصين برسم المخطط سالف الذكر، وأسماء الثانويات هي: أبي شعيب الدكالي، والطاهر زنيبر، وعبد الكريم الخطابي، وحسب جدول توضيحي في نص رد الوزارة، فإن الثانوية الأولى مبرمجة في موسم 2002/,2003 والثانويتان الأخريان في 2003/.2004 وهو ما تفنده المعطيات الواقعية على طول الخط، بل إن مصدرا تربويا مطلعا من عين المكان أفاد التجديد بأنه حتى الثانوية الجديدة (المنظر الجميل والمحرومة إلى حدود كتابة هذه السطور من الماء والكهرباء!) التي شرع في استغلالها هذا الموسم، لم تخفف من نسبة الاكتظاظ، بسبب الخصاص الكبير المسجل، سيما في الجذوع العلمية المشتركة. واقع الاكتظاظ يظهر في إحصائيات وزارة التربية الوطنية المضمنة في ردها على السؤال الكتابي، فنسبة الأقسام المكتظة في ثانوية جابر بن حيان وصلت برسم الموسم الدراسي الفارط إلى 54 %، في حين بلغت 100 % في ثانوية القاضي عياض. وتعتبر الوزارة حسب ما يستشف من ردها دائما أن القسم المكتظ هو الذي يدرس به 45 تلميذا فما فوق، وهو ما وصفه أحد الأطر التربوية المحلية بأنه رقم كبير جدا، معطيا بالمقابل السقف الذي يوفر شروط التلقين والعملية التربوية التفاعلية بين المدرس والتلاميذ، وهو 30 تلميذا. وحول الانعكاسات السلبية لظاهرة الاكتظاظ على سير وجودة التعليم بثانويات جماعة احصين، تحدث المصدر نفسه قائلا إن على رأسها قلة فرص مشاركة التلاميذ في الفصل، بحيث يستحيل إفساح المجال للعدد الكبير من التلاميذ نظرا لضيق مدة الحصة، كما أن الأطر التربوية تعاني الآمرين في عملية تصحيح أوراق الامتحانات لكثرتها. محمد بنكاسم